رومل طباجة

توسع، نمو وتطلعات إيجابية

وسط العراقيل والتحديات التي تطال كافة إقتصادات العالم ، يتحدث السيد رومل طباجة، الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لإعادة التأمين «عمان ري» عن النتائج الإيجابية للشركة التي تمكنت من التصدي للمصاعب التي واجهتها محققةً أرقاماً عالية ومزيداً من الإنتشار من خلال تقديم طلب إفتتاح فرعها الجديد في جمهورية تونس، وتوسعت أكثر فأكثر في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا وشرقها كما وأثبتت حضورها المميز في شبه القارة الهندية.

في حين يبحث قطاع التأمين عن الحلول الأسلم لتجاوز الكوارث الطبيعية، يواجه القطاع إرتفاعاً سريعاً لمعدلات التضخم وتداعيات الحرب على أوكرانيا. يعتبر السيد رومل طباجة ان التخطيط المبني على الثبات و التريث هو عنوان المرحلة الراهنة مشجعاً شركات الإعادة العربية على إعتماد هيكل النموذج الأوروبي الذي يؤمن بالتقدم بخطى بطيئة لكن ثابتة وإستمرارية مضمونة على المدى الطويل.

كيف تصفون لنا إنجازات “عمان ري” لعام ٢٠٢٢؟

رغم تأثر قطاع التأمين بالأحداث الجيوسياسية ووباء كورونا إضافة إلى الوضع الإقتصادي العالمي ، إلا اننا نجحنا بالصمود والتقدم محققين أرقاماً ممتازة بزيادة واضحة بالأقساط وصلت إلى ٣٠٪ مقارنة بالعام المنصرم وقد نختم عام ٢٠٢٢ برقمٍ قياسي يصل إلى ٨٣ مليون دولار أميركي.

* هل التوسع الجغرافـي للشركة ساهم بتحقيق الأرباح؟

سير الأعمال ومسار الأرقام في عمان ري هو نتيجة إستراتيجية وضعت منذ ٥ سنوات وبدأنا نحصد نجاحاتها اليوم، ومانصبو اليه دائماً هو المحافظة على حضورنا القوي في سلطنة عمان بالإضافة لتوسعنا بشكل أكبر في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا وشرقها كما ولنا حضور مميز في شبه القارة الهندية.

من جهة أخرى، قد يكون لإنسحاب عدد من شركات الإعادة الإقليمية من المنطقة العربية، دوراً ساهم بتوسع أعمالنا، اذ شهدنا في الأونة الأخيرة تحسناً ملحوظاً في عملياتنا الإكتتابية بالإضافة للزيادة المدروسة للأسعار في قطاع التأمين عامةً.

* تحدثتم عن غياب بعض شركات الإعادة الإقليمية من الأسواق العربية، ما أسباب ذلك برأيكم؟

صحيح أن غيابهم يدفعنا لطرح علامات إستفهام عديدة، لأن وجود شركات الإعادة الإقليمية مهم وأساسي، ويسهل المعاملات من خلال سرعة إستجابتهم وخبرتهم في السوق العربية وعلاقاتهم الوطيدة مع شركات التأمين ، إلا أن تقلص هوامش الربحية وعدم الوصول الى التوقعات المطلوبة قد تكون من الأسباب الرئيسية لإنسحاب البعض منهم.

بما ان علاقتنا وطيدة مع عملائنا، ولنا رؤية واضحة وديناميكية لاحتياجات الأسواق وقدرة على التكيّف مع جميع الأطراف، فوجود الشركة العمانية لإعادة التأمين ضروري وفعّال لتحقيق مصلحة قطاع التأمين في سلطنة عمان و في أسواق المنطقة.

* خارج سلطنة عمان، تحققون نتائج جيدة في مكتبكم في قطر.

– ما تعليقكم؟

لمكتبنا في قطر مكانة خاصة، حيث انه أول فرع لنا خارج السلطنة أفتتح سنة ٢٠٢١ ووضعه ثابت ومميز. يساهم فرعنا في قطر بشكل مميز في تطوير حجم أعمالنا الإكتتابية في أسواق التأمين تحت إشرافه وخاصةً في السوق القطري الواعد. كما يوفر فرعنا في قطر تنوعاً كبيراً في محفظتنا الإستثمارية.

قامت الشركة العمانية لإعادة التأمين في ٢٠٢٢ بدراسة موسعة لإفتتاح مكتب ثان لنا وتم إختيار تونس بغاية تطوير أعمالنا في شمال وغرب إفريقيا. وتقدمت شركتنا مؤخراً بطلب رسمي لسلطة الإشراف على التأمين بتونس.

ويعد إفتتاح فروع جديدة للشركة خياراً إستراتيجياً للشركة إيماناً منا بأهمية القرب والتواصل مع شركائنا وتحسين مستوى الخدمات المقدمة. في نفس الوقت تولي الشركة أهمية كبيرة لحسن إختيار أماكن تواجد فروعنا لضمان المردودية والمساهمة في تطوير نتائجنا الإيجابية.

فرض التأمين السيبراني نفسه في قطاع التأمين، هل أضفتموه على لائحة خدماتكم؟

يجب ان يلقى التأمين السيبراني وعياً أكبر لأهميته، فحتى الآن لا يوجد طلب كبير عليه ولا توجد رؤية واضحة لدينا حوله بالإضافة الى انه يتطلب قدرات وتقنيات مكلفة. لذلك فإننا حالياً نراقب تطورات السوق ونتريّث قبل تبنيه. تحرص الشركة العمانية لإعادة التأمين على التعامل بمهنية عالية ووضع إستراتيجيات محددة تقوم على دراسات وتطلعات منطقية قبل الإستثمار في منتجات تأمينية جديدة.

حالياً، نضع على رأس أولوياتنا السوق العماني وإحتياجاته، فهو أكبر أسواقنا ويشكل ١٠ الى ١١٪ من محفظتنا التأمينية.

* هل تشجعون دخول شركات اعادة عربية جديدة على أسواق التأمين؟

الساحة متاحة للجميع، لكن على من يفكر في القيام بخطوة كهذه، يجب عليه وضع أسس ثابتة للإنطلاق منها. النجاح يتطلب عوامل أساسية أهمها:

– خبرة الإدارة التنفيذية للشركة في مجال إعادة التأمين

– توفر رأس مال كبير ومساهمون صبورون على توزيع الأرباح خلال السنوات الأولى

– إعتماد نموذج عمل ديناميكي وواقعي والإلتزام بتطبيقه. على الصعيد الشخصي أنصح بالإستناد إلى نموذج عمل شركات اعادة التأمين الأوروبية، لأنه يؤمّن إستمرارية طويلة ومضمونة حتى لو كانت على وتيرة بطيئة.

– بناء هيكلية داخلية متينة من خلال طاقم عمل محترف يعتبر نجاحه من نجاح الشركة ويعمل بصدق ومثابرة لضمان جودة عالية القيمة.

ما هي توقعاتكم للعام ٢٠٢٣؟

لن يكون عاماً سهلاً وسط الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها على قطاع التأمين، ناهيك عن تفاقم أزمة التضخم التي تشكل تحدياً كبيراً وخطيراً الى جانب تزايد الأخطار والكوارث الطبيعية. كلنا أمل ان يحمل العام الحالي حلولاً لهذه التحديات والإستقرار للجميع.

أما على صعيد “عمان ري” فمستمرون في تطوير مكانتنا وتحقيق مشاريعنا حسب نموذج العمل المعتمد و نأمل توسيع أعمالنا في أسواق شمال إفريقيا عبر مركزنا الجديد في تونس.

 

 

 

 

 

Comments are closed.