يتحدّث السيد نبيل حجار العضو المنتدب والمدير العام للصندوق الأفروآسيوي لتأمين مخاطر النفط والطاقة (Fair Oil & Energy Insurance Syndicate) عن الصعوبات التي مرّ بها قطاع التأمين خلال العامين الاخيرين بفعل الجائحة وتحديات اخرى والنتائج المترتبة عنها، مشيراً بوضوح الى اعمال الصندوق في تلك الفترة والارقام المحققة.
السيد نبيل حجار، الذي قاد الصندوق بمهنيّةٍ عالية وجعله واحداً من الافضل في مجاله، على مستوى المنطقة والعالم، يشير الى الخطوات التي قام بها الصندوق في مجال التأمينات المتجددة وخططه المستقبليّة ونهج العمل المتبع الذي حصد نجاحاً وانجازات مميّزة، كما يشرح بفخرٍ كيفية حفاظ الصندوق على تقييمه من شركة AM Best وسعيه الدائم لتقييم افضل.
* كيف تجاوز قطاع التأمين عموماً والصندوق الذي تديرون خصوصاً جائحة كوفيد-۱٩؟
ينقسم الجواب هنا الى شقّين: طريقة العمل بشكلٍ عام وعملنا بشكلٍ خاص.
على الصعيد العام، سلكنا طريق نظام العمل الذي اتّبعته معظم الشركات خلال الجائحة التي حتمت الاقفال التام اي العمل عن بعد، فجهّزنا كل المستلزمات واستعنّا بالحواسيب المحمولة لتمكين كافة الموظفين من العمل في منازلهم، بحيث أنّه لم يتغيّر سوى غياب الحضور الفعلي الذي حتّمته المحافظة على السلامة الخاصة والعامة.
مع تراجع الوباء، بدأنا بإعادة الموظفين الى المكاتب رويداً رويداً. اليوم لم تعد البحرين مغلقة وبالتالي عدنا الى العمل بدوامٍ كامل مع اخذ الحيطة والحذر.
على الصعيد الخاص، حصل تراجع في العمل من جراء الظروف المحيطة وتفشي وباء كوفيد–۱٩ تحديداً الذي شل الحركة التجارية والتنقلات والسفر لاسيما واننا نعمل في مجال تأمين النفط والطاقة. في العام ٢۰۱٩ شهد الصندوق خسارةً نتيجةً لمطالباتٍ ضخمة، لكننا عوّضناها في الـ٢۰٢۰، وعدنا بعد ذلك الى الربحية المعقولة.
* شدّدت قمة غلاسكو كما باقي القمم واللقاءات والندوات التي تعنى بالمناخ، على ضرورة زيادة الوعي بالمخاطر البيئية والمناخية واهمية خفض الانبعاثات ومواجهة الاحتباس الحراري… اضافةً الى تمويل برامج الطاقة النظيفة والابتكارات وما يعرف بالمشاريع الخضراء.
ما هو تأثير مثل هذا التوجّه على عملكم؟
يفرض المناخ نفسه على الساحة العالمية، حيث يلتقي زعماء الدول والخبراء والمتخصصين لمناقشة القضايا المرتبطة به، ذلك ان المخاطر البيئية والمناخية هي قضايا دولية مشتركة تتجاوز الحدود الوطنية والقومية، والتعامل معها يتطلّب حلولاً عالمية شاملة من اجل مستقبل الأجيال وحماية كوكب الأرض. وفي مقدمة تلك الحلول زيادة الوعي بالمخاطر البيئية والمناخية واهمية خفض الانبعاثات ومواجهة الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي وسبل تنفيذ الدول لتعهداتها بهذا الشأن، خصوصاً البلدان الصناعية الكبرى، اضافةً الى البحث عن الطرق الواجب اتباعها لتمويل برامج الطاقة النظيفة والمتجددة.
لا بد من الاشارة هنا، الى انّه، وبصفة عامة، فإنّ الاكتتاب في نطاق النفط والطاقة يستلزم التنويع والتفرّع والتغيّر نحو مجالاتٍ اخرى وعدم التوقّف ضمن اطارٍ معيّن. شركات التأمين المتخصّصة في هذا النوع من التأمينات تعمد الى تنويع محفظتها والعمل في مجالات متنوّعة.
نحن كصندوق متخصّص، بدأنا منذ حوالي الست سنوات في تنويع مجالات عملنا، حيث اكتتبنا في الطاقة النووية والطاقة المتجددة كتلك التي تولّدها الرياح والشمس. نشعر بالراحة لسلوك مثل هذا النهج في العمل الذي خططنا له مسبقاً وشرعنا بتنفيذه منذ اعوامٍ عدة، من دون التخلي عن الاكتتاب في نطاق النفط والطاقة. اننا بمعنى آخر نواكب التغيّرات العالمية الحاصلة في هذا المجال.
خططنا في هذا الاطار لا تحاكي الحاضر فحسب انما المستقبل القريب والبعيد.
* تجاوزتم المرحلة الصعبة وحققتم ارباحاً وحافظتم على تصنيفكم الإئتماني… كيف تصفون واقعكم؟
بشكل عام، فإن مؤسسات التصنيف العالمية لا تشمل في خدماتها التصنيفية الصناديق والمجمعات خارج سوق Lloyd’s عليه، فإننا نفخر بأننا المؤسسة الوحيدة من نوعها الحاصلة على تصنيف عالمي. واستطعنا في سنة ٢٠٢١ المحافظة على تصنيفنا في الوقت الذي تراجع تصنيف شركات عديدة في سوق إعادة التأمين و بالتالي تجدد تصنيفنا كما يلي:
– Financial Strength Rating (FSR) B+ with stable
– Outlook/Issuer Credit rating (ICR) bbb- with stable outlook
ونأمل ان نتمكّن من رفعه مستقبلاً.
* ما رؤيتكم للعام ٢٠٢٢؟
في العام ٢٠٢۱ قد ينخفض انتاجنا، لكن النتائج الاجمالية ستكون جيدة ونطمح للابقاء على نظافة محفظتنا التأمينية. لا نعمل من اجل زيادة بوالص التأمين، انما نتّقن عملنا ونهدف دائماً للأفضل في هذا المجال. شروط الاكتتاب لدينا صارمة لذلك لا نكتتب بكل الأعمال ونرفض الكثير من العروض في هذا المجال.
نأمل في العام ٢٠٢٢ الاستمرار في النهج ذاته مع بلوغ نتائج افضل، لا سيما اذا تمكنّا من الحصول على تصنيف افضل.
سمعتنا حسنة واداؤنا جيّد. ندفع المستحقات في اوقاتها ونقدّم افضل الخدمات المتوافرة ونطمح دائماً نحو الأفضل والأحسن.