د. رجائي الصويص

نتائج الاسواق وتغيرات الاسعار

يؤكد الدكتور رجائي الصويص، الرئيس التنفيذي لشركة الشرق الأوسط للتأمين، ان جائحة كورونا ستستمر فترة أطول وعلينا التعايش معها ومع القرارات الحكومية بالاغلاق الكلي أو الجزئي وتكيف الأعمال والنشاطات مع هذا الواقع المستجد.

ويشير الدكتور الصويص الى واقع الاسعار في الأسواق العالمية والمحلية في ظل خسائر عدد من شركات الاعادة، كما المنافسة وأهميتها ودورها في تحديد الأسعار والخدمات.

* بدأت معظم دول العالم رحلة الخروج من دائرة جائحة كوفيد–١٩.

• ما هو تقييمكم لتأثيرات هذه الجائحة على قطاع التأمين؟

يظهر بأن جائحة كورونا لن تنته العام الحالي وستبقى معنا بشكل من الاشكال فترة أطول وعلينا التعايش معها ومع القرارات الحكومية بين اغلاق جزئي أو فتح لمختلف القطاعات في مختلف انحاء العالم. اضطرّت مختلف المؤسسات الخاصة والحكومية في أكثر الدول ان تعدل برامجها وتطوّر قدراتها لاستمرار الحركة المعيشية والاقتصادية بوجود الجائحة، ولكن هناك بعض نواحي العمل التي لا يمكن القيام بها عن بعد ان كان في قطاع التأمين أو قطاعات أخرى عديدة. ونتج عن ذلك التأخير في انجاز بعض الاعمال وتراكمها وارتفاع كثير في اسعار المواد وتأخر وصولها او تغيير طرق شحنها.

* توقع عدد كبير من شركات الاعادة ارتفاعاً في الاسعار وتشدداً في الشروط… لكن التحديات عاكست التوقعات.

– ما رأيكم؟

ارتفاع الاسعار من قبل معيدي التأمين الذي شعرت به الاسواق مستمر منذ بضع سنوات ولا زال ، وتختلف مستويات ارتفاع الاسعار باختلاف الاخطار والمناطق وحتى الشركات المسندة للاخطار. وبرأينا لن تعود كثير من هذه الارتفاعات الى مستوياتها السابقة في المستقبل المنظور، حيث ان نتائج الاسواق العالمية لا يبدو انها تتحسن في ظل الخسائر الكبيرة الناتجة عن الفياضانات والاعاصير والحرائق بسبب التغيّر المناخي.

* تشتد المنافسة وتتنوع تجلياتها بين الاسعار والمنتجات والخدمات…

– كيف تنظرون الى عامل المنافسة من مختلف أوجهه؟

المنافسة مطلوبة في جميع الاسواق ولجميع المشتقات والاعمال ويجب تشجيعها. ولا يختلف قطاع التأمين عن غيره. ونجد في معظم الاحيان ان المنافسة بين معيدي التأمين مهمة، وهي التي تحكم المنافسة بين شركات التأمين المباشر. فاذا انعدمت المنافسة بين المعيدين لاسباب مختلفة منها العمل ضمن بعض التقاليد، نجد ان الاسواق اغلقت، وانعدمت المنافسة الحقيقية بين الشركات المباشرة الا فيما يتعلق بعمولاتها وهي محدودة في معظم الحالات، أو بالاعمال الصغيرة التي لا تحتاج لاعادة تأمين اختياري. لذلك فان بعض الاتفاقات أو طبيعة أعمال أسواق الاعادة وتقاليدها هي التي تمنع المنافسة وتغلق الاسواق. وهذه الحالات التي نرى ان يتم تغييرها أو تغيير تلك التقاليد في العمل اذا أمكن ذلك، لتتوفر سبل المنافسة الفعلية في الاسواق العالمية أولاً وبالتالي في الاسواق المحلية.

* يعتمد عدد من شركات التأمين سياسة الاستحواذ على شركات التكنولوجيا لتعزيز قدراتها في هذا المجال.

– ما تعليقكم؟

– هل تؤيدون أو تعتمدون مثل هذه الاستراتيجية؟

لم نعلم عن أي شركة تأمين في منطقتنا العربية قامت بالاستحواذ على شركات التكنولوجيا لتعزيز قدراتها في هذا المجال. جميع شركات التكنولوجيا التي نعرفها لا تركز كل اعمالها في قطاع التأمين، وبالتالي الاستحواذ على مثل هذه الشركة قد لا يكون فقط لتعزيز قدرات شركة التأمين. ان تعزيز قدرات شركة التأمين يمكن أن يتم من خلال تعزيز وتحديث وتطوير أجهزة الشركة البشرية والمعلوماتية المختلفة والقادرة على الموائمة بين حاجة الشركة الفعلية وما يمكن للشركة شراؤه أو تطويره من أنظمة وبرمجيات وما شابه. وهناك دائماً امكانية التباهي بالقدرات المتوفرة لدى الشركة والتي في بعض الاحيان تكون أجزاء منها غير مستعملة لعدم الحاجة لها في الشركة ويمكن توفير كلفتها ابتداء.