ملتقى التأمين الخليجي السابع عشر

«صناعة التأمين بعد جائحة فيروس كورونا»

انعقد في دبي يومي ٢٣ و٢٤ شباط/فبراير ملتقى التأمين الخليجي السابع عشر تحت عنوان «مستقبل صناعة التأمين بعد جائحة كورونا» في فندق ستيلا دي ماري مارينا-دبي المنظّم من قبل إتحاد التأمين الخليجي بالتعاون مع جمعية الامارات للتأمين، بمشاركة أكثر من ۱٢۰ مسؤولاً وخبيراً ووسيط تأمين من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي بالاضافة الى ممثلي شركات ومؤسسات عربية ودولية.

شكّل هذا الملتقى التأميني الذي اقيم حضورياً لأول مرة بعد جائحة كورونا منصة لكل ما هو مستحدث وهام في عالم التأمين وإعادة التأمين، مضيئاً على التحديات التي تواجه القطاع. وقد تمحور الملتقى حول ثلاثة مواضيع اساسية تناولت: فيروس كورونا المستجد (كوفيد-۱٩)، الذكاء الاصطناعي والاستدامة المالية.

كما وشكّل هذا الملتقى مناسبة هامة لتوطيد التعاون والتبادل بين شركات التأمين في الأسواق الخليجية والعربية ودعماً للجهود الهادفة الى تنمية قطاع التأمين في دول مجلس التعاون الخليجي والاستفادة من الخبرات والطاقات لتعزيز هذه التنمية بما يصب في مصلحة الاقتصاد المحلي والعربي.

حفل الافتتاح

في تفاصيل اليوم الأول، افتتح السيد خالد البادي رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد ورئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للتأمين وممثل سوق التأمين في دولة الإمارات العربية المتحدة الملتقى بكلمة تحدّث فيها عن ضرورة تكييف القوانين والخطط التأمينية، بما يتماشى مع الرقمنة والثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم في استخدامات الذكاء الاصطناعي، واثنى على دور جائحة كورونا في تجلّي فوائد هذا الذكاء الذي ساعد السلطات في العديد من الدول حتى الآن على الحد من انتشار الوباء على كافة الصعد ومن خلال عدة طرق مثل: إبلاغ السلطات الصحية عن زيادة عدد الموجودين في الأماكن العامة والمخاطر الصحية الشديدة المحتملة، التي تشكلها مجموعات الفيروسات، وأيضاً المساعدة في رصد تدفق الأشخاص والمركبات على طول الطرق من خلال الرادارات، مما يساعد على ضمان الامتثال لتدابير الطوارئ.

اما لناحية الاستدامة المالية لاقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي، أكّد خالد البادي ان اولوية شركات التأمين باتت تطوير قدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية الحالية والمستقبلية من دون الحاجة إلى إعادة جدولة الديون، واثنى على اهمية التنويع الاقتصادي الذي اضحى مسألة ملحة في الدول الخليجية.

جلسة العمل الأولى

جمعت جلسة العمل الأولى، التي ادارها السيد بسام اديب جلميران، رئيس اللجنة الفنية الرئيسية في اتحاد التأمين الخليجي والرئيس التنفيذي لشركة الوثبة الوطنية للتأمين، كلاً من رئيس اللجنة الفنية العليا ورئيس لجنة التأمين الطبي في جمعية الإمارات للتأمين والرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للضمان الصحي “ضمان” الدكتور حمد المحياس ومحمد عبندة المدير الإقليمي للشؤون القانونية والامتثال لمنطقة الشرق الأوسط لشركة أيون – الإمارات. وقد تمحورت هذه الجلسة حول مواضيع مؤشرات التأثيرات الاقتصادية العالمية والإقليمية وخطط التنمية المستدامة ومؤشرات نمو وأداء قطاع التأمين الخليجي ومدى تعافـي الأسواق من اهوال الجائحة.

تضمنت هذه الجلسة ورشة عمل وحوار لقادة صناعة التأمين مستعرضةً تجارب بعض شركات التأمين الخليجية التي كيّفت أنشطتها وسخّرت التكنولوجيا في عملها مع عملائها، رغم القيود والضغوطات التي فُرضت عليها من قبل الحكومات وهيئات الرقابة.

السيد بسام أديب جلميران قال: “إن التكنولوجيا باتت تشكل جزءاً رئيسياً من قطاع التأمين الإماراتي الذي يتميز بالتطور الفائق على هذا الصعيد، وهو الأمر الذي يسهم في تسريع وتيرة التعافـي من التحديات العالمية التي استحدثتها جائحة كورونا”.

وفي هذا السياق القى الدكتور حمد المحياس كلمة قال فيها انّ “السوق المحلي سوق مفتوح، وعندما تأتي الشركات الكبيرة تجعلنا ننافس بشكل أكبر ونكون أكثر فاعلية، بحيث نخرج من قوقعة التأمين التقليدية إلى مجالات أوسع”. اما في ما خص استثمار شركات التأمين في مجال التطوير وإدارة البيانات والصمود في وجه المنافسين الدوليين فقد اعطى حمد المحياس الافضلية لشركات التأمين الكبيرة التي تحوي قدراً هاماً من الموارد البشرية والمالية. كما وتحدّث حول معيار IFRS 17، وعن اهميته في ضمان استقرار القطاع رغم انه سيشكل عبئاً مالياً على الشركات في البداية الاّ ان الفائدة من منه ستكون مستقبلية.

اما السيد محمد عبندة فأشار الى اهمية التطورات التي حصلت في قطاع التأمين بفعل الجائحة والتي جعلته في موقع متقدم من النواحي التكنولوجية معدداً مجموعة من الامثلة في هذا الاطار.

جلسة العمل الثانية

اما الجلسة الثانية فقد جمعت المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لشركة Gen Re دكتور مازن ابو شقرا والرئيس التنفيذي لمجموعة الخليج للتأمين خالد سعود الحسن، وقد ادارها الرئيس التنفيذي لشركة ترست ري ياسر البحارنة. تناولت الجلسة استعراض عمل شركات التأمين الخليجية وكيف استطاعت تكييف أنشطتها وتسخير التكنولوجيا في العمليات اليومية في ظل القيود التي فرضتها الحكومات والجهات الرقابية.

وقد اختُتم اليوم الأول بغداء وجلسات عمل خاصّة تحت رعاية شركة “الوثبة الوطنية للتأمين”.

اعمال اليوم الثاني

تضمّن اليوم الثاني ثلاث جلسات عمل تمحورت حول: إدارة المخاطر في عصر الذكاء الاصطناعي، الدروس المستقاة من جائحة كوفيد-۱٩ وادارة الأزمات.

جلسة العمل الأولى

تحدّث في هذه الجلسة مساعد المدير العام للمخاطر والامتثال في شركة “ظفار للتأمين” نصار الصالحي، والرئيس المؤسس للشؤون العلمية (CSO) في (R-square RiskLab (RsRL شيترو ماجومدار، وادارها السيد رائد خليل حدادين نائب الرئيس التنفيذي للشؤون القانونية والامتثال في شركة ابو ظبي الوطنية للتأمين.

دارت الجلسة حول بروز دور الذكاء الاصطناعي في مساعدة قطاع التأمين من خلال رقمنة المعلومات، التحليلات الديموغرافية للبيانات وتوفير الحلول الافتراضية في عمليات تقييم المخاطر والاكتتاب والتقييم وتسوية الخسائر.

جلسة العمل الثانية

تحدّث فيها كل من المدير العام لمجموعة الفطيم الصحية، حيدر اليوسف والسيد علي فريد لطفي وادارها السيد رائد خليل حدادين. ناقشت الجلسة الحلول لمواجهة المخاطر المستقبلية الشبيهة بوباء كورونا كإنشاء مجمع للتأمين او صندوق للكوارث مثلاً. كما وناقشت دور قطاع التأمين في مساندة الحكومات واصحاب القرار في نشر الوعي التأميني لما لهذا القطاع من دور فاعل في اعادة بناء اقتصاديات الدول. كذلك، تناولت دور الهيئة الرقابية في دعم قطاع التأمين في ظل مخلّفات وباء كوفيد-۱٩.

في هذا السياق، افاد السيد علي لطفي بأن البيانات باتت تمثل محرك القطاعات الاقتصادية كافة بما فيها التأمين، وأكّد على أهمية وجود جهة موحدة لإدارة تلك البيانات، سواء في إدارة المطالبات أو تشخيص الحوادث وإدارة الأخطار.

وقال: “توحيد جهة جمع وتحليل البيانات وخلق نوع من التعاون بين الشركات في هذا الإطار، يسهم في اكتمال الصورة لدى جميع الأطراف وبما يخدمهم جميعاً”.

جلسة العمل الثالثة

تحدّث فيها كل من رئيس الاكتواريين في “مجموعة إعادة التأمين الأيمركية” (Karunanidhi Muthuswamy (RGA والمدير الاداري لشركة “بدري للاستشارات”، حاتم ماسكوالا متناولان موضوع ادارة الأزمات والمخاطر. وقد جاء هذا الموضوع على ضوء ما خلّفته جائحة كورونا من ازمات مالية واقتصادية وصحية.

اختُتم الملتقى بغداء وتواصل ولقاءات خاصة برعاية شركة “المعاينون العرب”.

التوصيات

في ختام الملتقى صدرت التوصيات الآتية:

• فيما يتعلق بفيروس كورونا المستجد

– ضرورة تحليل الدروس المستفادة عقب كل حدث وترسيخ ثقافة الالتزام بالإجراءات الإحترازية واتباع أقصى درجات الوقاية من الفيروس

– ضرورة نشر الوعي في المجتمع حول وسائل الحماية من الوباء

– أهمية الاستثمار بالعنصر البشري وخاصة العاملون منهم في القطاع الصحي والطبي.

• فيما يتعلق بالذكاء الإصطناعي

– ضرورة تكييف وتدابير الطوارئ الحكومية للتصدي لـ “كوفيد-١٩ بما ينسجم مع التوسع السريع في إستخدام الذكاء الاصطناعي وملامح الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم

– استخدامات الذكاء الإصطناعي وفائدته.

• فيما يتعلق بالإستدامة المالية:

– ضرورة إهتمام شركات التأمين بقدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية الحالية والمستقبلية من دون الحاجة إلى إعادة جدولة الديون

– أهمية تحديد متطلبات التأمين ومنتجات إدارة الأصول والخدمات الاستشارية وكذلك مؤشرات النمو والأداء لصناعة التأمين الخليجية ومدى تعافـي الأسواق وتسخير التكنولوجيا في معاملاتها مع الأفراد والشركات المؤمّن لهم

– دراسة الحلول المطروحة لمواجهة أخطار مستقبلية كإنشاء مجمعات تأمينية متخصصة أو صناديق كارثية، لمساعدة صناع القرار وزيادة الوعي التأميني.