المصاعب التي تدور في أفلاك لبنان لم تعترض صمود ونمو قطاع التأمين. اذ يرى السيد أنطوني خوام، الرئيس التنفيذي لشركة Securité Assurance، أن قطاع التأمين أبدى أداءً ممتازاً ومرونة لافتة لا سيما في عملية التحول الى صيغة الدولار النقدي، مما أدى الى زيادة الخرق التأميني بفعل زيادة الوعي من جهة ووفاء الشركات بوعودها من جهة أخرى. أما لناحية حادثة انفجار المرفأ، فلكل شركة تأمين أدائها الخاص الاّ أن شركة Securité Assurance لم تواجه أي اشكالات لالتزامها بواجباتها على أكمل وجه.
النمو والاستقرار كانا عنوان العام ۲۰۲۲ بالنسبة للشركة والخدمة المتميّزة ستبقى عنوانها كافة الأعوام.
* بقي قطاع التأمين اللبناني صامداً وسط العراقيل والأزمات التي عصفت بلبنان. ما هي الاسباب الداعمة لهذا الصمود برأيكم؟
قام قطاع التأمين بمجهودٍ جبار وأبلى حسناً خلال الأزمات المتعاقبة التي مرّت ولا تزال تمر على لبنان. هناك عدة عوامل مؤدية لهذا الصمود، اذ قامت جمعية شركات الضمان في لبنان بأداءٍ متميّز وفاعل مكّن قطاع التأمين وشركاته من تجاوز الصعوبات بطريقةٍ سلسة وبمرونة كبيرة سهّلت عملية الانتقال الى آلية القبض بالدولار النقدي، بالاضافة الى الاشراف على تغطية الخسائر التي تمت بشكلٍ صحيح وحلحلة المشاكل مع معيدي التأمين.
لا بد أن أثني أيضاً على الادارة الحكيمة لشركات التأمين ولجهوزيتها لمواجهة كل تلك المسؤوليات التي أُلقيت على عاتقها. أما النقطة الأهم، فهي أنّ هذه الشركات كانت قد قامت بإعادة تأمين ممتازة ظهرت آثارها في حادثة انفجار المرفأ التي لا تزال تنتظر التقارير الرسمية، ولكن رغم ذلك تم تغطيتها من قبل معظم الشركات.
* تحوّل القطاع نحو صيغة الاستيفاء بالدولار النقدي. ما هي اسباب هذا التحوّل وما هو تأثيره على المحفظة التأمينية وعلى عمل واستمرارية شركات التأمين؟
لا تزال الأرقام الدقيقة المتعلقة بتأثّر المحفظة التأمينية غير واضحة، ولكن لا شك أنها ستشهد بعض الانحدار بفعل تدني الدخل المحلي. يجب التنويه الى أنّ الوعي التأميني من قبل العملاء يؤثر بطريقةٍ مباشرة وكبيرة على الطلب على المنتجات التأمينية، وقد زاد هذا الطلب عقب ازدياد الوعي خلال جائحة كورونا في فرع الاستشفاء مثلاً وخلال حادثة المرفأ. أما على صعيد شركتنا فقد ارتفع حجم اقساطنا منذ بدء الأزمة وحتى اليوم، كما وزادت ملاءتنا المالية لعدم استثمارنا في اليورو بوند وسندات الخزينة وغيرها، بالاضافة الى نمو أرباحنا وذلك لاتباعنا سياسة تسعيرٍ ذكية.
* تعزز دور قطاع التأمين مع تراجع دور وفاعلية المؤسسات الحكومية الضامنة. كيف تصفون هذه المعادلة؟
تراجع دور المؤسسات الحكومية الضامنة دفَع المواطنين نحو قطاع التأمين الخاص مما ينعكس ايجاباً على شركات التأمين وقد لمسنا النتائج بوضوح.
* بالعودة الى حادثة انفجار المرفأ… بالرغم من تقيّد شركات التأمين اللبنانية بدفع التعويضات وشركات الاعادة العالمية بتغطية الخسائر، فقد شنّ وزير الاقتصاد حملة شرسة ضد شركات التأمين كافةً متهّماً اياها بالتقاضي بالدولار النقدي والدفع باللولار. ما تعليقكم؟
اريد أن اتحدّث على صعيد شركتنا وليس على صعيد القطاع ككل فالمسألة هنا لا يمكن تعميمها، نحن لم نواجه اشكالات في هذا النطاق لا سيما واننا كنا من اوّل المبادرين في البدء بالتعويض والتغطية، الأمر الذي ارضى كل العملاء. كل ما تقاضيناه بالعملة الصعبة أو بالليرة اللبنانية دفعناه كما هو. ما سهّل علينا المهمّة هو تعاملنا مع اهمّ وأصلب معيدي التأمين.
* قد ينضم لبنان دائرة البلدان النفطية، الى اي حد سينعكس هذا الانضمام على قطاع التأمين اللبناني؟
قد ينتشل قطاع النفط قطاع التأمين اللبناني والاقتصاد ككل من المصاعب. انما يجب التنبّه الى ابقاء جميع المخاطر ضمن لبنان قدر المستطاع وعدم تسريبها الى الخارج مع مراعاة الطاقة الاستيعابية للشركات اللبنانية. علاوةً على ذلك، هذا النوع من القطاعات يتطلّب متخصصين في المجال، وطاقم عمل محترف قادر على ادارة كافة اعماله. لكن، قبل الخوض غمار كل هذه التدابير من المفترض استخراج النفط اوّلاً.
* تضاءلت رساميل واحتياطات شركات التأمين في لبنان مع انهيار الليرة اللبنانية. هل انتم مع اعادة رسملة الشركات أو اعادة هيكلة قطاع التأمين؟
عملية تضاؤل الرساميل والاحتياطات تبقى نسبية بين شركة وأخرى. أما نحن فلم نستثمر في اليورو بوند ولا في سندات الخزينة ورأسمال شركتنا متواجد في الخارج ومحوّل مباشرةً الى الدولار النقدي، الأمر الذي يبرر عدم تعرضنا للخسائر وتمتعنا بالملاءة المالية الكافية التي تتيح لنا توفير كل خدماتنا التأمينية. إن المعيار المحاسبي الجديد IFRS١٧ سيؤدي الى اعادة هيكلة تلقائية للقطاع. هذا المعيار يشكّل طريقاً لوضع الضوابط والضغط على شركات التأمين وإجبارها على التمتّع بالملاءة المالية المناسبة لتحصين القطاع من أيه تراجعات محتملة.
* ما هي مخططاتكم للعام ۲۰۲۳؟
نركّز كشركة أولاً وأخيراً على جودة خدماتنا، من هذا المنطلق نعمد دائماً الى تطوير هذه الخدمات، اذ كنا أولى الشركات التي قدّمت خدمة الـ Telemedicine في فرع الصحة، بالاضافة الى خدمة مركز الاتصالات المتواصلة ۲٤/۲٤ كافة ايام الاسبوع. كما نطمح الى تطوير منتجاتنا بشكلٍ جاذب للعملاء ومربح للشركة في آنٍ معاً. من أهم ما نركّز عيه ايضاً هو طاقم العمل الذي يشكّل حجر الأساس لأعمالنا ونجاحنا مما يدفعنا للبحث في كافة السبل لتطويره وتأهيله وزيادته.