لاحقاً لحوارنا مع السيد بشار حسين، عضو مجلس الإدارة والمدير العام في شركة التأمين الوطنية (NIC) حول سوق التأمين الفلسطيني والتحديات التي تواجهه، فقد أطلعنا حسين حول أبرز التحديات والصعوبات في سوق التأمين الفلسطيني خلال العام ٢٠٢٢، لاسيما على صعيد الزيادة الملحوظة في الخسائر التي تكبدتها شركات التأمين الناتجة عن الحوادث والتي ارخت بثقلها على القطاع بشكل عام وعلى شركات التأمين بشكل خاص، عدا عن التحديات المالية ودخول المعايير الجديدة IFRS 9 وIFRS 17 التي تتطلّب تخصيص مبالغ كبيرة، بما يحول دون تطبيقها حالياً.
وأكد السيد حسين على ضرورة تسليط الضوء والعمل أكثر على تقوية الملاءة المالية للشركات وتقديم أفضل الخدمات واستحداث أفضل المنتجات بناءً على احتياجات ومتطلبات العملاء، وتابع السيد بشار «أتمنى من كافة الزملاء في سوق التأمين عدم الانجرار خلف المنافسة السعرية فقط» وذلك لضمان قوة ونجاح الشركة وضمان تقديم الخدمة الأمثل للعملاء.
السيد بشار حسين، الذي يقود مسيرة الشركة نحو آفاق جديدة، في حوزته ٢٠ سنة من الخبرة العملية في مجال الادارة المالية والتأمين، يشير الى خطة العمل للعام الجاري، الهادفة الى توصيل الشركة الى برّ الامان.
* كيف تقيّمون واقع قطاع التأمين خلال العام ۲۰۲۲؟ وما هي أبرز التحديات التي واجهتموها؟
ازدادت تحديات وصعوبات سوق التأمين الفلسطيني بشكل كبير خلال العام ٢٠٢٢، حيث أنه كان عاماً صعباً على مختلف المستويات، اولاً على صعيد الزيادة الملحوظة في الخسائر التي تكبدتها شركات التأمين نتيجة الحوادث التي ارخت بثقلها على القطاع بشكل عام وشركات التأمين بشكل خاص، وثانياً من ناحية التحديات المالية ودخول المعايير الجديدة IFRS 9
وIFRS 17 التي تتطلّب تخصيص مبالغ كبيرة، بما يحول دون امكان تطبيقها في الوقت الحاضر.
الا ان شركة التأمين الوطنية (NIC) أثبتت قوتها ومتانتها والصلابة في التجارب، حيث أننا منذ ٣٠ سنة تمكنّا من الانتصار والتغلّب على الصعوبات، نظراً للصعوبات التي تواجهنا والظروف الصعبة المحيطة بالمنطقة أهمها الانتفاضة الاولى في فلسطين والانتفاضة الثانية واجتياحات غزة، اضافة الى الاغلاقات الواسعة والشاسعة في كل انحاء الوطن.. رغم ذلك لم نستسلم وخرجنا من الازمات منتصرين وأصبحنا في المركز الاول من حيث الملاءة المالية في السوق.
* كيف تؤثّر تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية والاضطرابات الاقتصادية على صناعة التأمين؟
لا شكّ ان الاقتصاد الفلسطيني والمنطقة ككل تتأثر بتداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية، نعاني في فلسطين من عدم وجود عملة رئيسية واحدة في البلد ونستعمل حالياً ثلاث عملات: الشيكل الاسرائيلي، الدولار الاميركي وفي بعض الاحيان الدينار الأردني. وهذا الارتفاع على أسعار العملات وعلى وجه الخصوص ارتفاع سعر الدولار، فقد أثّر على أرباح الشركة فالتغيرات التي تطرأ على هذه العملات الخارجية خارجة عن سيطرتنا، لذلك تتأثر الاسواق المالية والاقتصادية بشكل واضح، بالإضافة الى تأثر تكلفة مواد الخام وسلاسل الامداد مما أثر على الوضع الاقتصادي بشكل عام مع تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية.
* ماذا عن الأسعار والشروط في ظل تجديدات العام ۲۰۲۳؟
أعتقد من وجهة نظري، انه سيصبح لدينا تضخم اقتصادي وتضخم في الأسعار وشروط بوالص التأمين في المستقبل، لاسيما وان صناعة التأمين في فلسطين لم تشهد أي تعديل جذري على الاسعار منذ اكثر من ١٥ سنة. كشركة تأمين نتأثر بالعديد من العوامل اهمها الحوادث والخسائر التأمينية التي تتكبدها جميع الشركات من جهة والتي اصبحت خارج السيطرة خلال العام ٢٠٢٢ من جهة اخرى.
لا بدّ من الاشارة هنا، الى ان الجهات الرقابية تتوجه نحو اعتماد مبدأ الاستقرار وتوحيد في الاسعار من دون زيادة او نقصان، مع العلم ان المخاطر التي تعمل فيها معظم الشركات اعلى بكثير وتحتاج الى رفع الاسعار وتعديل الشروط خلال السنوات القادمة نظراً لتغيّر شروط التأمين عالمياً.
* على رغم تأثيراتها المباشرة على الأعمال، تستمر المنافسة عنصراً اساسياً في عمل شركات التأمين؟
– ما هي الأسباب؟ وهل من اقتراحات معيّنة للمعالجة؟
لا شكّ ان قطاع التأمين يعتبر جزءاً من الاقتصاد ويتبعه. نعاني منذ حوالي عامين من ازمة اقتصادية حادة تضرب معظم الدول، أدت الى انكماش كبير انعكس تراجعاً على جميع القطاعات من دون استثناء.
المنافسة النظيفة مطلوبة في جميع الاسواق والاعمال ويجب تحفيزها، ولكن بالمقابل، للأسف ارى ان المنافسة في السوق عكسية، اذ اصبحت “منافسة سعرية” وهذا غير مقبول في مختلف الحالات.
أتمنى من جميع زملائي في سوق التأمين، عدم الانجرار خلف “المنافسة السعرية”، انما العمل فقط على توفير الملاءة المالية والالتزام مع الزبائن حتى الرمق الاخير.
* لا زال عدد شركات التأمين كبيراً في الاسواق العربية على رغم اجراءات الدمج والاستحواذ والخروج من الأسواق التي تتمّ بين الحين والآخر.
– ما تعليقكم؟
اتوجه الى جميع الهيئات الرقابية والوزارات المالية في فلسطين ان تعطي تحفيزاً لموضوع الدمج بين الشركات التأمينية، وذلك لتفادي خسائرها وزيادة العبء المالي، حيث تهدف عمليات الاندماج الى تقليص التكاليف ورفع الانتاجية وخلق طاقة اضافية ومنتجات جديدة، كما انها تساهم في تقوية تغطياتها التأمينية الذي يجعل الشركة اكثر قدرة على تحمّل المخاطر وزيادة قدرتها الاستثمارية. على سبيل المثال ما يشهده سوق الاردن الشقيق من عمليات دمج واستحواذ تكللت جميعها بالنجاح وحلحلة للسوق.
أما بالنسبة الى خروج بعض شركات الاعادة من الاسواق، فنحن لم نتأثر كثيراً، نظراً لما شاهدناه منذ اكثر من ١٠ سنوات، خصوصاً وان السوق الفلسطيني للاسف لم يرتقِ الى المستويات التي تطلبها شركات اعادة التأمين الخارجية بعد.
نحن كشركة تأمين وطنية، علاقتنا عبر الـ٣٠ سنة اصبحت جداً ممتازة مع المعيدين بشكل عام وشركة هانوفر ري بشكل خاص المصنّفة ثالث شركة عالمية.. لذلك كانت آثار الاضرار اقل علينا من باقي الشركات وهذا يعود الى تاريخ الشركة وملاءتها المالية القوية عبر مرّ السنين.
لا بدّ من التأكيد مجدداً، ان خروج اي شركة اعادة من السوق يعتبر بمثابة مشكلة.
* ماذا عن نتائج اعمال شركتكم وابرز انجازاتها في العام ۲۰۲۲؟
على رغم الصعاب والازمات التي مرّت على القطاعات، فإن الامر لا يخلو من الانجازات التي حققناها خلال العام ٢٠٢٢ أهمها:
• حافظنا على حصة الشركة السوقية.
• قمنا ببعض التعديلات الادارية في معظم المناطق.
• بدأنا مشروع التحول الرقمي وأتمتة العمليات (Digital Transformation)و(Digitalization)
• توسعنا اقليمياً في السوق المصري الشقيق.
• ساهمنا في تأسيس شركة مدى للتأمين الناجحة في مصر مع شركائنا المصريين المصنّفين من الطراز الأول.
• لم ننجر الى المشاكل الاخيرة في السوق.
• حافظنا على مركزنا المالي واستثماراتنا المتينة والممتازة.
أما فيما يخصّ رؤيتنا للعام ٢٠٢٣، فإننا نعمل على زيادة النمو في الشركة، من خلال استكمال مشروع التحول الرقمي (Digitalization) واضافة منتجات جديدة تخدم قطاع التأمين والمؤمّنين في مختلف احتياجاتهم.
* هل لنا بنبذة عن مسيرة بشار حسين المهنية؟
ولد ونشأ في فلسطين. يبلغ عمره ٤٥ سنة. بدأ حياته العملية في قطاع المصارف. في حوزته ٢٠ سنة خبرة عملية في مجال الادارة المالية والتأمين وتولى العديد من المناصب الادارية اهمها:
• رئيس مجلس إدارة شركة أبراج الوطنية.
• مدير عام وعضو مجلس ادارة شركة نات هيلث – فلسطين.
• عضو الهيئة العامة في جمعية المشروع الانشائي العربي.
• عضو مجلس ادارة شركة النخبة للخدمات الطبية سابقاً.
• عضو مجلس ادارة سابق في الاتحاد الفلسطيني لشركات التأمين.
• مدير عام شركة أبراج الوطنية السابق.
• مستشار مدير عام شركة التأمين الوطنية لإعادة التأمين سابقاً.
• نائب مدير عام شركة التأمين الوطنية للشؤون الفنية سابقاً.
• خبرة عملية ٢٠ سنة في مجال الإدارة المالية والتأمين.