التضخم الذي يترأس قائمة الأزمات الاقتصادية لم يعد حكراً على دولة دون سواها بل بات يجول في كافة دول العالم بما فيها مصر محدثاً صعوباتٍ استثنائية. لا ينفك السيد خالد عبد الصادق، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة المهندس للتأمين، في وضع خطط اعادة الهيكلة الجذرية للشركة بما يعيدها الى سابق عهدها من النجاح وبما يعيد الثقة بجدارتها وتميّزها. هذه الخطط لا تزال في فصولها الأولى راميةً الى بلوغ ربيعها المزهر وجني ثمار جهود طاقم العمل المكثّفة. السياسات الداعمة للنمو والمعالجة لا تنحصر بالشركة فقط بل تبرز على هيئة تعاون ما بين الهيئات التأمينية الفاعلة الساعية الى توفير الحلول للعملاء والشركات معاً التي من واجبها اعادة النظر في سياسة التسعير.
* كيف يعمل قطاع التأمين المصري في ظل التغيرات الاقتصادية بما فيها التضخم وسعر صرف العملة وتأثيرات الخارج على الداخل؟
يواجه قطاع التأمين المصري الكثير من التحديات في الفترة الحالية وأبرزها التضخّم وسعر الصرف. هذه التغيرات الكبيرة تضع قطاع التأمين وشركاته أمام تحديين رئيسيين: الاول هو مبالغ التأمين لدى حملة الوثائق والتي يجب ان تتماشى مع زيادة الاسعار وسعر صرف العملة مقابل الدولار تفادياً لشرط النسبية في التغطية التأمينية. يترتب عن هذا التحدي تكلفة تغطية تأمينية عالية جداً على العملاء الذين يعانون في الوقت عينه الغلاء المعيشي. اما التحدي الثاني فيكمن في تحويل الاقساط لمعيدي التأمين بالعملة الاجنبية مما يؤدي الى تأخير في تسديد المستحقات وبالتالي الى مشاكل مع معيدي التأمين.
هناك بعض الاجراءات والتحركات التي تتخذها بعض الاطراف التأمينية، حيث يبرز التعاون بين الاتحاد المصري للتأمين وهيئة الرقابة المالية والمصرف المركزي، وذلك بهدف التوافق مع متطلبات شركات اعادة التأمين. أما بالنسبة للتحدي المتعلق بالعملاء وشركات التأمين، فقد بدأت بوادر معالجته تظهر جلياً في خط تأمين السيارات حيث التعويضات كثيرة فتظهر آثارها على معدلات الخسائر لدى شركات التأمين بفعل ارتفاع اسعار قطع غيار السيارات بأكثر من ٦۰٪ رغم ان اسعار تأمين السيارات لم تزد بالقدر ذاته. التحدي القادم لا يطال فقط تأمين المركبات وانما ايضاً التأمين الطبي الذي يواجه ارتفاع اسعار الأدوية ويدفع بالتالي الشركات الى اعادة النظر في سياسة التسعير ومتطلبات العملاء. أرى ان كل هذه المعطيات تستدعي اعادة ترتيب للأمور لا سيما من قبل الاتحاد المصري للتأمين الذي لم يتوانَ عن التحرك السريع والبحث في سبل العلاج لمعوقات التحويل وتكثيف الوعي لدى العملاء في مراجعة مبالغ التأمين وزيادتها التي تتماشى مع القيمة الحقيقية للتغطية التأمينية.
* تناولتم موضوع التعاون بين هيئة الرقابة المالية الناشطة المشرفة على قطاع التأمين والاتحاد المصري للتأمين. هل من الممكن أن يتوصّل هذا التعاون الى ايجاد حلول للأزمات المصيرية التي يمر بها القطاع؟
شرّع كل من الاتحاد والهيئة في نشر كتب دورية ومنشورات لشركات التأمين التي اعلنت بدورها اسعار العملة بما تمليه هيئة الرقابة المالية التي أكّدت أنها ستقوم بمراجعة ملفات التأمين بجديّة في حال عدم تعادل مبالغ التأمين مع القيمة الحقيقية للأصول المؤمّن عليها. تنكبّ هيئة الرقابة والمجلس التفيذي للاتحاد على دراسة موضوع التحويلات بالتنسيق مع الجهات المسؤولة في المصرف المركزي، واعتقد ان هذه المسألة في طريقها نحو الحل.
* أين انتم من الشمول التأميني الذي تجهد الهيئة وشركات التأمين لتحقيقه؟
تتسم مصر بكونها دولة تمتلك قوة شرائية ضخمة بفعل عدد السكان المرتفع، مما يدفعنا للاستفادة من هذه المعطيات لزيادة نشر الوعي والشمول التأميني. بهدف تحقيقه، قررت الهيئة بالتحالف مع الاتحاد المصري تسهيل اجراءات التراخيص في بيع التأمين الالكتروني مما يتيح التأمين لأوسع شريحة من المواطنين الذين تشكّل الفئة العمرية الشبابية ٦۰٪ من عددهم. هذا الجيل الشاب سهل التعاطي مع التكنولوجيا والالكترونيات والأتمتة المقدمة عبر التطبيقات الهاتفية والبوابات الالكترونية وخدمات الانترنت وغيرها التي بسّطت الهيئة اجراءاتها بما يزيد نسبة بيع التأمينات ويحقق الشمول التأميني.
* ها هي المهندس للتأمين تحقق النمو المستدام. هل نجحت الخطة التي رسمتموها للشركة؟
لا نزال في الفصل الأول من الخطة المكونة من اربعة فصول والهادفة الى استرجاع الشركة للثقة والوصول بها الى مكانتها الطبيعية. بدأنا بتحقيق اولى اهدافنا المرتبطة بإعادة الثقة وقد ظهر ذلك من خلال الأرقام المحرزة في الفترة الماضية. هذا الانجاز يتطلّب مجهوداً شاقاً وخطواتٍ كبيرة تُثبت جدارتنا وملاءتنا المالية كشركة. أما الفصل الثاني المتمحور حول استعادة مكانتنا الطبيعية، فقد شرعنا بتحقيقه عبر أخذ الموافقة من مجلس الادارة على زيادة رأسمال الشركة بما يتوافق مع الشركات المماثلة. بالاضافة الى اننا بدأنا بزيادة محفظة استثمارات الشركة. لدينا عدداً من التدابير والانشطة للفترة القادمة بهدف وضع اسس اهدافنا التي نطمح الى انجازها بالتعاون مع طاقم العمل الذي نعمل على تأهيله وفق احدث التدريبات والآليات بما يتوافق مع المتطلبات الجديدة. اتسعت فرص الشركة اليوم في سوق التأمين بحيث زاد اندفاع العملاء نحوها مما يبرهن على نجاحها.