رومل طباجة

النجاح في زمن الصعوبات والأزمات

يتحدث السيد رومل طباجة، الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لإعادة التأمين ش.م.ع.ع «عمان ري»، عن المراحل التي مرّت بها الشركة في الفترة الماضية والتي كُلّلت بإدراجها في بورصة مسقط وزيادة رأس مالها.

ويشير السيد رومل طباجة الى العوامل التي ساعدت الشركة في التحول من الخسارة الى الربحية وفي نمو أعمالها وزيادة نطاق إنتشارها الجغرافـي، وتحولها لتكون رمزاً للنجاح في عزّ الأزمات.

السيد طباجة الذي تمكّن من قيادة عمان ري نحو النجاح يتطرق في حديثه الى استراتيجية الشركة والخطط المستقبلية التي تستعد لها.

* وسط أزمات إقتصادية وصحية عالمية… فاجأتم السوق بخطوة جبارة تمثلت بإدراج الشركة في البورصة، ما هي الأسباب التي دفعتكم الى ذلك وما هي كانت النتائج؟

بعد إقرار المرسوم السلطاني رقم ٣٩/٢٠١٤ بشأن تعديلات قانون شركات التأمين والتي من ضمنها إضافة متطلب إدراج جميع شركات التأمين المرخصة في بورصة مسقط وتحولها إلى شركات مساهمة عامة، طلبت عمان ري من الهيئة العامة لسوق المال (CMA) إعطاءها مهلة لتوفيق أوضاعها بعد الصعوبات التي كانت تمر بها الشركة قبل ٢٠١٧. وبناءً عليه أخذت عمان ري الوقت الكافـي لتحسين وضعها وترتيب جاهزيتها للتقيد بالمرسوم السلطاني المذكور وذلك بإدراج الشركة في بورصة مسقط.

كان لجائحة كوفيد١٩، التي حدّت من التفاعل والتواصل، دوراً إيجابياً في إرجاء تنفيذ قرار الإدراج، حيث إستفادت الشركة من الوقت وعملت على تطوير نفسها.

لم يتطلب تنفيذ قرار الإدراج زيادة في رأس المال، فرأس المال آنذاك كان كافياً لقيادة أعمالنا وإستمراريتنا. وبالفعل تم طرح اسهم جديدة للإكتتاب في السوق المحلي الأمر الذي أدى إلى ارتفاع رأسمال الشركة بمقدار ٢،٦٢ مليون ريال عماني، أي ما يعادل ٦،٨ مليون دولار أميركي وهي نتيجة فاقت كل توقعاتنا، لا سيما وأن الأسواق العالمية والمحلية كانت تمر بضائقة نتيجة لجائحة كوفيد١٩ وإنخفاض أسعار النفط.

تم تحقيق الهدف الأساسي الذي قادنا الى الإنخراط في السوق، وهو إدراج عمان ري كشركة إعادة تأمين مرخصة في بورصة مسقط دون وجود أي تحفظ قانوني قد يضر بالشركة مستقبلاً. كما أننا إستطعنا من خلال هذه الخطوة زيادة رأس المال بنسبة جيدة ما يسمح لنا بتوسيع أعمالنا وتنويعها مستقبلاً.

تخطط عمان ري لتوسيع أعمالها الإكتتابية مستقبلاً، بالإضافة الى التوسع الجغرافـي الذي تطمح له في المنطقة العربية، الذي بدأ في قطر.

* على الرغم من تأثيرات الوباء والأزمات المتتالية، حققت عمان ري نسبة نمو جيدة في فترة زمنية قصيرة، ما هي العوامل التي ساعدت الشركة في تحقيق أرقام جيدة؟

ساهمت عدة عوامل بالنمو الذي حققته عمان ري وأوّلها إلمام الهيئة العامة لسوق المال (CMA) والمساهمين الرئيسيين للشركة بطبيعة عمل شركات إعادة التأمين، وهو الأمر الذي ساعدنا على إجتياز الكثير من الصعوبات في السنوات السابقة، كما أن تناغم مجلس الإدارة والفريق الإداري في الشركة ساعد على إتّخاذ قرارات حازمة وفعالة في وقت الأزمات. إضافة الى وجود فريق عمل مختصّ وكفؤ في جميع فروع الشركة تحت إدارة رشيدة وذكية، والتغيرات التي حصلت في السوق مؤخراً كإنسحاب الكثير من رؤوس الأموال الأجنبية من السوق والأزمات التي شهدتها شركات إعادة التأمين العربية التي كانت تستحوذ على حصة كبيرة من الأعمال.

إن الإستراتيجية الواضحة التي تتّبعها عمان ري هي حجر الأساس الذي قادها للإنتقال من الخسارة في عام ٢٠١٦ الى النمو والربحية منذ ٢٠١٧ إلى اليوم.

* كيف تأثرت عمان ري بالأعاصير التي ضربت السلطنة؟ وما الخطط الإستباقية المستقبلية؟

تسببت بعض الأعاصير في سلطنة عمان بخسائر بمليارات الدولارات، مثلما حدث خلال العام ٢٠٠٧ أثناء كارثة إعصار جونو، الذي قدّرت الحكومة العُمانية خسائرها آنذاك بأكثر من ٤ مليارات دولار أميركي. وفي أواخر العام ٢٠١٥ ضرب إعصار تشابالا المناطق الساحلية المُشتركة بين اليمن وعُمان، وفي ربيع العام ٢٠١٨ ضرب إعصار مكونو مناطق السواحل العُمانية قادماً من جزيرة سقطرى اليمنية مدمراً مئات البيوت والمنشأت ومخلفاً خسائر قدرت بـ ١،٥مليار دولار.

إن السواحل العُمانية كانت تاريخياً واحدة من أكثر مناطق العالم عُرضة لمثل هذه الأعاصير، حيث تتشابه طبيعتها الجُغرافية مع السواحل الجنوبية الشرقية من الولايات المتحدة الأميركية، وذلك للطبيعة الجافة والساخنة لتلك السواحل، التي تجذب أعاصير المحيطات المقابلة، المدفوعة بالرياح الموسمية القوية.

وبما أننا شركة إعادة تأمين ذات حضور قوي في سلطنة عمان، حيث تتعامل مع معظم شركات التأمين في السلطنة وفي كافة مجالات الأعمال، تتأثر نتائجنا الإكتتابية دورياً بسبب الأعاصير ومخلفاتها. نناقش حالياً الحلول الممكنة كعمان ري والجمعية العمانية للتأمين والهيئة العامة لسوق المال كالجهة المشرفة على قطاع التأمين، لنأي السوق عن الخسائر الفادحة خاصة في ظلّ التغيير المناخي.

* حدثنا عن الإستراتيجية الناجحة التي تتبعها عمان ري.

تعتبر عمان ري السوق العماني المحلي “بيتها” وأساس إنطلاقتها، وتتبع سياسة الوضوح والشفافية مع كل شركات التأمين التي تتعامل معها وهذا ما يمثل حجر الأساس لإنطلاقتها في الدول العربية والتوسع في المنطقة، بالإضافة الى توطيد العلاقات مع العملاء. إن الرؤية الواضحة والخدمات المتنوعة والديناميكية التي تقدمها عمان ري مكّنتها من زيادة ارباحها والتوسع في منطقة الشرق الأوسط و أفريقيا، بالإضافة الى شبه القارة الهندية، وتعمل الشركة حالياً على تحسين تصنيفها الإئتماني وأدائها المالي المرتبط مباشرةً بأداء وتصنيف السلطنة الإئتماني.

* من الملاحظ عودة شركات إعادة التأمين العالمية الى السوق العربي، ما تعليقكم؟

عادت شركات التأمين العالمية الى السوق بعد تعرضها للخسائر جرّاء مشاكل تقنية والمنافسة القوية. شهدنا في السنوات الماضية تحسناً في الأسعار والعمليات الإكتتابية في المنطقة، ما جذب بعض المعيدين الى السوق مجدداً للإنخراط في أعمال المخاطر المسعّرة تقنياً ولكن ليس للعمل في كل قطاعات المخاطر في السوق، ما يعود بالمنفعة على الجميع.

* كيف تقرأون توجهات الأسعار؟

نلاحظ زيادةً جيدة في الأسعار، بدأت في أوائل العام ٢٠٢٠ في معظم خطوط أعمال التأمين، خاصة أعمال الممتلكات والحوادث، وصلت أحياناً الى ٣٥٪ في بعض القطاعات، ما يشير الى تحسن في العمليات الإكتتابية وهو الأمر الذي يعود بالمنفعة للشركة.

* ما هي تطلعاتكم بالنسبة للعام ٢٠٢٢؟

بعد تخطي الأزمات المتلاحقة وإنهاء كل ما توجب على الشركة في الفترة الماضية، تستعد عمان ري للبدء بالمرحلة الجديدة المتمثلة بإنطلاقة العام ٢٠٢٢ متخلية عن أعباء الماضي، وتتطلّع الى بدء وتنفيذ مشاريع جديدة في سلطنة عمان والعالم العربي على أمل النجاح المستمر.