د. مازن ابو شقرا

توسع جغرافـي وتوجهات مستقبلية

اوضح الدكتور مازن ابو شقرا المدير الاقليمي لشركة Gen Re في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ان انتقالهم الى دبي لن يلغي العمل في بيروت التي رسمت تاريخ الشركة، الا ان متطلبات العمل والجو العام يتطلّب التوجه والتوسع نحو مناطق اخرى قادرة على الاستقطاب وملائمة للتطورات التقنية والرقمية.

وأكّد د. ابو شقرا انّ وباء كورونا لم ينتهِ بعد، مشيراً الى انّه شكّل دافعاً اساسياً لاطلاق منتجات جديدة، واتباع اساليب عمل معاصرة ادّت الى ادخال التكنولوجيا في شكلٍ سريع ودائم الى اللعبة التأمينية.

 

* انتقل موقع الشركة الى دبي… ماذا عن هذا الانتقال وما مصير مكتب Gen Re في بيروت؟

وجودنا في بيروت لا يزال قائم ومستمر، نظراً للعلاقة التاريخية والاستراتيجية التي تربطنا بالعاصمة اللبنانية، لكننا انتقلنا الى مكاتب في العاصمة الفرنسية والى دبي (DIFC) قادرة على التطوير وتلبية احتياجات العمل من هناك.

تستوجب متطلبات الاعمال الجديدة حضوراً في مركز دبي المالي العالمي (DIFC) الذي يتمتع بقدراتٍ وامكانياتٍ ومستوياتٍ عالية جداً لنواحي الامتثال والشفافية والحوكمة والبنى التحتية… كذلك، بات لدينا انتشار في فرنسا والمانيا، بحيث اصبحنا قادرين من خلال كل هذا التواجد تغطية المنطقة الجغرافية الممتدة من المغرب الى سلطنة عمان والتي تشمل ايضاً تركيا وقبرص وباكستان.

* تتوسعون اذاً في الأعمال في منطقة ينسحب منها عدد من شركات الاعادة. ما تفسيركم؟

لدينا التزام قديم في منطقة الشرق الأوسط، انطلاقاً من قاعدتنا الاساسية في بيروت، ونحن مستمرون في اتباع هذه السياسة، لا بل اننا نعمل على التوسع الجغرافـي والخدماتي نحو مناطق اخرى.

اننا ننظر بتفاؤل الى الأعمال في منطقتي الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ونراها مناطق واعدة جداً، لذلك كثّفنا وجودنا وضخّينا استثمارات اضافية وبات لدينا فرق عمل تتمتّع بخبرات فنيّة ومهارات عالية اضفنا اليها طاقات جديدة… بما يؤكد على استمرار حضورنا في المنطقة وزيادة التزامنا مع هذه الأسواق.

* ما هي برأيكم الأسباب التي تدفع عدداً من شركات الاعادة للانسحاب من اسواق المنطقة؟

وفق معلوماتي، ان الشركات التي تغادر المنطقة لا تعمل في نفس المجال الذي نعمل فيه، انما في تأمين العقارات والحوادث، اما في ما يخص خط المسؤوليات التجارية، تشهد المنطقة زيادة ملحوظة في عدد الشركات التي تحاول التوسع. اما شركات الـ P&C فمنها ربما غاب عن السوق لأسبابٍ قد تتعلّق بالتكاليف او التعرفة. اضف الى ذلك، ان التحول الرقمي حال دون فرض التواجد الفعلي لهذه الشركات في المنطقة انما الاكتفاء بالعمل عن بعد. القوانين في مجال الآليات قد تكون غير متماثلة بين البلدان، لكننا في نهاية الأمر نجد نوعاً من التوافق النسبي بينها.

اما على صعيد الصحة والاستشفاء فالمعادلة تتبدل قليلاً بفعل تبدّل الدول والمناطق. حادث الحريق مثلاً متشابه في الشروط والمعطيات والكلفة لكن شروط الاستشفاء والطبابة والـ TPA والتوعية العامة والادارات والقوانين تختلف من بلدٍ الى آخر.

الأمراض متشابهة في كل دول العالم لكن كلفتها وطريقة التعامل معها والقوانين والأطقم الطبية تختلف من بلدٍ الى آخر، لذا يجدر بنا التعاطي مع كل هذه المعطيات بواقعية وبثقافةٍ منفتحة.

* بدأ طيف كورونا يضمحلّ تدريجياً في العالم. كيف تحاكون هذا الواقع؟

اعتقد ان اضمحلال كورونا ليس امراً واقعاً بل انه لا زال فرضية، رغبتنا في اختفاء هذا الوباء سريعاً والعودة الى حياتنا المعتادة تجعلنا نقارب الواقع من زاوية التمنيات.

ان نظرةً سريعة الى كيفية التعاطي مع هذا الوباء تؤكّد مبدأ الاختلاف بين الدول والحكومات. في الامارات العربية المتحدة مثلاً، عادت الحركة الاقتصادية الى سابق عهدها والاجراءات المتّبعة في حدّها الأدنى، بفعل حملة التطعيم الشامل التي قامت بها الحكومة وأدّت الى نتائج ايجابية جداً، كذلك في المملكة العربية السعودية وغيرها من دول مجلس التعاوني الخليجي في حين انّ دولاً اوروبية عدّة لا زالت تتأرجح بين الاقفالات الجزئية والاجراءات المشددة لا سيما مع ظهور سلالات جديدة.

ان خطر كورونا مستمر واخطار انتشار اوبئة جديدة قائم بقوّة، لذلك يقتضي التنبّه الى كيفية التعاطي مع مثل هذه الوقائع المستمرة والمستجدة.

* ماذا عن الدراسات والابحاث التي قمتم بها كشركة فيما يتعلّق بتأثيرات هذا الوباء على الانسان؟

نقوم بأبحاث ودراسات كثيرة في هذا الاطار ولدينا العديد من خبراء التأمين وعلماء البيانات الذين يلتقون دورياً لدراسة تأثيرات الجائحة والتعلم منها. لكننا ما زلنا كما ذكرت داخل العاصفة ومن المفترض مرور عدة اعوام للتمكّن من معرفة تداعيات هذا الوباء وانعكاساته.

اتّضح ان متحوّر دلتا مثلاً لديه معدل اصابات اعلى وهو متفاوت بين منطقة واخرى وجنس وآخر… لكن مثل هذه المعطيات قد تتبدّل في المستقبل القريب، بفعل عدم امتلاكنا البيانات الكافية نظراً للمدة القصيرة التي نتعاطى فيها مع هذا الوباء.

* ما هي تأثيرات هذا الوباء على الدماغ البشري حاضراً ومستقبلاً؟

– وهل من مضاعفات بعيدة المدى ناتجة عن الاصابة الحالية؟ هل سيكون متحورات جديدة أشد تأتيراً؟…

هناك الكثير من الابحاث التي نجريها نحن كما شركاتٍ اخرى، ومن المبكر اعطاء اجوبة صريحة وواضحة وعلمية قبل فترةٍ قد تكون طويلة.

من الملاحظ ان احدى الانعكاسات الغير مباشرة للفيروس تجلّت في ارتفاع نسبة الانتحار الناتج من الوحدة وغيرها من الأمور التي بات العالم يتعايش معها.

* ماذا عن استراتيجيتكم الحالية؟

استراتيجيتنا واضحة ومستمرة منذ البداية وحتى تاريخه من دون تعديلاتٍ كبرى.

في المنطقة نركّز على توسيع الاطار الجغرافـي لعملنا ونعمل على توفير افضل الخدمات لزبائننا، والتطلّع ناحية باكستان شكّل نقلةً نوعيّة ومميّزة.

نشجّع المنافسة الصحيّة ولا نتبنّى تلك الهادفة الى رفع الحصّة السوقية بأيّة طريقة ممكنة، اذ انّ خططنا واضحة وهي تطمح لبناء شراكات تمتدّ لمدى الحياة.

دخلنا عالم الرقمنة من بابه الواسع ومستمرون في اتباع هذه السياسة التي تساعد في توفير افضل الخدمات الممكنة للزبائن. انتقلنا من سياسة المحافظة على الصحة الى سياسة اعتماد سياسة الوقاية الصحية، اذ كلما ازدادت اساليب الحيطة كلما خفّضنا المخاطر.