يتجلّى الوفاء في المواقف الصعبة وها قد بقيت CCR Re وفية للبنان رغم الظروف القاهرة التي انكبته. اكّد السيد بيار سلامة المدير الاقليمي للشركة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا انهم لم يرتدّوا ابداً عن مد يد المساعدة للشعب والسوق اللبناني لاسيما الى المتضررين من كارثة انفجار المرفأ الذي لم يزل ينضح بالدماء حتى اليوم.
ينظر السيد بيار سلامة الى وضع الشركة نظرة تحاكي الواقع لا سيما لناحية ارتفاع الاسعار التي شهدها قطاع التأمين بالاجمال. ويتراءى له ان العام ٢۰٢٢ لا يزال مبهماً اثر غموض مستقبل وباء كوفيد-۱٩ الذي لم يختفِ بعد.
* كان العام ٢٠٢۱ مليئًا بالتحديات… ما كان اثره على قطاع اعادة التأمين؟
واجه هذ القطاع تحديات جمّة، ولعل ابرزها تأثير صعقة الحجر الصحي التي لا تزال تدوّي في نفوس العالم مولّدةً قلقاً كبيراً من التقاط عدوى الوباء. في هذا الخضمّ، من العوامل التي لا يسعنا تجاهلها هو تفشي ظاهرة التعامل عن بعد عبر الانترنت، مما يقلّص الطلب على بوالص التأمين في الدول التي تتلقى الواردات، فالبضائع المستوردة التي كنا نؤمّن عليها اضحت مؤمّنة تلقائياّ بفعل ايصالها مباشرةً الى اصحاب الشأن.
رغم أنّ معدل الفوائد في المصارف متدنّي، الا ان قطاع اعادة التأمين لايزال جاذباً للرساميل الجديدة ولا يزال المستثمرون فيه يحققون الارباح. تكمن نقطة القوة في هذا القطاع في امكانية تقسيم الخطر والمطالبات المصحوبة بالوقاية الهادفة لتخفيض الخسائر.
* هناك مراهنة على رفع اسعار اعادة التأمين في العام ٢٠٢٢… كيف تحاكون هذا الأمر؟
ناهزت زيادة الاسعار حدود الـ٤٥٪ في اوروبا وهي نسبة عالية جداً لاسيما فيما يتعلّق بمجالي الحرائق والكوارث الطبيعيّة. اما على الصعيد المحلي فيتفاوت هذا الارتفاع بين شركة واخرى، غير ان تغطية فائض الخسارة شهدت زيادة بنسبة لا تقلّ عن ٥ الى ۱٠٪. فيما يتعلّق بإتفاقيات النسبيّة هناك بعض الشركات التي قلّصت القدرة والعمولة على اعادة التأمين.
* كيف تصوّرون واقع الشركة اليوم؟
اهم ما يميّز واقع الشركة اليوم هو الثبات والاستمرارية ولعلّ ترقية تصنيفنا الى AA هو خير دليلٍ على ذلك مع العلم ان عمر شركتنا المعيدة لم يتعدّ بعد الخمس سنوات.
الجهود الكثيفة التي بُذلت لم تضع سدىً بل انعكست ايجاباً على صورة الشركة وتميّزها في قطاع التأمين، وفي هذا النطاق، اريد ان اثني على كفاءة ومساعي طاقم العمل الذي لم يتوانَ يوماً لتقديم الافضل والتي تبلورت في اشد التحديات بهدف تعزيز مكانة الشركة.
* حادثة مرفأ بيروت جرحٌ لا يلتئم… كيف تعاطيتم معها واين انتم اليوم منها؟
كنّا في طليعة الشركات التي بادرت الى مساندة السوق والشعب اللبناني، اذ ان رئيس مجلس الادارة اسرع الى مد يد العون فور وقوع الكارثة. ساعدنا العديد من الشركات في تقييم خسائرها، كما اننا بادرنا في عرض المساعدة المالية للشركات وفق شروط ومعايير معيّنة. اضف الى اننا لم ننتظر صدور نتائج التحقيق للتحرّك بل اننا لبّينا النداء مع الابقاء على سياسة التحفّظ الضامنة لنا. وقفنا جنباً الى جنب عملائنا والشركات ودفعنا كل ما يتوجّب للمتضررين من انفجار المرفأ.
* ابقيتم على مكاتبكم في بيروت رغم صعوبة الوضع… ما السبب وراء هذا الاحتفاظ؟
لبنان ليس منتجعاً سياحياً نقصده في موسم الإزهار، وفور انقضاء الموسم نهجره. بيّنت لنا الشدائد والمصائب ان هذا البلد محمي من الله، فلا يلبث ان يعود دائماً الى النور بعد الظلمة الحالكة التي تلفّه.
مصرّون على المكوث في لبنان آملين عدم التعرّض لظروفٍ قاهرة كانقطاع الانترنت او الاتصالات.
* ما هو تصوّركم الاجمالي للعام ٢٠٢٢؟
يصعب علينا التنبؤ بما سيحمله هذا العام، فطيف كورونا لا يزال يحوم ولا يزال الخطر موجوداً. الوباء عطّل مشاريع كثيرة وعرقل السفر والمؤتمرات واللقاءات، وها هو اليوم يولّد سلالاتٍ جديدة قد تعيدنا للحجر والاقفال.
نواظب على العمل والاستمرار والمحافظة على عملائنا والشركات التي نتعامل معها، وفي هذا المضمار، اشارت الاحصاءات ان ٨٥٪ من هذه الشركات تكن الولاء لنا منذ اكثر من ٢٣ عاماً وحتى اليوم. ندين بالشكر لعملائنا ايضاً الذين اعطونا الثقة وابقوا على علاقتهم بشركتنا.