تعاظمت الأزمات وتكاثرت في الآونة الأخيرة مولدةً مخاطر جمّة طالت القطاعات الاقتصادية بأسرها بما فيها قطاع التأمين. فمن منظور السيد نهاد أسعد، المدير العام لشركة المشرق للتأمين – فلسطين، تلقي التحديات بظلها على القطاع لناحية تجديدات عقود التأمين وارتفاع اسعار الشحن والمخاطر السيبرانية التي تحتاج الى حلولٍ متقدمة للتمكن من محاربتها وصد عواقبها، بالاضافة الى ان الوعي التأميني لا يزال محدوداً في العالم. اما على صعيد فلسطين، فالمشرق للتأمين تضيئ سماء السوق التأميني بحصولها للعام الثاني على التوالي على أفضل شركة خدمات تأمين.
* كيف تقيّمون واقع قطاع التأمين خلال العام ۲۰۲۲؟ وما هي أبرز التحديات التي واجهته؟
بالإضافة الى الأخطار الطبيعية وآثارها وتداعيات جائحة كورونا فإن المخاطر المتعلقة بالانترنت والاعتداءات السيبرانية تُعتبر من ابرز التحديات حالياً، فلا بد من وجود منتجات جديدة تتضمّن الحماية من المخاطر المُتعلقة بهجمات الأمن السيبراني وعواقبها، بالأخص تلك التي تخترق البيانات، وغالبًا ما تسبّب خسائر مالية كبيرة. ومع توجه الشركات لأنظمة الدفع الالكتروني فلا بد من وجود تأمين يحمي هذه الشركات ومؤمّنيها من أية مخاطر محتملة. وتحرص المشرق للتأمين على توفير هذا النوع من التأمين بناءً على متطلبات ومعايير تتعلق بطبيعة العمل المراد حمايته وسقف التغطية المطلوب. اذ اصبحت عمليات قرصنة المعلومات خطراً حقيقياً مما يحتم على الشركات توفير انظمة حماية وسيرفرات حديثة للتقليل من هذا الخطر وآثاره.
* كيف تؤثّر تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية والاضطرابات الاقتصادية على صناعة التأمين؟
مما لا شك فيه ان قطاع التأمين تأثر بالحرب الروسية –الاوكرانية، ويعود ذلك الى التراجع الاقتصادي الذي حل، وارتفاع تكلفة تأمين الشحنات العابرة لمنطقة البحر الأسود بشكلٍ كبير جداً، إذ تفرض شركات اعادة التأمين رسوماً اضافية على الحرب. كما تسبب الحرب في نقص الايدي العاملة.
كما أن جزءاً كبيراً من البحر الأسود محظور على الشحن التجاري، نظراً للحصار الروسي لأوكرانيا وإحجام شركات التأمين الاكتتاب الأخطار في هذه المناطق.
* ماذا عن الأسعار والشروط في ظل تجديدات العام ۲۰۲۳؟
لقد أثرت العوامل التي تم ذكرها أعلاه مثل: الكوارث الطبيعية والحروب وتداعيات جائحة كورونا على أسعار التجديد لدى معيدي التأمين، حيث أصبح معيدو التأمين يعكسون خسائرهم مباشرةً على الاسعار الجديدة مما ادى الى ارتفاع تكاليف التجديد وفرض واقعٍ متشدد في شروط الاكتتاب الأمر الذي سينعكس على سياسة الشركات خلال عام ٢٠٢٣.
* على رغم تأثيراتها المباشرة على الأعمال، تستمر المنافسة عنصراً اساسياً في عمل شركات التأمين؟ ما هي الأسباب؟ وهل من اقتراحات معيّنة للمعالجة؟
لا زالت نسبة الوعي بموضوع التأمين وقوانينه وتشريعاته لا ترتقي إلى المستوى المطلوب، لذا علينا العمل على زيادة هذه النسبة خاصةً في ظل عدم التزام جميع الشركات العاملة في القطاع بالحد الأدنى للتعرفة الذي يؤدي إلى منافسة سعرية محمومة في السوق وتدني الأرباح الفنية للقطاع. كما ان ارتفاع عدد حوادث المركبات ومطالبات التأمين الصحي بحاجة لقرارات جوهرية تضبط السوق وتعمل على تحسين نتائجه بشكلٍ يمكّن الشركات من تحقيق عائد مناسب ومجدي لمساهميها.
* لا زال عدد شركات التأمين كبيراً في الاسواق العربية على رغم اجراءات الدمج والاستحواذ والخروج من الأسواق التي تتمّ بين الحين والآخر.
– ما تعليقكم؟
إن موضوع عدد شركات التأمين ونسبة اختراق خدمات التأمين للمجتمع بحاجة لدراسة شاملة، سواءً من حيث عدد مقدمي الخدمة (الشركات) او من حيث الطلب على الخدمات ومدى توفرها، مع الاخذ بعين الاعتبار خصوصية كل سوق وتشريعاته وطبيعة المنافسة فيه وتركيبة هذا السوق، فأي خللٍ أو زيادة في عدد مقدمي الخدمة سوف يخلق مشكلة يتطلب علاجها سنوات عديدة.
* ماذا عن نتائج اعمال شركتكم وابرز انجازاتها في العام ۲۰۲۲؟
بفضل توجيهات مجلس ادارة الشركة ورئيسها التنفيذي وطاقم العمل الجاد لديها، تسير شركتنا بخطى ثابتة وتحتل مكانةً مرموقة في السوق الفلسطينية. فلقد حصدت المشرق للتأمين جائزة أفضل شركة خدمات تأمين في فلسطين لعامين متتاليين. ويأتي ذلك من السعي المستمر لتحقيق أقصى درجات الرضا للمؤمّنين لديها، بالاضافة الى جودة الخدمات المقدمة لهم والتي تلبي احتياجات شرائح عديدة من العملاء على اختلافهم. كما تضم الشركة طواقم فنية مؤهلة وبرامج إعادة تأمين مميزة وخدمات الكترونية سريعة وآمنة وفي متناول الجميع. وهنا لا يسعنا الاّ ان نتقدم بالشكر الجزيل لجمهور مؤمّنينا على ثقتهم ومساندتهم للشركة مع امنياتنا للجميع بعامٍ جديد مليء بالنجاحات والتميز.