نجيب بحوث

مشاريع واعدة في طريقها للمستقبل

في طريقنا الى المستقبل نجول في بعض ازقة الأزمات التي تقودنا في مساراتٍ جديدة وتفرض علينا خطىً مغايرة متسارعة متماشية مع واقعنا. يرى السيد نجيب بحوث، الرئيس التنفيذي لشركة MIG Holding، أن الأزمات العالمية والاقتصادية بما فيها التضخم والحرب الروسية – الأوكرانية، قد تنعكس بعض الشيء على قطاع التأمين عموماً لجهة الأسعار لا سيما في الخطين المالي والعنف السياسي، ولكنها لن تتفاقم في مجالاتٍ أخرى نظراً لبلوغها ذروتها. رغم هذه العراقيل يرى السيد بحوث أنّ المجموعة مستمرة في تحقيق معدلات نجاح وتفوّق مميّزة وهي توسّع وترسّخ قواعدها في اسواق واعدة كالسعودية التي تبدو أرضاً خصبة للمشاريع وفي أسواق أخرى متعددة.

كيف تقيّمون الوضع العام السائد وانعكاسه على قطاع التأمين عالمياً واقليمياً؟

الأزمات المالية والاقتصادية ومنها التضخّم، التي يمر بها العالم مريعة وقد تزداد مع اقتراب فصل الشتاء. نحن كشركة نعمل مع شركات اعادة التأمين العالمية المتواجدة في اوروبا وأميركا، حيث شهدت بعض خطوط الأعمال خسائر فادحة. سيكون هناك ضغط كبير على ارباح هذه الشركات والتي قد تؤثر على نتائجها مباشرةً وعلينا بطريقة غير مباشرة. كل الخطوط المالية العالمية والعنف السياسي تتجه في منحىً تصاعدي، مما ينعكس نمواً علينا اقليمياً. بالاضافة الى انجذاب عدد كبير من الرساميل لمنطقتنا لا سيما في السعودية حيث الازدهار والطفرة في المشاريع. من هذا المنطلق، لا أعتقد ان سوق التأمين سيتأثر مناطقياً بشكلٍ كبير على الصعيد الاقتصادي، انما سيشهد ارتفاعاً في الاسعار في بعض الخطوط وزيادة القدرة التأمينية. هذه الزيادة في الاسعار كانت قد بدأت في بعض مجالات التأمين دون سواها كالطاقة والممتلكات وحان الوقت لكبحها قليلاً. لا يزال قطاع التأمين جاذباً لا سيما في ظل سياسة رفع الفوائد التي بدأت بتطبيقها المصارف المركزية والتي ستؤدي الى زيادة قدرة شركات التأمين.

توجّه شركات الاعادة نحو رفع الأسعار يبدو مؤكّداً ولكن ما مدى تأثر هذا الارتفاع بالتضخّم والحرب الروسية-الأوكرانية؟

هذا الارتفاع ليس حديث النشأة بل بدأ منذ أعوامٍ عدة وقد يصل الى ذروته في الفترة القادمة لتزامنه مع أزماتٍ عدة ومنها الحرب الروسية-الأوكرانية التي تؤدّي بوضوح الى ارتفاع اسعار الطاقة الذي ينعكس على سير عمليات كافة القطاعات بما فيها قطاع التأمين. بعيداً عن هذه الحرب، لا أظن أن الاسعار سترتفع في مجمل خطوط التأمينات باستثناء خطي العنف السياسي والمالي، اذ أنه لم يعد هناك هوامش لرفع هذه الاسعار التي وصلت الى اعلى درجاتها.

أما التضخّم، فهو ينعكس بطريقة ايجابية غير مباشرة على شركات التأمين عموماً بحيث ستعمد هذه الشركات على رفع اسعارها لا سيما تلك المتعلّقة بالكوارث الطبيعية والطاقة وبالتالي سترتفع الاقساط بالتوازي.

في هذا الاطار كنا قد بدأنا الطلب من عملائنا اعادة تقييم اصولهم وممتلكاتهم بما يهيّئهم للشروط والاسعار المستقبلية.

ما هي ابرز انجازات المجموعة في العام ۲۰۲۲؟

كان العام ۲۰۲۲ رائعاً في المجمل لا سيما على مستوى وساطة التأمين، حيث طابقت توقّعاتنا نتائجنا مما يدفعنا للمضي قدماً في استراتيجيتنا والعمل على خطط اضافية رامية للنمو.

على صعيد التأمين المباشر، حققنا ايضاً نتائج ايجابية لا سيما في السعودية التي تشهد ازدهاراً والتي نعمل على توسيع دائرة استثماراتنا فيها. أما خارج نطاق المملكة فقد حققنا ارباحاً جيدة عموماً رغم بعض العراقيل، لكننا نرى المستقبل مليئاً بالأمل والنجاح لأننا متسلحون بالمقوّمات الصحيحة واللازمة بالاضافة الى اننا نستثمر في منتجات التأمين ذو الطابع الخاص (specialty lines) والتأمين الصحي اللذان يشهدان نمواً تدريجياً مشيراً الى ربحية محتملة.

اما على الصعيد المناطقي، فنركّز على شركة تجميع ومقارنة الأسعار (Aggregators) حالياً، كما وأنّ الحصول على رخصة SAMA ليس سهل المنال ويتطلب وقت وجهد خاصة بعد صدور المتطلبات الخاصة بالأمن السيبراني التي تشمل تعيين مستشار مستقل لتقييم جهوزيتنا لتطبيق الأحكام الجديدة للأمن السيبراني.

علاوةً على أننا شرعنا في البحث عن التوسّع في اسواقٍ جديدة، الاّ أننا لن نباشر بهذا التوسّع قبل التأكد من ثبات تلك الأسواق وترسيخ وجودنا في اسواقٍ أخرى.

متفائل جداً بالقادم وأعتقد أن وجودنا في هذه المنطقة يشكّل اضافةً كبيرة لنا، خاصةً وأن السعودية تعدّ اليوم أرض المشاريع الخصبة السريعة الخطى لا سيما مشاريع البنى التحتية الكفيلة بتحريك الاقتصاد برمّته.