راضي الكامل – طارق حسين

نواجه حدة المنافسة بالتميّز - واثقو الخطى بفرادة وانتقاء

تختلف مساراتنا وطرقنا باختلاف سياستنا ونهج اعمالنا، فتشكّل هويةً فريدة في عالمٍ مزدحم بالاسماء والانجازات. لذلك يشجّع السيد طارق حسين، رئيس تأمين الحوادث والمسؤوليات في شركة Mena Re، لتبنّي سياسة الانتقاء في الخطوط التأمينية بما يضمن الاستمرارية في العمل المبني على هدف الربحية والجودة. يرى السيد راضي الكامل، نائب الرئيس التنفيذي للشركة، الطريقة الأسلم لجذب العملاء عبر تطوير طاقم عمل كفوء ومحترف. قد يكون هذا الاداء المتميّز في الخدمة، هو الداعم للقوة العربية المكتتبة الفريدة التي تتمتّع بها الشركة في المنطقة.

التحديات المتكاثرة لا تثير مخاوف كل من السيدين الكامل وحسين، اذ انها تعدّ بعيدة الى حدٍ كبير عن المنطقة العربية المدرّعة بحكومات قوية واداراتٍ رشيدة قادرة على التصدي للعراقيل بصلابةٍ وحكمة.

Mena Re التي تمكّنت من بناء هويتها الخاصة وطبعها في سوق التأمين العربي، تبحث اليوم السير في خطوطٍ تأمينية جديدة معاصرة للمخاطر والتحديات التي تجتاح عالمنا الرقمي.

 

ما كانت أبرز انجازات الشركة للعام ۲۰۲۲؟

راضي الكامل: طوّرنا اعمالنا اقليمياً وجغرافياً واكتتبنا أقساطاً بزيادة ۱٥ الى ۲۰٪ عن العام ۲۰۲۱. هذا النمو نشأ من جهود ومن ازدهار الاقتصاد في الامارات والسعودية ومسار كأس العالم في قطر. المنافسة كانت شديدة في السوق، لذلك عمدنا الى توسيع طاقم العمل وتأهيله مما ساعدنا في المحافظة على مستوانا ورفعه ايضاً. بناءً عليه، أضفنا موظفين الى فريق الاكتتاب، بالاضافة الى زيادة العدد في اقسامٍ اخرى. نؤمن بالطاقة البشرية كعنصر فاعل في تطوير الاعمال ورفعها الى اعلى مستوياتها وفي مقاربة الواقع الى الأهداف التي تطمح الشركة الى تحقيقها.

طارق حسين: نحن احدى الشركات الفريدة المتمتّعة بقوة عربية مكتتبة ونفخر بقدرات طاقمنا التقنية التي من شأنها أن تضيف نفحة من الخبرة والحرفية الى اعمالنا بما يساهم في ترسيخ قواعدنا كإحدى الشركات المتميّزة في سوق اعادة التأمين.

أما جغرافياً، فقد بسطنا اعمالنا في اراضٍ جديدة مثل قبرص وجورجيا وأرمينيا وأوزبكستان وغيرها انطلاقاً من مكاتبنا في دبي. هذا الانتشار يشكّل احدى خطط الشركة التوسعية المؤلفة من التوسع في خطوط الاعمال والتوسع الجغرافـي. في هذا السياق، توسعنا في القارة الأفريقية ايضاً بشكلٍ هائل مع وسطاء التأمين لا سيما في المركز المالي في موريشيوس المسؤول عن القارة. اضف الى أننا كبّرنا حجم الاتفاقيات اذ أن معاهدات تأمين الحوادث عندنا تعدّ من أكبر المعاهدات في منطقة الشرق الاوسط.

من أين نبع هذا التطوّر وسط المنافسة الشديدة في السوق حيث تتوسّع العديد من شركات الاعادة؟

راضي الكامل: المنافسة في السوق تتطلب منا زيادة قدرتنا الاكتتابية والتأمينية بما يعطينا دفعاً لمنافسة باقي الشركات. لا نزال نحافظ على تصنيفنا الائتماني “أ” ونفتخر بذلك، الامر الذي يشير الى تفوّقنا في السوق والى الاقبال على خدماتنا التأمينية وثقة العملاء بنا. ما يميّزنا ايضاً هي خدمتنا العالية الجودة، اذ اننا جاهزون دوماً لتلبية عملائنا في شتى الظروف.

طارق حسين: خبرتنا الاكتتابية واضحة جداً في السوق مما يحفّزنا على الاستمرار والسير قدماً. فالاستاذ راضي مثلاً يمتلك خبرة فاقت الأربعين عاماً في مجال اعادة التأمين، ومن جهتي انا فلديّ علاقات كثيرة في السوق وخارجه مما ساعدنا في تطوير اعمالنا والتقاط الفرص على الصعيدين الجغرافـي والاكتتابي. ما زلنا نتطلّع الى خطوط تأمينات جديدة ونحاول طرح منتجات مستحدثة في السوق.

توسعكم في السوق يقابله انسحاب لعدد من شركات الاعادة. ما السبب الرئيسي وراء هذا النمو وما الذي يميّزكم عن غيركم من الشركات؟

راضي الكامل: الشركات العالمية لم تنسحب بفعل تحقيق خسائر في اسواقنا، انما خسائرها في الاسواق العالمية هي التي أثرت سلباً عليها ففضلت بذلك تخفيض تكاليفها من خلال تقليص تواجدها.

طارق حسين: نحن أولاد هذه المنطقة، بالتالي نحن على علم بكافة تفاصيل السوق هنا من ناحية الاسعار والشروط وانواع الخطوط المطلوبة والقدرات والى ما هنالك. نكتتب بالبوالص المجدية والمربحة والمستدامة.

تواجه شركات الاعادة العديد من التحديات على صعيد الاسعار والشروط والتضخم والحرب الروسية – الأوكرانية والكوارث الطبيعية ورفع نسبة الفوائد التي تحدّ من السيولة، وغيرها. هل تتخوفون كشركة اعادة من كل هذه التحديات؟

طارق حسين: لا نستشعر هذه التحديات في منطقتنا العربية بقدر أوروبا وأميركا، اذ اننا لم نتأثر بأزمة البترول مثلاً، بحيث راوحت الاسعار استقرارها الى حدٍ كبير. كذلك الحال بالنسبة لأسعار المنتوجات والسلع لا سيما وان الحكومات تعمل على ضبطها. كما ولم نشهد الارتفاع الحاد في اسعار الفوائد على القروض. لا اعتقد اننا سنتأثر بالتحديات المحيطة في المستقبل القريب، فالقيادة الحكومية هنا قوية بما يكفي لتجابه هذه الازمات.

راضي الكامل: الملاءة والقوة المالية التي تتمتع بها المنطقة تخوّلها التصدي للأزمات بطريقةٍ جيدة، مما يجذب انظار المستثمرين من افراد وشركات الى مناطقنا. نأمل أن يبقى تأثرنا طفيفاً بهذه التحديات التي نتحضّر لمواجهتها عبر وضع خططٍ واقية ومدروسة.

برز التأمين السيبراني واحداً من اهم التأمينات المعاصرة التي تكتسب قوةً متزايدة مع الوقت رغم نسبة الاكتتاب العالمية الخجولة فيه. اين انتم من هذه التأمينات؟

طارق حسين: نبحث في خوض غمار هذه التجربة ولكن الدراسة لا تزال مبدئية. هذا الخط من التأمينات يندرج تحت قائمة الخطوط التي نطمح الى تبنيها وتطويرها في الخطوات القادمة كوننا معيدو تأمين خطوط متخصصة. اما لجهة الامكانات المالية والفنية، فتجدر الاشارة ان معظم المتخصصين في هذا المجال يقطنون في لندن وهناك البعض القليل منهم هنا في مركز دبي المالي العالمي، لذلك عند شروعنا بالتأمين السيبراني سوف نتّبع في البداية شروط وأحكام القادة العالميين في هذا المجال والسير وفق اسعارهم وطريقة اكتتابهم بحيث نبني من خبراتهم خبراتنا الخاصة وننطلق. نعمل جدياً على السير في التأمين السيبراني لكننا نتأنى في الخطوات والاستراتيجيات المتبعة كي نسير واثقي الخطى.

* بعد ان كانت المنطقة العربية خارج دائرة الكوارث الطبيعية، أصبحت اليوم تدور في فلكها. هل تتعرضون في هذا الاطار الى الخسائر؟

راضي الكامل: التغطيات التي نقدمها تستثني الكوارث الطبيعية ما عدا تلك المتعلقة بالهندسة والممتلكات. تعرضت بعض الدول العربية للكوارث كسلطنة عمان للأعاصير والسعودية للفيضانات ولكننا لا نتعاطى سوى التعويض المهني الذي يطال الاضرار الخفيفة والمحدودة. ابتعادنا عن هذا النوع من التغطيات جنّبنا الكثير من الخسائر بعكس شركات اعادة اخرى.

فالتميّز هو في النهاية احدى العلامات التي من شأنها ان تحدث فرقاً بما يجذب العملاء بشكلٍ اكبر.

هناك مناشدة لإنشاء شركة اعادة تأمين عربية برأسمال ضخم. ما رأيكم؟

طارق حسين: من المفترض أن تكون هذه الشركة اماراتية النشأة. القول يكون دائماً اسهل من الفعل، ولكننا نتمنى لهم التوفيق في مساعيهم وخططهم. كانت قد انطلقت شركة أبو ظبي ري في العمل في هذا المجال ونأمل أن تبدي نتائج حسنة. ينبغي الاضاءة على ان مجال اعادة التأمين صعب جداً ومليء بالأخطار ويتطلّب براعة في العمل الذي يفترض ان يكون متقناً والاّ انتج خسائر كبيرة وفشلاً سريعاً. كما ويجب التمتّع بملاءة مالية عالية والاستثمار في منطقة صلبة اقتصادياً وسياسياً بما يشكّل بنى تحتية متينة لهذا النوع من الأعمال.

راضي الكامل: تجدر الاشارة الى ان الهدف الاساسي للشركات هو تحقيق الربحية، فإن لم تستطع من تحقيقها فلن تتمكن من الاستمرار، شهدنا في هذا الاطار العديد من الشركات التي تعثّرت بسبب عامل الربحية ومنها من انسحب نهائياً من السوق. من المهم انتقاء خطوط التأمينات المربحة والمجدية، ففي بداية عملنا كشركة واجهنا تحديات في خطي الممتلكات والهندسة، وبهدف توقف ذلك النزيف اضطررنا لوقف العمل فيهما والشروع في العمل في الخطوط التخصصية المربحة. نطمح لاستكمال عملنا في هذه المجالات وأن نكون على حسن ظن العملاء والادارة.

تواجدكم كشركة اعادة تأمين عربية يبدو خجولاً في المؤتمرات حتى في تلك التي تأخذ طابعاً عربياً. ما السبب وراء ذلك؟

طارق حسين: شاركنا في مؤتمر العقبة وغيره من المؤتمرات، ولكن بعض المؤتمرات تتالت وتعاقبت مما صعّب علينا مهمة مشاركتنا فيها كلها. نسعى الى حضور العدد الأكبر من الندوات والمؤتمرات التي تشكّل منصة للتعاون والتشارك وبوابة للفرص. عادت الحياة الى سابق عهدها اليوم بعد جائحة كورونا وبالتالي عادت اللقاءات للانعقاد بكثرة، نحن بدورنا لن نتوانى عن البحث عن سبل التضافر مع باقي الاطراف التأمينية.

 

 

 

 

Comments are closed.