د. نزار زيود

انطلاقة مشجّعة مصحوبة بتحدياتٍ متعددة

«لا تقف في بداية الطريق إن وجدت صخرة، فهذه جزء من جسر ستبنيه يوماً لمستقبلك»، هذا ما قاله محمود درويش عن الأمل والطموح الذي جسّدته شركة الاتحاد العربي لإعادة التأمين بتطوير كوادرها البشرية وأنظمتها الداخلية لبناء جسرٍ نحو مستقبلٍ أزهى. إذ يشير الدكتور نزار زيود، المدير العام ورئيس مجلس ادارة الشركة، أنّ ما مرّت به سوريا من أزماتٍ وعراقيل لم يمنعها من توسيع واعادة إطلاق بعض خطوط أعمالها.

كما وقيّم الدكتور زيود الوضع التأميني المحلي والاقليمي والعالمي على أنه يواجه الكثير من الصعوبات، لا سيما لناحية الكوارث الطبيعية التي تلقي بظلها على بلدان العالم بما في ذلك المنطقة العربية وتثير مخاوف شركات التأمين المباشر والإعادة في خوض غمار هذا النوع من الأخطار غير المتوقّعة والباهظة الثمن.

ما هو تقييمكم لواقع قطاع اعادة التأمين خلال العام ٢٠٢٣ على الصعيد العالمي والاقليمي والمحلي؟

على المستوى المحلي السوري، يمر قطاع اعادة التأمين بصعوباتٍ وتحدياتٍ عديدة لا سيما لناحية المشاكل الجيوسياسية التي تشهدها سوريا والتي تنعكس على مجمل قطاعاتها الاقتصادية، وهذا الوضع ينطبق على المستوى الداخلي أيضاً. أما على المستوى الاقليمي والعالمي، فالقطاع يمر أيضاً ببعض العراقيل التي تحول دون تقدّمه وأبرزها الكوارث الطبيعية الناشئة بصورةٍ فجائية والتي تكبّد شركات الاعادة خسائر كبيرة. هذه الكوارث طالت بلدانٍ عديدة في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا بما في ذلك المغرب وتركيا وليبيا وسلطنة عمان وغيرها، حيث ظهرت الفيضانات والأعاصير والزلازل.

* هل استطاعت التأمينات غير التقليدية كالكوارث الطبيعة، التأمينات السيبرانية والاحتباس الحراري وغيرها اختراق عالم التأمينات العامة في المنطقة العربية؟

لا يزال الاهتمام بالتأمينات المتعلّقة بالكوارث الطبيعية محدوداً في المنطقة العربية وذلك لنقص الوعي التأميني رغم ازدياد وتيرة هذه الكوارث في الآونة الأخيرة ورغم خطورتها وهول نتائجها عند حدوثها. هناك تخوّف من قبل صناع التأمين لجهة تغطية هذا النوع من الأخطار الذي يحتاج الى رأس مالٍ ضخم وتعاونٍ بين القطاع العام والخاص للتمكّن من تغطيته بصورةٍ شاملة وكاملة، خاصةً وأن التعويضات عادةٍ ما تكون مكلفة وجسيمة بالنسبة لشركات التأمين المباشر وشركات الاعادة على حدٍ سواء.

العالم أجمع يقف أما تحوّل الدورة المناخية، حيث تشهد بعض البلدان كوارث طبيعية غير مسبوقة أو مألوفة بما في ذلك الزلازل والفيضانات والأعاصير وغيرها. نتيجةً لذلك، تنشأ فكرة التخوّف من التأمين على هذه الأخطار غير المعتادة والتي من الصعب التعامل معها لصعوبة توقّعها.

من الملاحظ دخول لاعبين جدد الى قطاع اعادة التأمين في المنطقة. بنظركم ما هي الاسباب والنتائج؟

قطاع التأمين هو أرض خصبة لكل من يطمح للعمل بجدية ونشاط، ويحظى بجاذبية استثماراتٍ كبيرة على المستويين الاقليمي والعالمي. انطلاقاً من هنا، يشهد هذا القطاع دخول لاعبين جدد باحثين عن الاستثمار في مجالات ذات عوائد مرتفعة ونتائج مشجعة، لا سيما إن تقيّدوا بالأسس والمعايير العالمية الضامنة للنجاح وبالشفافية في خدمة العملاء والمصداقية في التغطيات.

الى أين تتجه تجديدات اتفاقيات العام ٢٠٢٤ لناحية عمليات التسعير والمنافسة والشروط؟

كانت اتفاقيات العام ٢٠٢٣ مقبولة الى حدٍ بعيد. اليوم نسعى وملؤنا الأمل بأن تتّسم اتفاقيات العام ٢٠٢٤ بسعة اكتتابية أكبر كماً ونوعاً في مجمل المحفظة التأمينية.

ماذا عن انجازات شركة الاتحاد العربي لإعادة لتأمين خلال العام ٢٠٢٣؟ وما هي مشاريعها للعام ٢٠٢٤؟

قامت الشركة بنقلة نوعية على مستوى بيئة العمل الداخلية سواءً لناحية الكوادر البشرية أو كتلة الرواتب والأجور أو استبدال الكهرباء بالطاقة البديلة، وبالتالي الاستغناء عن المحروقات والنفط في الاتفاقيات الموقّعة والطبابة والدخول الى انواع جديد من التأمينات مثل التأمين الصحي على نطاقٍ أوسع وأشمل والتأمين على الحياة، وكذلك التأمين البحري الذي كان متوقّفاً لفترةٍ من الزمن وعدنا الى إطلاق وثائق التأمينات الخاصة به مجدداً وبوتيرةٍ جيدة.