النجاح لا يأتي صدفة والنمو لا يزداد من سراب، بل انه وليد جهودٍ قد لا تضيع عبثاً ان اقترنت بالارادة والادارة. ارادة السيد حامد مبروك، المدير الأقليمي في الشرق الأوسط وشمال افرقيا لشركة «ويليس تاورز واتسون» لإدارة المخاطر ووساطة التأمين والاستشارات، تشابكت بإدارته الحكيمة لتبني نجاحاً امتدّ في العالم العربي ولمع في السوق المصري حيث الازدهار يعزّز الرغبة في التطوّر والتوسّع. اذ ان السيد حامد مبروك يرى في السوق المصري حقلاً واعداً مُهيِئاّ لحصادٍ وفيرٍ قد تجني منه الشركة ما هو كافٍ ووافٍ لوضعها في المراتب الأولى.
* ما يشهده قطاع التأمين المصري من ازدهارٍ جليٍّ وواضح اليوم يجتذب انظار الأقطاب العربية نحو هذه السوق… كيف تقيّمون واقع قطاع التأمين المصري؟
يلقى مجال التأمين في مصر استحساناً وصخباًعلى صعيدي التأمين الصحي والحياة حيث التطوّر والإزدهار، اما على صعيد التأمينات العامة فالقطاع لم يشهد نمواً ملحوظاً. النمو الذي حققه القطاع في الفترة الأخيرة كان ردّة فعلٍ على ما انتجته جائحة كورونا من ارتفاعٍ في الأسعار، انما لم يكن هناك خرقاً فعلياً ولا نمواً طبيعياً في هذا المجال.
ما يحدث في مصر يوحي باقتصادٍ واعد، لاسيما وانّ المنطقة العربية لا تُنذر باقتصاداتٍ مستقبلية مبشّرة مما يصبّ في مصلحة السوق المصري ويستحوذ اهتمام العديد من البلدان العربية والمستثمرين.
هذا الازدهار يتزامن مع قانون تأمين جديد يُطرح ويُناقش اليوم في مصر والذي سيسمح بأكثر من عشرين تأمين إلزامي جديد مما سيرفع نسبة خرق التأمينات في السوق المصري ويُضاعف بالتالي نسبة المقبلين على التأمين.
* هلاّ أوضحتم اكثر موضوع الخرق وارتفاع الاسعار في وقتٍ انّ السوق المصري يضجّ ازدهاراً؟
تحوي مصر على ۱۱٠ مليون نسمة، ٦۰ مليون منهم في مجال التعليم، اي ان هناك ٥۰ مليون منهم خارج التعليم ولديهم القدرة المالية على شراء التأمين. لكن برأيي الشخصي لا يوجد اكثر من ۱٠ مليون شاري تأمين من بين ال ٥٠ مليوناً، هذا بمنأى طبعاً عن التأمينات الاجتماعية والتأمين الصحي العام الملزم بدفعه الموظف من راتبه. اتطرّق اذاً الى هؤلاء ال۱۰ مليون الذين من الممكن ان يتضاعفوا خمس مراتٍ ليصبحوا ٥۰ مليوناً.
تجدر الاشارة الى انّ الأعمال الصغيرة لا تبتاع التأمين كذلك الأفراد ذوي الممتلكات الشخصية، وبالتالي لم يزل بيع التأمين لهؤلاء ضعيفاً، الاّ انّه سيبدأ بالتطور مع وجود التأمينات الصغيرة ومع تطوّر الحالة الاقتصادية بالنسبة للمشاريع الكبرى الناشئة التي تستحوذ اهتمام شركات التأمين. هذا ما سيدفع الشركات الى التوجه نحو البيع بالتجزئة الذي تبنيناه نحن كشركة ايضاً عبر برامج التقارب التي نقدّمها مع المصارف وجهاتٍ أخرى، لإيماننا بما يحمله من مستقبلٍ واعد، فرغم ان العملية تستغرق وقتاً كبيرا،ً الاّ انها تقدّم في المقابل استقراراً اكبر لخلوّها من التقلبات.
* كيف تفسّرون “الهجوم” الذي يشهده سوق التأمين المصري من قبل شركات التأمين العربية ووسطاء التأمين والسعي لإنشاء شركات اعادة تأمين؟
تتّجه شركات التأمين المباشر والوساطة الى سوق التأمين المصري لما يشهده من نموٍ مبهرٍ مقارنةً بباقي الدول العربية، التي امّا اسواقها تُحتضر وامّا نموّها خجول او منعدم كالأردن والعراق وليبيا وغيرها. شركات التأمين العربية اذاً تحتاج لأسواقٍ استراتيجية ومتينة، فشركات التأمين اللبنانية الكثيرة مثلاً والتي يصل عددها الى ستين، لن تقوى على الاستمرار في بلدٍ اقتصاده متدهور وستلجأ بالتالي الى البحث عن اسواقٍ اخرى او الانسحاب.
امّا في ما خص شركة اعادة لتأمين فأنا لا ارى بريق املٍ بإعادة انشائها، كان لتلك الشركة مجدها يوم كانت موجودة الاّ انه وبعد زوالها خفّ وهجها وتضاءلت جاذبيّتها. إنّ مثل هذه الشركات تحتاج لسنواتٍ عدة من العمل لتعيد تقييمها الجيّد، وعامل تواجد شركات اعادة تأمين ضخمة في المنطقة العربية يصعّب العملية اكثر فأكثر.
* ماذا عن وضع الشركة؟
تتوسّع ويليس تاورز واتسون في السوق العربي بشكلٍ كبير، اذ اننا نحوي في محفظتنا على عاملين اساسيين هما رأس المال البشري والمخاطرة المالية مما يجعل منّا علامة فارقة في مجال التأمين. لدينا حصّة مهمة من المستشارين في الموارد البشرية ونحتلّ بذلك المرتبة الأولى في السعودية في هذا المجال. قد لا نكون متواجدين في مجال وساطة التأمين ولكن الهدف موجود.
اعمالنا في منطقة الخليج تشهد اندماجاً مولّداً تغيّراتٍ وتبدلات، اما لناحية مصر فنمّونا يزداد بنسبة ما يقارب الـ ۲٥٪ سنوياً مما يعزّز استقرارنا وحلولنا في المرتبة الأولى في السوق المصري. نتوقّع نمواً اكبر في السوق الأردني والكويتي حيث لدينا استثماراتٍ مصرية.