تمتلئ الحياة بالفرصة الثانية التي يمكن لنا الاستفادة منها واستخراج أفضل ما فيها. وها هي شركة Fidelity United تستفيد حسبما أكّد السيد بلال أدهمي، الرئيس التنفيذي، من السنوات الخمس الأخيرة لاسترجاع ثقة عملائها وشركائها ومكانتها في سوق التأمين الاماراتي، الذي لا يزال يعاني من المنافسة المعتدلة بين شركات التأمين لا سيما في قطاع السيارات، مما يدعو المدراء العامين لمناشدة تدخّل المصرف المركزي الحد من تخفيض الاسعار. العام المنصرم كان ممتازاً للشركة ولعلّ الأعوام القادمة تكون أكثر أمتيازاً وربحيةً وتقدّماً.
* ما كان واقع قطاع التأمين في الامارات بصورة عامة العام الماضي؟
شهد قطاع التأمين خلال هذه الفترة تقدّماً توازياً مع زيادة حجم المحفظة التأمينية. مرّت شركات التأمين بمرحلة صعبة لجهة تأمين السيارات حيث تدنّت الاسعار بشكلٍ جامح، مما دفع المدراء العامين لهذه الشركات الى مناشدة هيئة الرقابة النظر في هذا الموضوع للحد من الخسائر المنتظر تكبّدها. أدّت المنافسة الشديدة الناجمة عن منح الهيئة الصلاحية لشركات التأمين بإعطاء خصم معيّن للعملاء على الأقساط من تدهور قطاع السيارات. غير أنّ وضع هذا القطاع تبدّل اليوم، فانخفضت المنافسة في الاسعار التي عادت الى الارتفاع تدريجياً. يسير القطاع إذاً بوتيرة جيّدة جداً مع تحسّنٍ مستمر واتساع في حجم المحفظة التأمينية. كان للمصرف المركزي الدور الأبرز طبعاً في هذا التحوّل، بعد أن دعاه مدراء شركات التأمين للتدخّل لوقف تلك الحسومات التي سمح هو للشركات بإعطائها للعملاء. بعد التشددّ في المراقبة، اضطرت شركات التأمين الى التقيّد بقوانين المركزي وعادت بالتالي الاسعار الى الارتفاع والسوق الى التحسّن.
* تؤدي المنافسة في قطاع السيارات في سوق الامارات الى خسارة شركات التأمين. لمَ لا يتمّ التحالف والاتفاق لوقف هذه المنافسة الشرسة؟
هناك دائماً الندوات التي تُعقد بين المدراء العامين للشركات لوقف هذه المنافسة، ولكن كل شركة تأمين تتبع سياستها الخاصة. أريد التنويه الى أن تأمين السيارات هو القطاع الأسهل للشركات الهادفة الى توسيع محفظة أعمالها التأمينية، وتلجأ بالتالي الى خفض أسعارها لفترةٍ زمنية محددة مما يقود سوق التأمين الى الانسياق معها في التخفيضات. الخسائر الكبيرة التي تكبّدتها شركات التأمين من شأنها أن تلقّن السوق درساً، وأن تدفع الهيئة الرقابية الى التشدد أكثر فأكثر في تطبيق التعرفة المفروضة من قبلها على الشركات، مما يقلّل بالتالي خسائر هذه الشركات في قطاع السيارات ويزيد من أرباحها.
* محاولات دمجٍ كثيرة بين شركات التأمين فشلت. ما السبب؟
هناك عدة اسباب أدت الى فشل هذه المحاولات. من المفترض أن يأتي الدمج بالقيمة المضافة للشركات المتطلّعة نحو الاندماج، وإن لم تتواجد هذه القيمة المضافة سيكون من الصعب على الاندماج أن يحقق نجاحاً. هناك أهداف معيّنة تقضي بالاستحواذ على محفظة تأمينية محددة أو تكنولوجيا معيّنة أوطاقم عمل يمكن استقطابه. إن لم يتّضح الهدف بشكلٍ جلي فما من الممكن للاندماج أن ينجح لا سيما وأنه يحمل صعوباتٍ كثيرة.
* باتت شركة Fidelity United على خارطة قطاع التأمين الاماراتي بعد ان أعادت بناء الثقة بها. أين أنتم اليوم من التقدّم؟
كان هدفنا منذ البداية الوصول بالشركة الى مكانةً معيّنة داخل الامارات والى اكتساب مستوى ثقةٍ محدد من العملاء والوسطاء. خلال الخمس سنوات الفائتة، استطعنا تعزيز هذه الثقة وإثبات وجود الشركة وتقدّمها. احتفلنا منذ فترةٍ وجيزة بتحقيق ٥٠٠ مليون درهم في المحفظة التأمينية، ونرجّح أن تبلغ الـ٦٥٠ مليوناً مع نهاية العام ٢٠٢٣. لقد اجتزنا شوطاً كبيراً للوصول الى انشاء محفظة تأمينية تساعدنا في اثبات اسم الشركة وكيانها الصلب في السوق الاماراتي. اكتسبنا ثقةً كبيرة عقب قدرتنا على دفع كافة المطالبات، مما أنتج اعتماد الشركاء علينا. تجد الاشارة الى أن سوق التأمين في الامارات واسع جداً ويضم عدداً كبيراً من شركات التأمين مما يعزز المنافسة بينها ويصعّب عملية استقطاب المحافظ التأمينية للشركات حديثة النشأة. باتت الشركة تتمتّع بمحفظة تأمينية ممتازة بالاضافة الى طاقم عملها الكفوء. نتوقّع أن تتّسع محفظتنا أكثر في العام ٢٠٢٤ وأن نحقق الارباح التقنية التي كنا نسعى لتحقيقها، كما نطمح الى بلوغ المليار درهم في العام ٢٠٢٥.