الحرب الحالية تهيئ صناعة التأمين لعاصفة من التعويضات

الطائرات العالقة والسفن المتضررة والمباني التي تعرضت للقصف والديون غير القابلة للاسترداد التي نتجت عن الحرب الروسية – الأوكرانية، كلها جعلت صناعة التأمين العالمية تستعد لارتفاع التعويضات والخوض في نزاعات قانونية طويلة الأمد.

قد تكلّف الحرب الروسية الأوكرانية شركات التأمين مطالبات بمليارات الدولارات، حيث يواجه قطاع التأمين على الطيران وحده أكبر خسارة محتملة في تاريخه بسبب بقاء مئات الطائرات جاثمة على الأرض دون حركة في روسيا.

مع تشديد العقوبات الغربية التي حجبت قطاعي الطيران والفضاء في روسيا عن أسواق التأمين وإعادة التأمين، فإن الأمر الوحيد المتوقع هو أن تتزايد تلك المخاطر.

سعت شركات التأمين إلى الحد من انكشافها للصراع من خلال رفض أي عقود جديدة قد تضعها أمام مزيد من الخسائر الروسية، أو إعادة صياغة البوالص لاستبعاد البلاد من المطالبات المستقبلية، أو المطالبة بأقساط إضافية مرتفعة لتغطية السفن التي تعبر المناطق المائية التي تعدها الآن خطيرة. لكن بالنسبة إلى السفن والطائرات والمباني والسلع المؤمّنة التي علقت في القتال، فقد يكون الضرر قد حدث بالفعل.

من المتوقع أن تتأثر السوق العالمية للتأمين المتخصص، التي تعد «لويدز أوف لندن» مركزها. شهدت الأسهم في شركات التأمين الموجودة في «لويدز»، مثل «لانكاشير» و«بيزلي» – المتخصصتين في المجالات المنكشفة كالحرب والمخاطر السياسية « انخفاضاً حاداً الأسابيع الأخيرة. كما أبلغت مجموعات إعادة التأمين الكبرى، التي تبيع التغطية لشركات التأمين التي تسعى إلى حماية نفسها، عن انخفاضات أقل، مع رفض المديرين التنفيذيين تحديد المبالغ لانكشافهم المتوقع.

تتوقع «لويدز أوف لندن» خسارة إجمالية كبيرة ولكن يمكن التحكم فيها، وفقاً لشخص مطلع على الأمر، الذي قدّر الفاتورة النهائية، بعد دفع مستحقات إعادة التأمين، أنها يمكن أن تكون في نطاق يراوح بين مليار دولار وأربعة مليارات دولار.

قال مصدر كبير آخر في «لويدز»، «من الصعب حقا تثبيت الحد الأعلى لهذا النطاق نظراً إلى وجود كثير من الأمور المختلفة التي يجب أن تتكشف». لكن «لويدز»، التي تلقت ضربة من المطالبات التي تسبب بها كوفيد بمبلغ صاف يزيد على أربع مليارات دولار في ٢٠٢٠، رفضت التعليق على حجم انكشافها الإجمالي لكنها قالت إن روسيا وأوكرانيا تمثلان أقل من ١ في المائة من أقساطها. فيما بقي بنك إنجلترا متفائلاً بشأن تأثير العقوبات على القطاع، لكن الحقيقة هي، كما يقول التنفيذيون في شركات التأمين، إنه من الصعب تقييم الأصول العالقة والمتضررة في منطقة الحرب.

قال فوربس ماكنزي، الرئيس التنفيذي لشركة ماكينزي إنتيليجنس سيرفيسيز في لندن، إن صعوبة التقييمات على الأرض وباستخدام التكنولوجيا مثل الطائرات دون طيار قد أوجدت «شحاً في المعلومات» للصناعة.

صور الطائرات الجاثمة على الأرض والسفن التي تضررت في تبادل لإطلاق النار تعني أن الأضواء قد سلطت على شركات التأمين البحري والجوي، ولا سيما البوالص المعروفة باسم «مخاطر الحرب» أو الغطاء «الطارئ» الذي يحمي المالكين في حالة وقوع ضرر أو استيلاء على أصولهم في حال نشوب صراع.

تحركت شركات التأمين البحري بسرعة للحد من الأضرار المالية، حيث صنّفت لجنة الحرب المشتركة، وهي هيئة دولية، مزيداً من المياه المحيطة بروسيا وأوكرانيا على أنها مناطق ذات مخاطر مرتفعة، ما يعني أنه يتعين على المالك الاتصال بجهة التأمين الخاصة به إذا رغب في دخولها. لكن المطالبات لا تزال متوقعة، مع تضرر بعض السفن بالفعل.