اعربت الدكتورة منى عيتاني الشريك المؤسس وقائدة المحتوى لشركة Shabab Lab عن اهمية تنشئة جيل الشباب على فكرة متطورة لريادة الأعمال ترتكز على مساندة المجتمع واستخدام التكنولوجيا بصيغة تتلاءم مع عالمنا المعاصر، لا سيما وان الشركة تعمل على وضع برامج تدريبية تسعى للابتكار وتغيير العالم.
واكدت الدكتورة منى عيتاني على اهمية دور معرض GITEX في خدمة طموحاتهم التوسعية نحو البلدان العربية بهدف نشر رسالتهم على اوسع نطاق.
* كيف انطلقت Shabab Lab وما هي رسالتها؟
أطلقنا شركتنا ذات الطابع الاجتماعي منذ اربع سنوات تحت اسم رياضة للابتكار الاجتماعي وهي مسجلة في لبنان. تجربتي التعليمية والاكاديمية في مجال الهندسة في الجامعة الاميركية في بيروت كانت الاساس في تبلور الفكرة والمشروع، اذ اكتشفت ان الشباب والطلاب منفصلين عن المشاكل الاجتماعية المُعاشة وغير قادرين على ايجاد الرابط بين هذه المشاكل والتكنولوجيا والهندسة التي قد تشكل اداة حلٍ مهمة. في الوقت عينه، كنت اقوم بأبحاثٍ في ريادة الأعمال اوضحت لي ان كيفية تحضير جيل الشباب في لبنان والوطن العربي ليصبحوا رواد اعمال مبنية في الواقع على مبدأ الربح الوفير. رأيي مختلف تماماً، فأنا ارى انه يمكننا تأسيس الجيل القادم على ثقافة اعمق متصلة باستخدام التكنولوجيا وريادة الاعمال بطريقة هادفة ونافعة لمجتمعهم وتقدم الحلول لمسائل مترسّخة فيه.
بدأنا مسيرتنا في صيف ٢۰۱٧ حيث نظمنا معسكراً للتدريب الصيفي لطلاب المرحلة الثانوية الذي وصل عددهم الى ٣٥ من كلا الجنسين، وعلمناهم طريقة صنع تطبيق هاتف محمول يهدف الى حل مشكلة النفايات البيئية التي كان يعاني منها لبنان في تلك الفترة وطريقة استخدام ريادة العمال لتشكيل منظومة متكاملة للمشروع الذي قاموا به.
جربنا على مر هذه السنوات تدريب الطلاب على برامج مختلفة كإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وتطوير شبكة الانترنت. مع حلول جائحة كورونا انتقلنا لمرحلة العمل عن بعد وكانت فرصة لتحقيق هدفنا الذي بدأنا بتحضيره منذ العام ٢۰۱٨، الذي يقضي بإنشاء منصة الكترونية تنقل كل المعلومات المقدمة اساساً في اللقاءات الحقيقية ولكن هذه المرة افتراضياً. هذه الطريقة تسمح لنا بالوصول الى عدد اكبر من المستفيدين وبالتوسع في العالم العربي لا سيما وان منتجاتنا وبرامجنا غير مخصصة للبنان انما لجميع الدول. نعمل على تحقيق التنمية المستدامة من خلال التكنولوجيا وريادة الاعمال.
* ماذا عن منتجاتكم؟
Shabablab.com هي منصة للتعلم الالكتروني حيث يمكن للتلميذ التعلم بمجرد التسجيل والحصول على اسم مستخدم وكلمة سر واختيار البرنامج المتبع من المدرسة المنتسب اليها ويمكنه التعلم عن تطبيقات الهاتف المحمول وادوات التكنولوجيا وتطوير شبكة الانترنت والتفكيرالتصميمي وريادة الأعمال وكيفية وضع نموذج عمل مستدام لتنفيذ مشروع يقدّمه على المنصة. عند الانتهاء من المشاريع يكون هناك مسابقة يديرها خبراء في مجال التكنولوجيا والأعمال يقيمون هذه المشاريع ويعلنون الرابحين الذين اما يحصلون على مبالغ مادية او برامج لتطوير الذات او تمويل. لكن الربح الأكبر يكمن في تحسين السيرة الذاتية لهؤلاء الشباب وتهيئتهم لأعمال القرن الواحد والعشرين والتي تتطلب الكثير من الابداع والابتكار والحس المجتمعي والقدرة على استخدام التكنولوجيا بما يتماشى مع عصرهم.
نعمد الى تطوير مفهوم ريادة الأعمال لدى الشباب في عمر مبكر اي منذ المرحلة الثانوية تقريباً مما يؤهلهم لأن يكونوا من صانعي التغيير.
نبني اذاً موجة حديثة من رواد الاعمال المستقبليين الذين يحتاج اليهم المجتمع.
* في اي دول اطلقتم هذه البرامج ؟
انطلقنا من لبنان ولا يزال هو الركيزة، ولكننا نتوسع اليوم باتجاه الامارات، قطر، السعودية والأردن حيث نقوم بمحادثات مع مدارس ومنظمات عدة قد تدعمنا لايصال رسالتنا الاجتماعية الهادفة الى تمكين الشباب من معاصرة متطلبات حاضرهم لا سيما وان المناهج التعليمية وان كانت حديثة الا انها لا تتماشى مع عصرنا. لذلك نحن نضع خططاً توسعية ساعين للانتشار ووجودنا في GITEX في دبي دليل على ذلك. نريد ان نترك اثراً في جيل الشباب ونقل مهمتنا الى اكبر عدد ممكن منهم.
* ماذا عن مشاركتكم في GITEX وما هي توقعاتكم المستقبلية؟
Shabab Lab هي الشركة الناشئة اللبنانية الوحيدة المشاركة في هذا المعرض لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان في هذه الفترة. حصلنا على تمويل صغير فقررنا استخدامه للمشاركة في المعرض انطلاقاً من اهمية توسعنا خارج لبنان ونقل برامجنا الى ما هو ابعد من حدود الوطن. نطمح الى تعاون مع منظمات تهتم بهذه المنتجات خصوصاً وانها تأتي استكمالاً لعملهم الهادف الى تنشئة رواد اعمال كفوء، اذ اننا نهيّئ الشباب الثانويين من حيث الابتكار وتوضيح فكرة ريادة الأعمال، والمنظمات تُكمل المسيرة.
لدينا تعاون مرتقب مع ممولين محتملين، فهذه الفكرة لا يمكنها التوسع في الدول العربية من دون دعم وهذا هو هدفنا في الوقت الحاضر.