عندما ننثر بذورنا في حقولٍ فتثمر نجاحاً، نطوق بعدها لتجربة الزرع في حقولٍ أخرى. هذا هو الطابع الذي اتسمت به مجموعة قطر للتأمين من خلال استثماراتها في عدة دول، بما فيها سلطنة عمان، التي يعتبرها الفاضل حسن اللواتي، المحتـرم الرئيس التنفيذي للشركة العمانية القطرية للتأمين ش.م.ع.ع، ذات مقوّماتٍ مشجّعة للنمو، والاستحواذ، والاندماج الذي قامت به شركتين مساهمتين والذي يُعد الحـدث الأول من نوعه في السلطنة، محققاً نتائج إيجابية. طموحات الشركة لا تقف عند عتبة الربحية فحسـب رغم أنها صُنّفت الأولى في هذا المجال، بل تمتدّ أيضـاً لتعزيز طاقم العمل وتمكينه عبر إبراز طاقاته، وتطوير مؤهلاته، ومهاراته.
* قمتم بإجراء عملية استحواذ على شركة الرؤية للتأمين ش.م.ع.ع وقد تكون الأولى من نوعها في سلطنة عمان. هل ترون أن هذه التجربة لاقت نجاحاً؟ وهل تبحثون في عملية استحواذ أو اندماجٍ أخرى في المستقبل؟
هذه ليست أول عمليات الاندماج في السلطنة، ولكنهـا تُعد أول عملية بين شركتين مساهمتين. سبـق أن شهـدنا تجربة عملـية استحواذ بين شركتي التأمين فـالكون والعربية للتأمين في سوق التأمين العمـاني، وإنما الأمر مختلف تمامًا، واتسـم بتحدياته الخاصة، والفريـدة. مررنا بعام من الاندماج الفعلي الذي بدأ قانونياً في شهر شباط/فبراير ٢٠٢٢ وعملياً في شهر آذار/مارس من العام نفسه. بعد مرور نحـو سنة على عمليـة الاندماج، أعتبر أن العملية لاقت نجاحاً وحققت معظم مراميها المرسـومـة. لا يزال هناك مجمـوعة من الأهداف المستقبليـة للسنتين القادمتين، إلا أن الانطباع الأوّلي بدا ايجابياً، وذلك بعد تحقيـقنا لقفـزة نوعية بين الربع الثاني والربـع الثالث من عام ٢٠٢٣.
عملية الاستحواذ والاندماج قد تتـكرر على مستوى مجموعة قطر، حيث طُرِحت هـذه الفكرة مراراً لا سيما وأن توجّهها الحالي يستهدف الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط والخليج، وتجنّب الاستثمار خارج نطاق هـذه المنطقة نظراً لتغيّـر الأوضاع الاقتصـاديّـة. تُعتبر تجربة المجموعة في سلطنـة عمان ناجحة، منذ تأسيسها في عام ٢٠٠٤ والتي توسعت بعد ذلك لنطاقٍ أوسع لتصبح شركة مساهمة عامة مدمجة اليوم مع شركة مساهمة أخرى.
لا يزال لدى المجموعة آفاق للتوسّع، لا سيّما وأن السوق العماني يتمتّع بمقوّماتٍ إيجـابيّـة تشجّـع علـى الاستثمار في المستقبل خلال السنوات الثلاث القادمة. إثر تحقيق جميـع تلك التجارب الناجحة والتنبؤات الإيجابية للمجموعة لنتائج العام ٢٠٢٣، فإننـا لا نستبعد تعزيز هذا النوع من المشاريع في المستقبل. الفكرة مطروحة على الطاولة، وتنتظر الوقت المناسب لتنفيذها.
* أنتـم تنتمون إلى مجموعة إقليمية قـد دخلت في استثمارات في سوق سلطنة عمان في الاطار التأميني، ما هـي القيمة المضافة التي قدّمتموها لسوق التأمين العماني؟
من بين أبرز ما قدّمناه هو ضخّ رأس مالٍ إضافـي ممّـا يمنحنا الإمكانية من التحرّك بشكلٍ أوسع وأفضـل، ومن بين الجهود التي قمنا بهـا ومـا نعتـزم الإستمـرار فيهـا هو استثماراتنـا في مجال تكنولوجيا المعلومات وتحديداً في مجـال الذكاء الاصطناعي. قمنـا مـؤخـراً بتطويـر تقنيّـات جـديـدة في قطاع التأمين الصحي، حيث قُدِّمت تقنية فريدة غير متاحة في السوق العماني كنا قد طبّقناها في عام ٢٠١٩ في السوق القطري، وذلك في إحدى أكبر شركات التأمين الصحي في قطر والمنطقة، وقد قمنـا بتحسين وتطوير هذا التطبيق في عام ٢٠٢١. تقنية الذكاء الاصطناعي لامست التمييز بين وصفة الطبيب ونوع المرض والأدوية المناسبة له. كما أن الربع الأول من العام الحالي سيحمل تجربةً أخرى جديـدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث سيُدْمج هذا التقدم التكنولوجي في العمليات التأمينية.
يتحدّث بعض خبراء التأمين عن تبنّي تقنية الذكاء الاصطناعي لاكتتاب الوثائق الذي لا زال هذا التوجه بعيداً في المستقبل القريب بالنسبـة لخططنا، إلا أننّـا نمتلك البرنامج الاكتتابي الخاص القائم على هذا الذكاء. نحن نعمل حالياً على تعزيز استخدام هذا الذكاء فيما يتعلق بأتمتة وتسريـع معالجـة المطالبات.
* الى أي مدى ساهمتم في إدخال التأمينات غير التقليدية، مثـل التأمين على الاحتباس الحراري، والكوارث الطبيعية، والتأمين السيبراني، في سلطنة عمان؟
سابقًا، كنا نتحفّظ في اصدار وثائق التأمين السيبراني نظرًا لاعتبارنا أن الشركة لم تصل بعد الى مستـوى قدرتها على تحمّل مثل هذه الأخطار والأضرار.
ولكن بعد عملية الاندماج قمنا بإصدار عدة وثائق في القطاع المالي والمصرفـي على نطـاق واسع، مع الحفاظ على نسب تحفّظ مقبولة فيما يتعلق برأس المال والخبرة، ونتيجة لذلك استطعنا ايجاد حلول، مما شجّع معيد التأمين العالمي على التحالف معنا.
* ما هي خططتكم للعام ٢٠٢٤؟
رسمنا خطة مستقبلية ممتدة حتى عام ٢٠٢٦ نطمح فيها إلى أهدافٍ متعددة ولكن أهمها المحافظة على مركزنا كثالث أهم شركة تأمين على مستوى المبيعات والأولى على مستوى الربحية.
هناك أربعة طموحات نسعى لتحقيقها في العام الجاري وهي: “تمكين الموظفيـن”، حيث نسعى لتطوير مؤهلات طاقم العمل وإبراز طاقاته، وأن نصبح شركة تأمين قائمة على التكنولوجيا حيث لدينا ٢٠ مشروعاً في تقنيات المعلومات التي تم الاتفاق عليها لغاية العام ٢٠٢٦، أن نكون الشريك المثالي للاستثمار التأميني مع الأطراف التأمينية التقليدية وغير التقليدية، وأيضـاً نعمل علـى تعزيز نشاطاتنا فيما يتعلق بمسؤوليتنا الاجتماعية.