الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة كالروبوتات هي الشغل الشاغل للمجتمعات العالمية.
انها لم تعد حبيسة الأبحاث والأوراق بل دخلت عالم الواقع والتطبيق. يؤكد السيد زياد شلالا، مؤسس وشريك إداري في شركة Spexal، ان قطاع المعلوماتية ينمو بأطراد وأصبح أحد الأركان الأساسية لبناء مستقبل واعد يساهم في إزدهار جميع القطاعات، ينعش إقتصاد العالم ويشكل مرتكزاً مهماً لزيادة فعالية أي مؤسسة.
يشرح السيد شلالا ان Spexal، الأولى من نوعها محلياً، تكوّن كياناً مميزاً في عالم الروبوتات عالمياً. نجحت في تحويل لبنان من مستخدم للتكنولوجيا الى منتج ومصدّر لها وتتمسك بالشباب اللبناني لخلق فرص عمل جديدة لهم والمساهمة في نهضة لبنان اقتصادياً.
تصب الشركة تركيزها على التوسع في الخارج والإستثمار بأمان وبصورة مستمرة محاولةً الإرتقاء للأعلى والأفضل دائماً.
* كيف تلخصون واقع قطاع المعلوماتية؟
التطور السريع لهذا القطاع جعله أحد الأركان الأساسية لبناء مستقبل واعد ومتقدم يساهم في ازدهار جميع القطاعات، ينعش إقتصاد العالم ويشكل مرتكزاً مهماً لزيادة فعالية أي مؤسسة.
ينمو قطاع التكنولوجيا والمعلوماتية بأطراد، وتولي الدول أهمية كبرى لهذا القطاع سعياً للتحول نحو الاقتصاد الإلكتروني وتعزيز المعرفة الرقمية. أما محلياً تطغى الصعوبات التي يواجهها لبنان على التقدم التكنولوجي مما يساهم في هجرة الأدمغة، وتوجه الشباب الى الخارج لاسيما ان العاملين والمتخصصين في هذا القطاع هم من ذوي المواهب والكفاءات العالية.
كان هدفنا الأساسي التحول من مستخدمين للتكنولوجيا الى منتجين ومصدّرين لها ونجحنا في Spexal بتحقيق ذلك. اليوم نهدف لزيادة نسبة التصدير ووضع لبنان على الخارطة العالمية في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي والتمسك بالمواهب اللبنانية وبالتالي تأمين فرص عمل لهم.
* إزدادت المصاعب والتحديات وسط الأزمات المتتالية في لبنان
كيف أثر ذلك على اعمالكم خلال عام ٢٠٢٣؟
لابد للمشاكل والعقبات التي يمر بها لبنان ان تبرز معالمها وآثارها على القطاع، لكننا لم نعتمد يوماً على دعم من الدولة. تأقلمنا سريعاً مع الظروف لأننا نتمتع ببنية تحتية متينة وكيان صلب سمح لنا بتأمين طاقة بديلة والاستمرار بأعمالنا على النمط نفسه.
Spexal تعمل وفق مبادئ ومعايير واضحة جداً لضمان راحة ونجاح عملائها من جهة وفريق عملها من جهة اخرى.
نصب تركيزنا على توسيع وتدريب فريقنا وزيادة إنتشارنا في الخارج للمحافظة على أفكار ومكانة الشركة والإستثمار بأمان وبصورة مستمرة محاولين جاهدين الإرتقاء للأعلى والأفضل دائماً.
* هل دخلت تكنولوجيا الروبوتات الى السوق العربية؟
نواصل العمل على مجموعة إستثمارات تهدف لإبراز تكنولوجيا الروبوتات في الأسواق العربية والعالمية لان عالم الروبوتات واسع ويتخطى ما يحكى عنه في وسائل الإعلام. يظن البعض اننا نتكلم عن ألعاب آلية وشخصيات متحركة او إنسان آلي لكن الواقع مختلف. الروبوت هو آلة ميكانيكية تستطيع العمل بكافة أعمال البرمجة سواء عن طريق تحكم الإنسان بها او عن طريق تحكم البرامج الحاسوبية بها، وبرزت أهميته بكونه يساهم في زيادة الانتاج بجودة عالية ويوفر الكثير من الجهد والوقت على الانسان ويؤمن حماية البشر من الأعمال الخطيرة ومساندتهم وتقليل من تكاليف الشركات الصناعية.
دخول تكنولوجيا الروبوتات إلى الأسواق هو أمر محتم وخطوة ضرورية تعتمدها مختلف دول العالم لأنها أساسية وفعّالة. في الإمارات على سبيل المثال، من المتوقع أن يصل حجم سوق الروبوتات إلى ما يوازي مئة مليون دولار أميركي، وفي السعودية، من المتوقع أن ينمو السوق بمعدل سنوي ثابت يبلغ ١٪ حتى عام ٢٠٢٨، بالإضافة إلى ذلك، تهدف دبي إلى زيادة مساهمة قطاع الروبوتات في الناتج المحلي الإجمالي إلى حوالي ٩٪ قبل عام ٢٠٣٢.
عالم الروبوتات يساهم في ازدهار قطاع الاقتصاد. الحكومات العربية تتبنى إستراتيجيات تسعى الى تنويع اقتصادها والاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي في قطاعات مختلفة بينها الصحة والتعليم والصناعة والقطاع المالي ايضاً.
انها تدعم الشركات التي تصنع الروبوتات الصناعية لاسيما انها لاعب أساسي لإزدهار اقتصادها.
* حقق إبتكار الروبوتات تقدماً في القطاع الطبي ونجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في اجراء اول عملية زراعة كبد كاملة بإستخدام الروبوت.
-هل من الممكن ان يحل مكان الأطباء؟
ساهم قطاع التكنولوجيا بشكل عام في تبسيط المهام على الجسم الطبي لاسيما ان تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تشخيص صور الاشعة قدم جودة عالية وحرفية. اليوم تتجه الانظار نحو استخدام الروبوت في مساندة الطبيب في اجراء العمليات الجراحية. انه وسيلة لمساعدته على انجاز عمله بدقة وتطور وقد حسّنت هذه الأجهزة من أداء المهام الطبي وأثبتت فائدتها في الجراحة، خاصة من حيث الثبات واستئصال الانسجة بكل دقة. الروبوتات لا تهدف لتحل مكان طبيبٍ مختصٍ وصاحب خبرة بل على العكس، تساعده على تطوير قدراته وتنفيذ مهامه على اكمل وجه.
* هل تشاركون في ورش عمل او حلقات حوارية؟
اشجع التكنولوجيا في التربية واشارك في ورش العمل بإستمرار كما واعطي محاضرات في الجامعات إيماناً مني بأهمية توعية الجيل الصاعد حول عالم التكنولوجيا وتقنياته إضافةً لتطور الذكاء الاصطناعي ودور الروبوتات في تسهيل مسار حياتنا.
كما وأبرمت شركة Spexal اتفاقيات تعاون مع بعض الجامعات، تتيح من خلالها الفرص للطلاب لتنفيذ مجموعة من مشاريعها بإشراف أساتذتهم وبالتالي تطور الشق العملي بالتوازن مع الشق النظري والتعليمي وتخلق مجالات وآفاق واسعة يواكب الجيل الصاعد من خلالها تطورات العالم الرقمي دعماً لإقتصاد المعرفة المبني على الإنتاج الفكري والكفاءات.
* ماذا عن مشاركتكم في المعارض؟
نسعى بإستمرار للمشاركة في أبرز وأهم المعارض المتعلقة في عالم الروبوتات والتكنولوجيا.
آخرها كان BIBAN – بيبان٢٠٢٣ في السعودية ومن المقرر ان نشارك في عدة معارض أخرى في أوروبا.
* كيف تلخصون مسار شركتكم SPEXAL؟ جغرافيتها وأعمالها؟
أبصرت Spexal النور عام ٢٠١٦ في لبنان. تمكنت من تحقيق التقدم، الازدهار والربحية بالرغم من التحديات والأزمات المتلاحقة ومع المثابرة والعمل الدؤوب توسعنا نحو الخارج.
معظم زبائننا في أوروبا وبعضهم في أميركا فيما زاد عملنا في ألمانيا بوتيرة سريعة لذلك قررت الشركة ان تفتح مكتباً جديداً لها في أوروبا يضم فريقاً كفوءاً، صاحب خبرة، يصب اهتمامه على خلق هوية رائدة وتقديم خدمات تلبي طلبات الشركات بإحتراف وتطور وتساهم في استكمال استراتيجية التوسع والإنتشار.
اننا نكوّن كياناً مميزاً في عالم الروبوتات سواء محلياً او عالمياً. خدماتنا هي الأولى من نوعها في لبنان، نحقق نتائج رائعة وأرباحاً جيدة ومعاملة ممتازة ترضي العملاء من كل انحاء العالم وتعزز ثقتهم بنا.
* تم تكريمكم خلال حفل العشاء السنوي لجمعية المعلوماتية المهنية في لبنان PCA لأنكم تساهمون في وضع لبنان على خارطة المعلوماتية في الدول العربية والعالمية
– ما مدى أهمية هذا التكريم؟
نقدر جهود الـ PCA لأنها تحاول ان تضم أكبر عدد من شركات الـ Hardwares والـ softwares وجميع الشركات المرموقة والمعروفة في قطاع التكنولوجيا والمعلوماتية. تفتح لهم آفاقاً كبيرةً وإمكانية المشاركة في اهم المعارض.
جاء تكريمها لشركتنا ليسلط الضوء على وجود شركة تصنع الروبوتات في لبنان وتصدرها للخارج.
العالم يتطور بشكل متسارع جداً ونحن نملك المقومات المطلوبة للمنافسة في الخارج. نؤمن ان Spexal تصنع مكانة مهمة ومتينة لها وللشباب اللبناني ونشكر الـ PCA لانها تقدر أنجازاتنا.
* ما هي مشاريعكم المستقبلية لعام ٢٠٢٤ ؟
خلال عام ٢٠٢٣ حققت الشركة نمواً ملحوظاً وأرقاماً قياسيةً ونحن ماضون بالسياسة المتبعة.
نتطلع للتوسع بفرعنا الجديد في اوروبا وإستكمال النمو الملحوظ في منتوجاتنا. ندرس إمكانية خلق خدمات ومنتوجات خاصة وحصرية للشركة قادرة على المنافسة عالمياً بجودة ممتازة.
في الختام اشدد على ان قطاع التكنولوجيا واعد، حتى في لبنان ومهما واجه من صعوبات.
أثق بضرورة سد الفجوة بين الشق الأكاديمي والشق التطبيقي في قطاع التكنولوجيا والمعلوماتية وتوجيه الطالب لإكتساب المهارات المطلوبة حتى يصبح جاهزاً للإنخراط في سوق العمل.
التقدم التكنولوجي سيستمر دون توقف وعلينا مواكبته فهو وسيلة تسهل علينا حياتنا والعالم يتطور وعلى الجيل الجديد ان يطور قدراته وينال التوعية المطلوبة للإستفادة من حسنات هذا القطاع.
Comments are closed.