أصدرت منظّمة الشفافيّة الدوليّة (Transparency International)، وهي منظّمة غير حكوميّة تعنى بمكافحة الفساد نسختها الجديدة من، «مؤشّر مدركات الفساد» عن إحصاءات العام ٢٠٢١. إنَّ المؤشّر المذكور، والذي يقوم بتقييم ١٨٠ دولةً وإقليماً حول العالم على صعيد مستوى الفساد المدرك في القطاع العام، يستند إلى مقياس نتائج يتراوح بين صفر (فاسد جدّاً) ومئة (شفّاف جدّا) بالرجوع إلى ١٣ مصدراً متعدّداً للمعلومات من ١٢ مؤسّسة مختلفة لتحديد معدّل إدراك الفساد في كلّ دولة خلال العامين الماضيين. تشير أبرز نتائج التقرير إلى أنَّ الأغلبيّة الساحقة من الدول قد سجّلت تحسُّنا طفيفاً أو عدم تحسُّن على الإطلاق في مساعيها للحدّ من الفساد السياسي مضيفةً بأنّ بعض الدول قد إستخدمت وباء كورونا كذريعة لقمع الحريّات. في هذا الإطار، كشفت نتائج مؤشّر مدركات الفساد للعام ٢٠٢١ أنّ أكثر من ثلثي الدول والأقاليم التي شملتْها الدراسة قد سجّلت نتيجةً أدنى من ٥٠ مع متوسّط نتيجة في المؤشّر بلغ ٤٣. بالإضافة، كانت منطقة غربي أوروبا صاحبة الأداء الأفضل (متوسّط نتيجة: ٦٦)، فيما كانت منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (متوسّط نتيجة: ٣٣) صاحبة الأداء الأسوأ. وأشار التقرير أيضاً إلى أنّه منذ العام ٢٠١٧، حقّقت دول عديدة كأرمينيا، كوريا الجنوبيّة وأنغولا تحسُّنا ملحوظا في نتائج مؤشّر مدركات الفساد، فيما سجّلت دول أخرى ككندا، الهندوراس، ونيكاراغوا تراجعاً ملموساً.
بالأرقام، تربّعت كلٍّ من الدنمارك ونيوزيلندا وفنلندا على عرش قائمة الدول على صعيد مؤشّر مدركات الفساد للعام ٢٠٢١ بنتيجة ٨٨، تبعتها كلّ من سنغافورة والسويد في المرتبة الرابعة (نتيجة: ٨٥)
أمّا فيما يتعلّق في المنطقة العربيّة، فقد تصدّرت الإمارات العربيّة المتّحدة لائحة الدول الأقلّ فساداً في العام ٢٠٢١ بين نظرائها الإقليميّين، محقّقةً نتيجة ٦٩ ومحتلّة المركز ال ٢٤ في العالم. وقد جاءت قطر في المرتبة الثانية في المنطقة وفي المركز ٣١ على صعيد عالميّ (النتيجة: ٦٣)، تبعتها المملكة العربيّة السعوديّة (النتيجة: ٥٣؛ المركز العالمي: ٥٦) سلطنة عمان (النتيجة: ٥٢؛ المركز العالمي: ٥٢)، والأردن (النتيجة: ٤٩؛ المركز العالمي: ٥٨). في المقابل، كانت الدول العربيّة التي مزّقتها الحروب وضربها الإرهاب كليبيا (النتيجة: ١٧؛ المركز العالمي: ١٦٤)، اليمن (النتيجة: ١٦؛ المركز العالمي: ١٧٤)، سوريا (النتيجة: ١٣؛ المركز العالمي: ١٧٨) والصومال (النتيجة: ١٣ المركز العالمي: ١٧٨) صاحبة الأداء الأجواء إقليمياًً وقد ذكر التقرير أنّ دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعاني لتحقيق نتائج ملموسة في مكافحة الفساد.
على الصعيد المحلّي، جاء لبنان في المرتبة ١٥٤ في العالم في مؤشّر مدركات الفساد للعام ٢٠٢١، متراجعاً بـ ٦ مراتب عن المركز ١٤٩ الذي كان قد شغله في العام ٢٠٢٠ مع تدهور نتيجته في المؤشّر المذكور من ٢٥ إلى ٢٤ وهي النتيجة الأدنى له منذ تأسيس المؤشّر في العام ٢٠٠١. هذه النتيجة وضعت لبنان في المركز الـ١٤ إقليمياً مسبوقاً من موريتانيا (النتيجة: ٢٨؛ المركز العالمي: ١٢٨) ومتبوعاً من العراق (النتيجة: ٢٣؛ المركز العالمي:١٦٤).