يتحدث السيد زهير العطعوط الرئيس التنفيذي لشركة Apex لوساطة إعادة التأمين عن واقع القطاع التأميني بعد سنتين من الصمت المرعب الذي طال العالم أجمع وعودة حركة المؤتمرات حضورياً رغم نجاحها إفتراضياً الا ان التحديّات التي تسببت بها الثورة التكنولوجية دفعت بشركات التأمين لتكثيف مشاركتها في اللقاءات الشخصية بهدف تبادل الخبرات والنصائح لتأمين الحماية الإلكترونية الشاملة لكل المنتسبين لديها.
ويلخص السيد زهير العطعوط رأيه حول إرتفاع معدل التضخم بأنه ظرف عالمي مؤقت ليس بجديد لكنه يتسبب بضرر كبير على شركات التأمين.
* هل تَعتبر عودة النشاط الكثيف للمؤتمرات بعد فترة طويلة من الجمود خطوة إيجابية او ردة فعل عشوائية؟
في قطاع التأمين، تشكل اللقاءات الحضورية عنصراً أساسياً لتعاونٍ سليمٍ، لكن مع عودة النشاط المهني كثرت المؤتمرات وتعددت، كردة فعل بعد توقف الحياة حول العالم لأكثر من عامين لكن نتمنى على المنظمين تنسيق مواعيد المؤتمرات بشكلٍ لا يرهق المشاركين ويتيح لهم حضورها.
* رغم كثرة المؤتمرات، جمعيها تناقش تحديَات الفترة الراهنة، كيف تختصرها لنا؟
أهم موضوع مطروح على الطاولة هو طريقة دمج التكنولوجيا بشركات التأمين وإعادة التأمين ومعظم المؤسسات عريقة في الأسواق لكنها تواجه لأول مرة ظرف جائحة شلّت العمل وفرضت ان يتم تحويله إلكترونياً، وبالتالي علينا تأمين الحماية الإلكترونية الشاملة له. من هنا تكمن التحديّات، ما قوة هذا التغيير؟ كيف ستتقبله الدول الأفريقية عامة والعالم العربي خاصةً؟
بالإضافة أيضاً للمصاعب السياسية في المنطقة العربية التي لن تنتهي في المنظور القريب ما يعكس علينا كسوق تأميني، مشاكل مالية وإقتصادية. هذا إن لم نتطرق لموضوع التضخم ومدى تأثيره إذ يمر الاقتصاد العالمي بتحولات نموذجية قد يكون لها آثار عميقة وطويلة الأجل.
* من المتوقع ان تبلغ معدلات التضخم أعلى مستوياتها منذ عقود، هل من تأثير رئيسي بدأ بالظهور؟
للأسف نحن من المتضررين ككل الشركات وسط هذه الأزمة، فمصاريف شركة Apex. إرتفعت ٣٧٪ نتيجة التضخم، لكننا مدركين ان ما نواجهه هو أمر مؤقت ومشكلة عالمية تطال الجميع وستزول لو بعد حين اذ مرّ علينا، آزمات إقليمية مماثلة وكثيرة لكن البشر أصحاب ذاكرة ضعيفة.
* هل تعتبرون ان التغيّر المناخي والكوارث الطبيعية تلعب دوراَ إضافياَ في تفاقم الأزمات التي يواجهها القطاع التأميني؟
طبعاً! انها تزداد بإستمرار، وتنال حصة كبيرة من إهتمام أكبر شركات التأمين وإعادة التأمين ولأكون صريحاً فإن الآتي أعظم مع خطورة الفيضانات وتأثيرها على القطاع الزراعي لذا يتوجب على كل الأطراف المعنية التحرك وإلا فلا حلول.
* هل المقصود في كلامكم ان هذه التغيرات والكوارث تفوق قدرات شركات إعادة التأمين على تحملها؟
المقصود في كلامي انها تحتاج دراسة من قبل كل الأطراف وإستعداد الجميع للتعاون، لانها تفوق قدرات دول المنطقة حتى! إذ انها تفرض علينا لائحة أسعار جديدة ودراسة معمقة لمناقشتها في المؤتمرات بهدف تبادل الخبرات وتقديم النصائح حولها.
*ذكرتم في سياق الحديث ان التضخم زاد من مصاريف شركتكم لكن لم تأتوا على ذكر إرتفاع أسعار التأمين بعكس ما تم مناقشته في مؤتمر Rendez-Vous de Monte Carlo لماذا؟
هذا ببساطة لا ينطبق على المنطقة العربية وإحتياجاتها. أذكر على سبيل المثال خدمات التأمين الصحي والتأمين ضد النكبات والكوارث، حيث تستمر الأسعار على حالها.
* مشاكل المنطقة العربية كثيرة، لكن في لبنان تحديداً الأزمات الكبرى تعصف به ورغم ما خلفته من تداعيات على الشركات إفتتحتم مكتباً في بيروت، لماذا؟
نعتز باللبنانيين وبالتعاون معهم لأن الشعب اللبناني الشقيق كفوء ويملك مواهب وقدرات عالية تفوق أحياناً قدرات بعض الشعوب العربية والتعامل معه يشكل مكسباً لنا، ناهيكم عن الأدمغة التي ترفض الهجرة والمتمسكة بالعمل ببلدها. إفتتحنا مكتباً وشكلنا فريقاً ينجز أعماله من لبنان بشكلٍ يأتي بالإفادة لنا ولهم.