اختارت شركة أبوظبي الوطنية للتأمين الصحي (ضمان) الدكتور عماد محمد من بين كثير من أطباء تقويم الأسنان خبيراً واستشارياً للحالات التقويمية ومشاكل الفكين التي تحتاج إلى رأي ثانٍ، في عام ٢٠٠٨، وعيّن قبل ذلك رئيساً لقسم تقويم الأسنان والفكين في «مركز المفرق» لطب وجراحة الأسنان.
ودرس عماد محمد طب الأسنان في جامعة «كلوج نابوكا» (UMF) برومانيا، وأسهم منذ قدومه للإمارات في إجراء أكثر من ٥ آلاف حالة تقويم للأسنان والفكين، منها حالات نادرة، وأطلق بادرة أولى من نوعها في الدولة في بدايات انتشار «كورونا»، وهي «مركبة متحركة لتقديم خدمات الأسنان في المنازل لأصحاب الهمم والمسنّين» لعلاج المواطنين والمقيمين في أبوظبي مجاناً، إلى جانب حرصه على تدريب كثير من الأطباء في تقويم الأسنان والفكّين.
يتحدث د. عماد واني، استشاري طب الأسنان، عن رحلته الطبية منذ قدومه إلى الدولة قائلاً: «الإمارات ملتقى وداعم رئيسي للأطباء من جميع أنحاء العالم في كل التخصصات، ويتجلى ذلك في حرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على تسخير كل الإمكانات لدعم الخدمات الصحية بكل أنواعها الوقائية والتشخيصية والعلاجية، حتى لا يضطر أي مواطن للسفر إلى الخارج بحثاً عن العلاج. ونجحت جهود القيادة الرشيدة في بناء شبكة متطورة من المستشفيات الحديثة، والمراكز الصحية النموذجية التي تقدم خدمات صحية تشخيصية وعلاجية ووقائية، وفق معايير عالمية».
يتذكر د. عماد واني أنه في الماضي كان مرضى تقويم الأسنان يعانون للحصول على المواعيد، لقلة عدد الأطباء والمراكز المتخصصة، إذ كانت قائمة انتظار المرضى في مستشفى المفرق تصل إلى ١٠٠٠ مريض، وتمتد لعامين وثلاثة أعوام، لأن الجراحات كانت تجرى بأسعار رمزية للمقيمين مع اختيار الحالات الطارئة. ويقول: «بفضل دعم القيادة الرشيدة والجهات المختصة للأطباء والمستثمرين في إنشاء المستشفيات والمراكز المتخصصة، وإطلاق نظام التأمين الصحي، تغير الوضع تماماً، ولم نعد نشاهد قوائم الانتظار وتحققت نجاحات يشهد لها العالم في كل المجالات».
عن بداية مسيرته، يقول د. عماد واني: «حصلت على شهادة طب الأسنان عام ١٩٨٩ وعلى تخصص تقويم الأسنان والفكّين عام ١٩٩٢ من جامعة «UMF» برومانيا. وحصلت على الدكتوراه في طب الأسنان من جامعة «تيميشوارا» (UPT) برومانيا عام ١٩٩٥. وعيّنت في دائرة الصحة الرومانية، حيث عملت لبضعة أعوام. وبعد رؤية الازدهار والتقدم في الإمارات، لدعمها للأطباء، قررت اختيارها للعيش والعمل فيها، للانفتاح والتقدم اللذين تشهدهما الدولة في الطب، واحتضانها العلماء والأطباء، وتقديم التسهيلات لاستقطابهم من كل أنحاء العالم، للمشاركة في مسيرة بناء الدولة في المجال الطبي بشكل عام، فضلاً عن طبيعة شعب الإمارات الذي يتميز باحترام الجميع».
ويضيف: «عند قدومي إلى الإمارات عُيّنت استشارياً ورئيس قسم تقويم الأسنان والفكّين في مركز طب الأسنان بالمفرق في أبوظبي. وخلال وجودي في الإمارات، أجريت أكثر من ٥ آلاف حالة لتقويم الأسنان والفكّين. وخلال عملي رئيس قسم تقويم الأسنان في المفرق لمدة ٦ سنوات، تعاملت أكثر من ١٥٠٠ حالة، لتدخل تقويم الأسنان والفكين، والحالات الأخرى التي تتطلب تدخلاً جراحياً مختلفاً، وعلاج الكثير من الحالات النادرة لتشوّه الفكين والأسنان التي تتطلب تدخلاً جراحياً، بالتعاون مع مدينة الشيخ خليفة الطبية».
ويتابع: «بعدها اتجهت للعمل في القطاع الطبي الخاص، بإنشاء مركز «شادي الدولي لطب وتقويم الأسنان»، فضلاً عن عملي استشارياً لحالات تقويم الأسنان لدى «شركة أبوظبي الوطنية للتأمين الصحي» منذ عام ٢٠٠٨.
وأنشأت أول مركز شامل لطب الأسنان في أبوظبي، بتشجيع من دائرة الصحة، لتقديم خدمات طبية نوعية تواكب التطور المستمر. وأصبح عدد المراكز التي أنشأتها وأديرها ٦، على أعلى مستوى من الرعاية، وهي تشمل مختلف المناطق في إمارة أبوظبي، ومنها مدينة زايد في منطقة الظفرة وضواحي أبوظبي، ومركز متخصص لطب أسنان الأطفال فقط، جميعها تستخدم تقنيات وأدوات حديثة ومتطورة. وفي بدايات كورونا أطلقت بادرة «خدمات أسنان منزلية لأصحاب الهمم والمسنّين» لعلاج المواطنين والمقيمين في أبوظبي في منازلهم مجاناً، عن طريق «عيادة متنقلة» مجهزة بجميع المعدّات الطبية اللازمة».
وعن أسرته يقول د. عماد واني، إن اثنين من أبنائه يدرسان طب الأسنان، ويسعيان إلى تطوير مستويات الأداء في المراكز التي يمتلكها، بما يسهم في تطوير الخدمة المقدمة للمرضى.