ينطلق السيد خالد عبد الصادق، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة المهندس للتأمين من ثوابت ومسلمات أساسية في العمل يسعى لتطبيقها، بهدف تطوير مستمر ومثمر لصورة الشركة في الأسواق المصرية، التي تشهد بدورها نهضة في الإنشاءات وإعادة الإعمار، ما ينعكس إيجاباً على قطاع التأمين وإعادة التأمين. ومع ذلك، يقول السيد عبد الصادق، أن طبيعة المنافسة في هذا القطاع إختلفت نظراً لحدوث طفرة تكنولوجية كبيرة وظهور العديد من الإبتكارات في فترة زمنية قصيرة ما يدفع بها للتفكير جديًا بمواكبة صناعة التأمين الرقمي على إعتبارها إحدى أهم وسائل جذب عميل التأمين خاصة من الأجيال الصاعدة.
*بعد عامين من الإجتماعات الإفتراضية بسبب تفشي فيروس كورونا عادت المؤتمرات وجاهياً وبكثافة. كيف تقيّمون هذه العودة؟
جاءت هذه العودة كخشبة خلاص للقطاع التأميني. لا شك ان جائحة كورونا شكّلت نقطة تحول لإستراتيجيات الشركات وزادت من التحديّات والمصاعب التي نواجهها في مجالنا، خاصة ان اللقاءات الحضورية عنصراً أساسياً لتبادل الثقة في العمل، لكن طالما نملك حس المسؤولية وإلإندفاع الكبير للتطور والنمو سنتجاوز كل المحن. نظرية التطور تحديداً تعتبر قاعدة أساسية غير قابلة للدحض او الرفض في عالم الأعمال والشركات وسط ثورة تكنولوجية لابد من مجاراتها. وبالعودة لسؤالك حول تقييمنا لعودة اللقاءات الشخصية أعتبرها سليمة ومنظمة.
* ما المقصود بالعودة السليمة؟
تم عقد سلسلة من المؤتمرات بعد عودة الحياة لنمطها الطبيعي، وكان الحضور في جميعها كثيفاً ولازال عدد المشاركين يزداد مع زيادة المؤتمرات. لذلك تبيّن ان شركات التأمين بحاجة لتبادل الخبرات وجاهياً بعد الآثار الجانبية التي تسببت بها الجائحة، وهذه حال القطاع الصناعي أيضاً بحيث يسعى أربابه لتطويره حتى يعود مزدهراً ولامعاً وينطبق الأمر أيضاً على قطاعات أخرى عديدة.
* رغم ان اللقاءات الشخصية حلّت جزءاً من المشاكل، لكن تحديّات كثيرة تفرض نفسها على شركات التأمين في المرحلة الراهنة كيف تعددونها؟
نواجه تحدياً كبيراً يشكل عبئاً على العالم أجمع وهو التضخم ما يتطلب تفهماً من جميع الأطراف. يهمني الإشارة هنا، انه يختلف من بلد لآخر ويحدث التضخم الجامح عندما يتجاوز معدله في دولة ما الخمسين بالمئة على فترة من الزمن وذلك وفقاً لسعر الصرف لديها، ترتفع الأسعار سواء بالسلع او الخدمات الأساسية ما يؤدي لرفع تكلفة المعيشة. وهذا ما شاهدناه في شتى أنحاء العالم. فوباء كوفيد-١٩ والحرب بين روسيا وأوكرانيا أديا الى نمو التضخم تارة بشكل سريع وطوراً بشكل بطيء.
* ماذا عن صناعة التأمين الرقمي؟
لقد تغيرت طبيعة المنافسة في صناعة التأمين بمختلف فروعه نظراً لحدوث طفرة تكنولوجية كبيرة وظهور العديد من الإبتكارات في فترة زمنية قصيرة، الأمر الذي دعا الى ضرورة التفكير جدياً في كيفية دخول عالم التكنولوجيا الرقمية، خاصة ان التحول الرقمي هو إستراتجية تعتمدها أوروبا وغيرها من دول حول العالم والتي يجب ان يسعى لها سوق التأمين العربي في المرحلة المقبلة سواء كانت شركات التأمين او وسطاء التأمين من أجل خدمة العميل والمؤمّن على إعتبار أن الحلول الرقمية هي إحدى أهم وسائل جذب عميل التأمين خاصة من الأجيال الصاعدة.
* التحدي الدائم الذي يواجه قطاع التأمين وهو التغير المناخي والكوارث الطبيعية. كيف تتصدون له؟
كما ذكرت، مواجهة الكوارث الطبيعية والتغير المناخي ليس بجديد وهو من التحديات الدائمة وهناك دراسات مستمرة لحصرها لكن هناك مشكلة جديدة تطرأ على عالمنا، وتتعلق بالدول التي لم تكن تواجه أي كوارث وتغيرات بالمناخ بشكل ملحوظ وبدأت تتعرض الأن لهذه المخاطر ما يدفعنا للتحرك سريعاً لتأمين التغطيات اللازمة.
* التحرك الإيجابي جاء من مصر، التي تشهد ثورة في مجال التأمين، كيف تصفونها؟
ما تشهده مصر يزيدنا فخراً إذ تعيش نمواً كبيراً في قطاع التأمين وإعادة التأمين نظراً للنهضة في الإنشاءات والبنية التحتية وإعادة إعمارها، لذا يعتبر السوق التأميني فيها في فترة إزدهار. رغم ذلك تبقى مصر طرفاً متضرراً من التضخم الذي يطال العالم ويتطلب تحركاً سريعاً من شركات التأمين في إيجاد حلول مع المؤمّنين والعملاء.
* بالحديث عن إزدهار السوق التأميني في مصر، شركة المهندس للتأمين كشفت عن أرقامها المرتفعة. هل من تعليق؟
منذ أشهر مضت، تولّيت منصب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة وقد عملت على تطوير صورتها بدعم من إعضاء مجلس الإدارة والمساهمين فيها بالإضافة لمجهود يرفع له القبعة من قبل فريق العمل. وامام هذه النتيجة المرضية، علينا ان نسعى لتقديم الأفضل وتطويرها لمزيد من النجاح.