التقت المراقب التأميني رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة مصر القابضة للتأمين السيد باسل الحيني وعضو مجلس الادارة المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة مصر للتأمين السيد عمر جودة اللذان شددا على الاستراتيجية الجديدة المعتمدة في المجموعة وانعكاساتها على عمل واداء مصر للتأمين كما باقي الشركات المنضوية تحت لواء المجموعة القابضة.
السيد باسل الحيني ركّز على نجاح المجموعة في تحديث خدماتها بفعل فكر تطويري وانمائي مستحدث استلزم تغييراً في النظام الاداري والقيادي.
السيد عمر جودة اشار الى توسع مصر للتأمين في خدماتها ومنتجاتها لا سيما في التطبيقات الالكترونية من جهة التوجه نحو شريحة مهمشة من المواطنين من جهة اخرى.
* اين اصبحتم من تطبيق الاستراتيجية الجديدة للمجموعة؟
باسل الحيني: في اطار اعادة الهيكلة وانطلاقاً من رؤية جديدة، وضعت شركة مصر القابضة والشركات التابعة لها اي مصر للتأمين ومصر لادارة الاصول العقارية ومصر لتأمينات الحياة استراتيجية مختلفة تهدف الى التنمية والتطوير على صعيد الادارة، التأمين والاستثمار. نجحت المجموعة في تحديث خدماتها التأمينية لتصبح بأعلى جودة، مما زاد من قيمتها التنافسية في السوق التأميني وبالتالي، تصدرت المجموعة سوق التأمين المصري والاقليمي من خلال خططها الادارية والتسويقية الجديدة. اضافةً الى ان خدمات المجموعة التأمينية اصبحت اوسع واشمل مما لاقى رواجاً لدى العملاء وأحدث تحولاً في مسار المنتجات التأمينية.
لا بدّ من الاشارة، الى ان التعاون بين شركات المجموعة ساهم في انجاح هذا النهج الجديد وتطوير الرؤية نحو مستقبل افضل. فمنذ العام ٢٠۱٨ عمدت المجموعة الى العمل بفكر تطوري وانمائي مستحدث مما استلزم التغيير في النظام الاداري والقيادي.
ان الارقام هي خير دليل على نجاح خططنا ومساعينا، فرغم وجود جائحة كورونا والازمة الاقتصادية المترافقة معها، ارقامنا بقيت تصاعدية لا بل زادت على كافة المستويات كما ان نمونا كمجموعة ساهم في تسريع عجلة النمو الاقتصادي.
هذا التغيير جاء من جو التغيير العام الذي تشهده مصر التي تبنّت رؤية جديدة وبدأت بتفيذ خطط انمائية للنهوض بالاقتصاد عموماً وقطاع التأمين خصوصاً. ان هذه المساعي ساعدتنا نحن كشركات تأمين وعقارات وزادت من فرص نجاحنا، بالاضافة الى الاستراتيجية المتطورة التي مضت بها المجموعة ومصر القابضة. من هنا يجب التنويه الى ان الادارة الرشيدة هي اساس النجاح، التغيير والتقدم وهذا ما قمنا باعتماده خلال تطبيق خططنا.
* كيف لاقت مصر للتأمين هذه الاستراتيجية وواكبتها؟
عمر جودة: كان هناك مساعي الى توجيه المجموعة وشركاتها بما فيها مصر للتأمين نحو مستقبل افضل، وكانت الخطط معدة مسبقاً والهيكل التنظيمي كذلك كان محكماً وقوياً، كما ان وجود تنمية بشرية مستدامة شكّل عنصراً فاعلاً في تطوير العمل، فكان من اولويات الشركة انشاء فريق عمل متمرس وكفوء.
مصر للتأمين تجاوزت مرحلة اعادة التنظيم والهيكلة، وهي اليوم في طور العمل على تحسين المنتجات والاداء بهدف خدمة العملاء بشكل افضل، وتوسيع اطار خدمات الشركة، بحيث تكتسب مصر للتأمين هوية جديدة تتماشى مع نهجها الجديد.
ان تطوير نوعية العمل والكفاءة يعزز قدرة الشركة التنافسية ويمهّد الطريق لجيل جديد مؤهل لاستلام مناصب قيادية، بما يتماشى مع تاريخ مصر للتأمين الناجح مرسخاً الافكار المبتكرة والتقدم التكنولوجي والنظرة الى غدٍ افضل.
نحن اذاً لا ننظر الى واقعنا في الحاضر فقط بل اننا نسعى الى توسيع آفاق قطاع التأمين من خلال استحداث انماط ومنتجات قد تجذب فئات جديدة من العملاء بفعل زيادة الوعي الى ضرورة التأمين. في هذا الاطار، نحن في طور وضع خطة تسويقية جديدة تهدف الى ايصال خدماتنا الى شريحة اكبر من العملاء والى زيادة نسبة الاقبال على منتجات التأمين الخاصة بمصر للتأمين.
* من المعروف ان القطاع العام يتحرك ضمن اطر وهوامش صعبة ومعقدة احياناً، لا سيما في اطار تخبطه في الروتين الاداري مقارنةً بالقطاع الخاص. هل تتجاوزون هذه العقبات ؟
باسل الحيني: نحن نعمل وفق مفهوم الادارة الرشيدة والسليمة اولاً وهي ليست محصورة بالقطاع الخاص. ان القوانين والمتطلبات الصعبة التي يفرضها القطاع العام ما هي الا حجة تقف في وجه التطور والتقدم، هناك حرية اكبر لشركات التأمين الخاصة ولكن ما من عقبة رئيسية تقف في وجه العمل في القطاع العام ونحن خير دليل على ذلك. لقد تسلّحنا بالخبرات والكفاءات اللازمة لمواجهة الصعوبات وتمكّنا من تجاوزها وتحقيق نجاح منقطع النظير، من هنا اؤكد ان من اراد الوصول سيجد الف طريق.
كذلك، تجدر الاشارة الى اننا نساهم بنسبة ما يقارب الـ٤٠٪ من نسبة النمو العام وبحدود الـ٧٠ مليار من اصل ۱٢٨ مليار من محفظة الاستثمارات. لا يزال التأمين الحكومي في طليعة السوق ولا زلنا نرفع راية القيادة في السوق التأميني.
* سبق ان خاضت الشركة تجربة اعادة التأمين، اليوم وبعد توقف العمل فيها هل تتطلعون الى اعادة انشاء شركة اعادة تأمين؟
باسل الحيني: بغض النظر ان كان موضوع الغائها صائب ام لا، نحن لا نفكر اطلاقاً في اعادة انشاء شركة اعادة تأمين اخرى. ان تأسيس هذا النوع من الشركات يتطلب جهوداً كبيرة مالياً وعملياً ونحن اردنا التركيز على شركاتنا الجديدة ودعمها بكل ما لدينا من قوة، لذلك فضلنا توجيه استثماراتنا نحوها خاصةً وانها كانت تتطلب رأس مالٍ ضخم. من الضروري التنويه الى ان كل استثمار نخوضه يجب ان يعود بالايرادات للدولة وهذا هو الهدف الاساسي من مشاريعنا.
لم تعد اعمالنا محصورة بشركة واحدة والأمر لم يعد يتوقف على انشاء شركة اعادة تأمين، فلقد اسسنا العديد من الشركات التي حققت انجازات مهمة وكان ابرزها انشاء شركة مصر للتأمين التكافلي – حياة بالشراكة مع المجموعة وشركتيها مصر للتأمين ومصر لتأمينات الحياة، بنك مصر وشركة مصر المالية للاستثمارات والبنك الأهلي المصري. قوة هذه الشركة اتت من قوة التحالف والهدف من تأسيسها هو تحقيق تقدم بارز في سوق التأمين المصري. كذلك، كان هناك مساهمة في شركة وطنية لتأمين الممتلكات بالشراكة مع صناديق استثمار مباشر في المشاريع المتوسطة والصغيرة وصناديق وزارة الداخلية، اضافةً الى التمويل المتناهي الصغر ودراسات تشمل تأسيس شركات تأجير تمويلي وتأمين طبي وتمويل مستهلكين. كل هذه الشركات والشراكات جعلت من المجموعة اكبر مساهم مالي غير مصرفـي في دعم الاقتصاد المصري وتسريع عجلته.
واستكمالاً لحديثنا عن الشراكات، فمن خلال توقيع اتفاقية بين المجموعة والاتحاد العام للغرف التجارية المصرية وعبر مصر للتأمين استطاعت المجموعة تقديم الخدمات التأمينية الشاملة لأكثر من خمسة ملايين تاجر ينتسبون للغرف التجارية واسرهم ايضاً وتأمينهم ضد المخاطر من خلال مصر لتأمينات الحياة.
* ما هي خططكم التوسعية وهل ستتبنون انواعاً جديدة من التأمينات؟
عمر جودة: استفدنا نحن ايضاً كمصر للتأمين من هذا النمو من خلال تنفيذ مشاريع توسعية عديدة. فبالاضافة الى التأمين على الممتلكات والحياة نحن ندرس تقديم خدمات جديدة لعملائنا. نطمح دائماً الى التطوير والتوسع ولقد اضفنا العديد من المنتجات والخدمات منذ البدء وحتى اليوم. فلقد كان لنا مثلاً مبادرات كثيرة فيما يتعلّق بحقوق المرأة المصرية لاقت اهتماماً كبيراً لا سيما وان حقوق المرأة تستقطب اهتمام الكثير من الدول والناس. نحن اليوم نامل ايضاً بدعم اكبر من وزارة قطاع الأعمال العام ومن شركة مصر القابضة للتأمين للسير قدماً في مشاريعنا التوسعية.
اما بالنسبة للتأمين الالكتروني فهو يلقى رواجاً مهماً اليوم، هذا النوع من التأمينات ليس جديداً علينا فلقد بدأنا التعامل معه مسبقاً ولكن على نطاقٍ ضيق قبل توسع مفهوم الرقمنة اليوم. لقد وضعنا خططاً للتحول الرقمي الذي يتطلب تغيير في البنى التحتية للشركة ووضعها على اسس حديثة ومتينة تسمح لشركة مصر للتأمين التواجد في السوق بشكل اقوى يفوق توقعات العملاء. نحن لا نهدف فقط لتقديم خدمة التأمين الالكتروني وانما خدمات تعيد هيكلة مفهوم التأمين بالنسبة للعملاء ولشركات التأمين الأخرى. لذلك طورنا منتجات تمسّ الحياة اليومية للعملاء كوثيقة العمالة غير المنتظمة التي تشمل الفئة المهمشة من المواطنين. نريد ان نبرهن ان التأمين ليس فقط حكراً على المواطن الميسور وانما هو من حق كل مواطن فقير او مهمّش، وهذه الفئة تشكل شريحة مهمة من المجتمع. نحن اذاً نعمد الى تطوير وتنمية وتوسيع قطاع التأمين وكافة خدماتنا التأمينية وتحقيق الجودة العالية، بما يتماشى مع المعايير العالمية بحيث تصنّف مصر للتأمين في صفوف شركات التأمين العالمية.
* تتمتع مصر اليوم بميزتين مهمتين تنعكسان اقتصادياً: الاستقرار السياسي وارتفاع معدل النمو، كيف يؤثر ذلك عليكم؟
باسل الحيني: لا شكّ ان الاستقرار السياسي وارتفاع معدل النمو اثّرا علينا ايجاباً وساهما في تنمية استثمارات وقطاعات عدة. ولكن لا بدّ من الاشارة الى ان ما شهده العالم خلال هذين العامين ، لا سيما فيما خص جائحة كورونا، عرقل وعطّل كثيراً من المشاريع محلياً، اقليمياً وعالمياً، كما وانه لم يمر مرور الكرام وكان له تأثيراته ايضاً علينا. نستطيع القول اننا استطعنا تخطي هذه الظروف بأقل اضرار ممكنة نظراً لصلابة شركتنا. نأمل ان تتحسن الأوضاع في المستقبل القريب ليتسن لنا التوسع والتطور اكثر فأكثر.