بحزنٍ لا يوازيه حزن، تلقيتُ وانا في وهران- الجزائر أتابع وقائع المؤتمر الـ٣٣ للاتحاد العام العربي للتأمين، نبأ انتقال الاستاذ الصديق رنيه خلاط الى الاخدار السماوية، ففي وطنٍ جريح، متفكّك ومنهار، وفي عز الحاجة الى الشجاعة والجرأة، الى التفاؤل والامل، الى الحكمة والعقل، الى النبل والذكاء، الى النظافة والنزاهة، الى الشفافية والاستقلالية، الى الموهبة والبصيرة، الى الثقافة والابداع، الى العمل والانفتاح، الى انشاء المؤسسات ورعايتها وتطويرها، الى القيادة والابوّة… فقدنا رنيه خلاط الصديق الصدوق والأب المختار وشريك الانتماء والفكر والوطنية.
الفقيد غنّيٌ عن التعريف، انه واحدٌ من اركان قطاع التأمين المحلي والاقليمي. بدأ حياته العملية العام ١٩٦٥، حيث اسّس وادار اكبر الشركات في لبنان والخارج، وعمل مع شخصيات تأمينية لامعة في المنطقة والعالم، الى ان اصبح عضو مجلس الادارة والرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة ادير، فتحوّل قوةً دافعة وراء الشركة وتطورها حتى باتت من كبريات الشركات المحلية والاقليمية.
نعته شركة ادير ومجموعة بنك بيبلوس في بيان ذكرت فيه الخِصال الحميدة التي كان يتمتع بها، ليس كمهني فقط انما كإنسان وأب حنون، حيث كان يشرف على نمو اعمال الشركة وتطورها كما رعاية افرادها والمنتسبين اليها مع عائلاتهم كالأب الذي لا يتردد في مساعدة اى محتاج.
رنيه خلاط، ايها الحالمُ المجبول بالوطنية، المتشبّع مسيحيةً مشرقية عميقة، المتطلّع الى وطنٍ يعمّ فيه الازدهار ويعود منارةً للشرق وملتقى للحضارات والاديان، يا من طويت معك بعضاً من زمن الكبار، لا يُقاس رحيلك بأي المٍ او وجعٍ، وليس هناك من ظلمة، اظلم في هذا العالم، لكن يقيني انك ذاهبٌ الى مكانٍ اجمل، حيث لا وجع ولا ألم، تحت رحمة رب رحيم، ممّا يملأ القلب طمأنينة رغم صعوبة الفراق.
رحمات الله لروحك الطيبة والمحبة والحرة في السموات والى جوار الابرار والصديقين ايها الصديق الغالي.