قام وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال جورج بوشكيان ورئيس جمعية الصنعيين سليم الزعني بجولة في البقاع على راس وفد من مجلس ادارة الجمعية شملت المعهد الفني للصناعات الغذائية، تجمع صناعيي البقاع، غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع والنائب ميشال ضاهر وعدد من المصانع، حيث اطلعوا على اوضاع القطاع الصناعي ومشاكله واحتياجاته ومتطلبات صموده وتحفيزه.
استهلت الجولة بزيارة المعهد الفني للصناعات الغذائية بحضور المديرة العامة للتعليم المهني والتقني هنادي بري، حيث اطلع الحضور على التجهيزات المتطورة الموجودة فيه والتي تفتقر الى التمويل اللازم لتشغيله. وفي السياق، قال الوزير بوشكيان: تأتي زيارتنا الى المعهد استكمالاً لمشروع بدأنا العمل عليه منذ فترة بهدف تفعيله والاستفادة منه في تدريب يد عاملة متخصصة. وللغاية تواصلنا مع مدير معهد التعليم المهني والتقني هنادي بري ورئيس جمعية الصناعيين سليم الزعني من اجل اعادة احياء هذا المشروع وتأمين التمويل اللازم له، لافتاً الى ان المشروع يهدف الى تحفيز الشركات المتوسطة والصغيرة وتدريبها وتعليمها وتأهيلها لتكوين رجالات الصناعة المستقبلية.
وتابع: نعول كثيراً على هذا المشروع وشراكتنا مع جمعية الصناعيين لاعادة تأهيل المعهد خصوصاً وانه له دور اساسي في اعادة تنمية الريف. وأكد بوشكيان ان قطاع صناعة المواد الغذائية هي من اهم الصناعات اللبنانية التي يتميز بها لبنان كونها صناعة تكاملية مع الزراعة التي يتميز بها سهل البقاع لذا نحن بحاجة لتفعيل هذا المعهد من اجل المساهمة في انماء القطاع وتصدير منتجاته الى العالم.
ثم كانت كلمة لبري شكرت فيها بداية وزير الصناعة ورئيس جمعية الصناعيين على تلبيتهم الدعوة للزيارة الميدانية الى المعهد وشكرت نقابة الصناعات الغذائية التي ساهمت ولا تزال في تطوير التعليم المهني والتقني لا سيما في هذه الظروف الصعبة وذلك انطلاقاً من حاجتهم لليد العاملة المتخصصة والماهرة والقادرة على مواكبة التطور التقني في الصناعات. ولفت الى ان المعهد المتخصص بالصناعات الغذائية يضم حالياً نحو ٧٥ طالباً.
بدوره، تحدث الزعني عن مبادرة تعاون بين القطاعين العام والخاص بما يصب لصالح البلد ويساهم بخلق يد عاملة تبقي شبابنا في هذا البلد. وأشاد بالدور الذي لعبته نقابة الصناعات الغذائية برئاسة منير البساط والتي ساعدت بتأمين التمويل اللازم لاحياء هذا المعهد. وقال: لا نقبل بأن يلاحق الاهمال هذا المعهد الذي يملك كل المؤهلات والقدرات الكفيلة بإنماء منطقة بكاملها، لن نقبل بأن يظل هذا المعهد مهملا لذا يجب تشغيله.
تجمع صناعيي البقاع
ثم كان غداء عمل تلاه لقاء في تجمع صناعيي البقاع برئاسة نقولا ابي فيصل، وخلال اللقاء اعتبر الوزير بوشكيان ان زيارة جمعية الصناعيين واعضائها الى البقاع هي انطلاقة لمستقبل جديد بالجمعية مؤكداً ان كل هذه المشاريع ستصب لصالح القطاع الصناعي وذلك بتضافر الجهود بين الصناعيين، ودعا أكبر عدد من الصناعيين الى الانضمام الى الجمعية ودعم نشاطها، خصوصاً وان البقاع يحوي ثاني اكبر تجمع صناعيين بعد جبل لبنان. وأكد ن مشروع تأهيل المعهد الفني للصناعات الغذائية جدي وسنذهب به حتى النهاية من اجل تطوير مهارات الشباب الصناعية وتأهيلهم لبناء مستقبل افضل لهم.
بدوره اعتبر الزعني ان التجمعات الصناعية المناطقية اساسية لنمو القطاع، واشاد بالدور الايجابي والفعال الذي يلعبه وزير الصناعة من اجل دفع الصناعة قدماً. وقال الزعني: ما رايناه في المهنية محزن انما يعطي الامل بالاستفادة من قدراته بهمة صناعيي القطاعات الغذائية، نحن نرغب بتدريب كوادر مهنية نحن بأمسّ الحاجة اليها وابقائها في البلد من اجل انهاض الاقتصاد اللبناني عوض تربية الاجيال وتصديرها الى الخارج.
وأكد انه في ظل هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان لا شيئ سينقذ الاقتصاد ولبنان غير الصناعة بدليل انه القطاع الوحيد الذي صمد في هذه الاوضاع الدقيقة.
كذلك كانت كلمة لنائب رئيس جمعية الصناعيين للرئيس السابق لنقابة الصناعات الغذائية جورج نصراوي اثنى فيها على جهود وزير الصناعة لاحياء المهنية التي تأسست منذ سنوات والتي يعول عليها اليوم من اجل تطوير قطاع الصناعات الغذائية نظراً للكوادر المتخصصة التي ستدربها.
بدوره رحب ابو فيصل بالحضور وشكر الوزير بوشكيان والرئيس الزعني واعضاء الجمعية على حضورهم داعياً الصناعيين في البقاع الى الانتساب الى جمعية الصناعيين لتشكيل لوبي صناعي ضاغط لأنه بالقطاع الصناعي وحده يمكن للبلد ان ينهض مجدداً.
غرفة زحلة
بعدها انتقل الوفد الى غرفة والتجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع حيث كان في لقائهم رئيس الغرفة منير التيني. خلال اللقاء طلب الزعني من الغرفة المساعدة في مشروع انهاض مهنية الصناعات الغذائية، داعيا الى تضافر الجهود لا سيما بالخبرة التي تتمتع بها غرفة زحلة. وقال: تشكل زحلة والبقاع الخزان الاكبر للصناعات الغذائية لذا ان وجود مهنية في قب الياس أكثر من ضروري من اجل المساهمة في انهاض القطاع لا سيما وان لديكم كل المؤهلات لذلك. وقال: ان جمعية الصناعيين تضع كل جهودها في خدمة انهاض المهنية ونريد ان نصنع الفرق.
وأكد الزعني ان الصناعة اللبنانية هي اساس الاقتصاد لافتاً الى انه قبل الازمة كانت يقدر الناتج المحلي بنحو ٥٥ مليار دولار وكانت تمثل الصناعة نحو ١٧٪ منه، اما بعد الازمة فتراجع الناتج المحلي الى ما بين ١٧ الى ١٨ مليار دولار وقد باتت تمثل الصناعة اللبنانية ما نسبته ٦٠٪ من المجموع العام. نعم لقد كبر القطاع وصمد في ظل اصعب الظروف، كاشفاً انه حجم الصادرات الصناعية ارتفع من ٣ مليارات قبل الازمة الى ٤،٢ مليار العام الماضي ومن المتوقع ان يتخطى حجم الصادرات هذا العام الرقم المسجل العام الماضي وقد نصل الى نحو ٤،٥ مليار دولار.
من جهته، رحب التيني بالحضور وأكد ان غرفة زحلة اول غرفة في لبنان لديها مركز تدريب مهني ومختبر معترف بشهاداته دولياً وحائز على الايزو ٩٢٠٠ منذ العام ٢٠٠٢ وقد ساهمنا بتدريب كوادر تتخطى الـ ٥٠٠٠ في القطاع الصناعي، انطلاقاً من ذلك نحن نضع كامل قدراتنا بتصرف المعهد وابدى انفتاحه على كل مساعدة مطلوبة، واستعداده للتعاون من اجل انهاض المهنية.
وتستكمل الجولة بزيارة عدد من المصانع على ان تختتم بلقاء عند النائب ميشال ضاهر.