أكد تقرير صادر عن شركة البيانات البحرية الدنماركية «Sea-Intelligence» المتخصصة في أبحاث النقل البحري، تراجع الطلب على النقل البحري العالمي خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما سيكون له تأثير على أسعار الشحن بالانخفاض بعد موجة الارتفاعات بها خلال العامين الماضيين.
وأكد «التقرير» أن هناك تراجعاً بصورة كبيرة في حجم الطلب على النقل البحري، مقارنة بحجم الأسطول العالمي المخصص لنقل التجارة العالمية، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة مزيداً من حالة التوازن بين الطلب على نقل البضائع وسعات السفن من الأسطول العالمي.
وأكدت الشركة أن الأسطول العالمي كان خلال شباط/فبراير ٢٠٢٠ يمر بنقص يصل إلى قرابة ٢٥٪ من السفن، وذلك مقارنة بحجم الطلب على النقل للبضائع، وهو ما تسبب في ارتفاع أسعار الشحن البحري.
ولفتت الشركة إلى أنه خلال شباط/فبراير من العام الماضي زادت السفن عن حجم الطلب بنسبة تصل إلى ١٠٪، وهو ما يعني تراجع أسعار نوالين الشحن بالانخفاض بالنسبة للمستوردين والمصدرين، كما شهد شهر تموز/يوليو الماضي زيادة حجم الأسطول العالمي من السفن عن حجم الطلب على نقل البضائع بنسبة ٤٪.
وأكدت الشركة أنه تم رصد النمو في حجم الأسطول العالمي بمعدل ثابت بلغ ٤٪ خلال الفترة من ٢٠٢٠ وحتى ٢٠٢٢، وذلك مقارنة بالفترة السابقة لتلك المرحلة والتي واجهت نقصاً في الأسطول العالمي مقارنة بحجم الطلب، بسبب التأخيرات في السفن بالموانئ، بالإضافة الى تأخيرات تسلم سفن جديدة للأسطول نتيجة بطء العمل بالترسانات العالمية.
وتابعت الشركة، أن الارتفاعات الكبيرة في الطلب خلال شباط/فبراير ٢٠٢١ و٢٠٢٢ كانت بسبب تأثير السنة الصينية الجديدة فقط، خاصة أن الصين تعد مصنع العالم «على حد قولهم» حيث كما نشطت حركة التجارة من الصين زاد حجم الطلب على النقل وبالتالي أسعار النوالين.
وأكدت الشركة أن الطلب على النقل البحري بدأ في التناقص خلال الأشهر الأخيرة، وذلك بعد دخول العديد من السفن الجديدة والعملاقة للسوق الملاحية العالمية، بالإضافة إلى تحسن الطلب وعدم صعوده بصورة كبيرة كما كان عليه خلال ٢٠٢٠ و ٢٠٢١.
ولفتت إلى أن حجم الطلب كان أعلى بنسبة ١٠٪ عن السعة المتاحة من السفن، وذلك خلال الفترة من تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٢٠ إلى كانون الثاني/يناير ٢٠٢٢، إلا أن الفجوة بين العرض والطلب بدأت في الانخفاض حتى وصلت حالياً الى ٢٪ مقارنة بمستويات ما قبل الوباء «كورونا».
وفي هذا الصدد علق أسامه عدلي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بغرفة ملاحة الإسكندرية، على التقرير، بأن الطلب على النقل البحري خلال العامين الماضيين كان السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار نوالين الشحن، والذي بدأ في التراجع بنسبة تصل إلى قرابة ١٠ – ١٥٪.
وأرجع هذا إلى زيادة حجم السفن التي قامت الخطوط الملاحية باستلامها خلال الفترة الأخيرة من الترسانات العالمية، بالإضافة الى تراجع الطلب على النقل البحري من قبل (أوروبا) للبضائع الصينية وهو ما كانت في ذروته خلال العامين الماضيين.