كميل مكرزل

مشاريع كبيرة وتطلعات مستقبلية متفائلة

التقدم التكنولوجي السريع في عالم يتسّم بالرقمية، يدفع المجتمع لإستخدام الأجهزة والتطبيقات الموظفة في الحوسبة السحابية، تحليل البيانات الضخمة ومؤخراً تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

يقول السيد كميل مكرزل، رئيس جمعية المعلوماتية المهنية في لبنان، ان معظم المؤسسات أصبحت تستخدم تطبيقات خاصة، وتواكب منذ جائحة كورونا، التحول نحو الإقتصاد الرقمي والتطور في مجال التكنولوجيا لما يوفره من سرعة في تنفيذ الأعمال وركيزة للأنشطة والمعاملات.

يشرح السيد مكرزل ان الأزمات الجيوسياسية أثرت على كل القطاعات، لكن قطاع التكنولوجيا والإتصالات نجح بتخطيها وتحقيق ربحية مقبولة، لاسيما في ظل تضافر الثورة التكنولوجية الحديثة التي ساهمت في عرض حلول سريعة ومفيدة.

لبنانياً، أدى انقطاع التيار الكهربائي بالكامل وإرتفاع أسعار الطاقة الى انتشار ظاهرة الطاقة البديلة التي تمكنت الشركات من توفيرها للمواطن بأفضل الأسعار.

جمعية المعلوماتية المهنية حريصة على المشاركة في أهم المشاريع وورش العمل لنشر الوعي وفتح قنوات جديدة تسمح للشركات اللبنانية بدخول أسواق عربية، اقليمية واوروبية جديدة، بالإضافة لدراسة مشروع انشاء اكاديمية تعنى بتعليم أحدث التقنيات والمهارات الرقمية من ضمنها الذكاء الإصطناعي.

 

* الـ PCA في نشاط مستمر، فيما معظم الجمعيات في ترقب بإنتظار نهاية المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان. ما تعليقكم؟

تعد جمعية المعلوماتية المهنية من أقدم الجمعيات التي تعنى بالبرمجة والتكنولوجيا، وذلك منذ نحو٢٧ عاماً قضتها بالعمل الدؤوب والإنتاجية. تضم الجمعية أكثر من ٨٠٪ من شركات تكنولوجيا المعلومات والإتصالات. ساهمت في تعزيز قدرات أكثر من ٣٥ ألف شخص. رفعت نسبة الكوادر في هذا القطاع من خلال ورش عمل وحلقات توعوية. أمّنت فرص عمل للشباب وفتحت قنوات جديدة للشركات.

الجمعية في تطور دائم وتساهم في تحسين بيئة الأعمال عبر إستقطاب الإستثمارات في القطاعات النوعية وفي مقدمتها تكنولوجيا المعلومات وإطلاق مبادرات مختلفة لشرح أهمية المجتمع الرقمي.

 

* دفعت أزمة انتشار فيروس كورونا عدداً كبيراً من الشركات الى السماح لموظفيها بالعمل من المنازل.

– كيف إنعكس هذا التحول على قطاعكم؟

شهدت الدول إرتفاعاً في الطلب على الإنترنت وإزدحاماً في الشبكة خلال فترة إنتشار كوفيد١٩.

معظم المؤسسات أصبحت تستخدم تطبيقات خاصة وتواكب مسيرة التحول نحو الإقتصاد الرقمي والتطور في مجال التكنولوجيا لما توفره من سرعة في مسار الأعمال.

في حقل التعليم، المدارس والجامعات، إستمر الطالب في متابعة دروسه من خلال التطبيقات عبر الهواتف الذكية، الحاسوب والحاسوب اللوحي، مما ساهم بإنقاذ العام الدراسي وإرتفاع نسبة شراء الأجهزة الإلكترونية وتكيّف الناس مع المجتمع الرقمي.

يستمر هذا القطاع بالإزدهار بالرغم من وجود أزمات لبنانية حادة كتفاقم إزمة الكهرباء. معظم الشركات إتجهت نحو العمل في الطاقة البديلة وإستطاعت التأقلم بشكل آمن، سريع وفعال مع مختلف التحديات التي فُرضت عليها من دون المساس بجودة الخدمات التي تقدمها ملبيّةً جميع الإحتياجات في ظل أصعب الظروف وأكثرها تعقيداً.

* لم يعد القطاع العام “زبوناً” لدى شركات المعلوماتية.

– كيف كان تأثير ذلك على عمل هذا القطاع؟

سعت جمعية المعلوماتية المهنية خلال السنوات الثلاث الماضية لإيجاد بديل عن أسواق القطاع العام ونجحنا في المشاركة في مشاريع ومعارض إقليمية، عربية واوروبية عدة.

حضورنا في المعرض الدولي “إكسبو٢٠٢٠ ” في دبي كان فعالاً من خلال جناح لبناني تميز بوجود شركات منضمة الى الـ PCA.

في هذا الحدث العالمي حضرت ٣٨ شركة معلوماتية لبنانية عرضت أهم إبتكاراتها في دبي لمدة ستة أشهر برعاية دولة الإمارات العربية المتحدة وأتت هذه المشاركة بهدف التسويق للمنتجات والخدمات اللبنانية وإبراز مؤهلات وقدرات المبتكر اللبناني ودخول أهم الأسواق العربية والمساهمة في العجلة الإقتصادية بالإضافة لضخ العملة الصعبة في لبنان.

آواخر السنة الماضية، شاركنا في فعاليات المنتدى العربي Mena ICT Forum في البحر الميت  الأردن، وكان برعاية وتنظيم جمعية شركات تقنية المعلومات والإتصالات الأردنية “إنتاج”، وذلك من خلال جناح لبناني شارك فيه أكثر من ٧ شركات لبنانية بهدف إيجاد أسواق وإستثمارات جديدة تساعدها بالنمو وتوسيع أعمالها.

أوروبياً، نظمت شركة Net-Recrute ورشة عمل في باريس، في فندق Paris Redford بالتعاون مع الـ PCA. كان حضور لافت من اكثر من ٦٥ شركة فرنسية، جرى خلالها عرض أحدث السبل والحلول الذكية اللبنانية في مجال المعلوماتية وبالتالي فإن قطاع التكنولوجيا والمعلوماتية في لبنان لم يتوقف عن العمل ومستمر في التقدم مهما واجه من صعوبات.

تسعى الـ PCA لتنظيم في شهر تشرين الأول/أكتوبر القادم فعالية ضخمة ستحمل إسم Lebanon ICT Forum بمشاركة عدة شركات من الدول العربية.

سنستمر في تسليط الضوء على قدرات هذا القطاع في لبنان منفتحين على أبرز مجالات التعاون التي تشمل التحول الرقمي ودعم الإبتكار التكنولوجي وريادة الأعمال، واضعين خطط عمل تهدف لتنمية هذا القطاع وتحفيز الإستثمارات، كما نحرص على توفير البيئة الداعمة لتنمية الشركات الناشئة والمتوسطة في ضوء ما يشهده العالم من طفرة كبيرة في مجال التحول الرقمي.

هل تقدم لبنان في مجال المنافسة إقليمياً ودولياً، لاسيما مع تراجع عملته؟

إستمر قطاع التكنولوجيا والمعلوماتية، محلياً، بتقديم حلول للحد من التحديات الإقتصادية بالرغم من إنهيار الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي وإرتفاع معدل التضخم وأسعار المحروقات، وذلك بفضل خدمات الطاقة البديلة وأسعار شركات البرمجيات والكومبيوتر المدروسة التي تراعي تدهور قيمة العملة الوطنية، مما وضعناً عالمياً أمام منافسة شرسة مع الهند، مصر وباكستان، لكننا نتقدم على منافسينا بإتقاننا ٣ لغات: العربية، الفرنسية والإنجليزية مما يوسع أفق التواصل مع الثقافات المختلفة والحضارات المتنوعة ويفرض وجود لبنان كرقم صعب آسيوياً.

أبرمنا إتفاقية LED مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID العام الفائت، تضمن المشروع إختيار٥ شركات لبنانية وفق معايير عالية الجودة لإبرام وتنفيذ مشاريع في فرنسا. كما نسعى لتجديد هذه الإتفاقية عبر مشاركة أكبر عدد من الشركات اللبنانية لتنفيذ مشاريع في الشرق الأوسط واوروبا.

رغم المصاعب التي طالت كل القطاعات نتيجة الأزمات العالمية والمحلية لايزال قطاع التكنولوجيا والمعلوماتية بخير ولكنه بحاجة الى الكثير من العمل والمثابرة لفتح قنوات جديدة وإختراق أسواق عربية وعالمية.

معظم الشركات العالمية أقفلت مكاتبها في بيروت بعد تردي الأوضاع الإقتصادية. ما تعليقكم؟

لبنان صلة وصل بين الدول وقد إعتدنا على خروج أسماء كبيرة من الأسواق المحلية وعودتها بعد فترة.

قطاع التكنولوجيا والمعلوماتية واعد لاسيما بوجود ثورة تقنية واسعة تتسم بإبتكارات جديدة يقضي إنتشارها وتطبيقها السريعين الى تغير كبير في المجتمعات والدول مهما كانت ظروفها.

هل تلقون الدعم المطلوب من الدولة اللبنانية؟

في ظل انهيار العملة اللبنانية وتفاقم المصاعب والأزمات الاقتصادية والسياسية يصعب على الحكومة اللبنانية تقديم تمويل لخطط عمل الـ PCA لكننا نكتفي بالدعم المعنوي ونشكر حضور الوزراء المعنيين في مشاريعنا ودعمهم الدائم.

CHATGPT او الذكاء الإصطناعي يشكل أهم تقدم تكنولوجي حالياً.

– أين لبنان من هذا الحدث العالمي؟

تواصل الـ PCA العمل على تطوير قدرات المبدعين اللبنانيين وتعمل على إنشاء أكاديمية تعنى بتعليم أحدث التقنيات التكنولوجية والمهارات الرقمية من ضمنها الذكاء الإصطناعي.

يجهل العالم الى أين سيقودنا هذا الإبتكار الجديد لكننا على ثقة بأنه سيسهل المهام على صاحبه ويساعد في تطور الإنسان وأعماله.

أعيدكم بالذاكرة الى زمن إبتكار الآلة الحاسبة، انذاك إرتبك العالم اجمع وإنقسمت الأراء بين مؤيد ومعارض واليوم أصبحت حاجة ضرورية تسهل علينا العمل وتدفع الوظائف للتقدم والتطور.

تستمر الـ PCA بمشاريعها وحلقات الحوار وورش العمل والتوسع ودخول أسواق جديدة.

نستعد لإنشاء أكاديمية تعنى بتعليم أحدث التقنيات والمهارات الرقمية ومن ضمنها الذكاء الإصطناعي

Comments are closed.