يتعرض لبنان لأزمة متعددة الأبعاد وهي الأكثر إيلاماً وتأثيراً في تاريخه الحديث، وقد تفاقمت بفعل التداعيات الإقتصادية لتفشي جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت وهبوط قيمة العملة المحلية.
يقول السيد رولان هاشم، الشريك الإداري في شركة PROW، المتخصصة في تكامل الأنظمة والأمن السيبراني وإدارة البيانات والمعلومات، إنّ لبنان كان من الدول الرائدة في قطاع الإتصالات، لكنه اليوم يفتقر للتمويل والإستثمار ويكتفي بإدارة الأزمات. وعلى الرغم من ذلك تحافظ PROW على مكاتبها في بيروت من أجل إدارة أعمالها في الدول المجاورة، وتؤمن الشركة بانها مرحلة عابرة للبنان قبل أن يعود ويواكب التطوّر الذي يشهده مجال تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني لاسيما بعد أن أثبتت جائحة كورونا أنّ هذا القطاع هو ركيزة أساسية لمواصلة الأعمال.
شرح السيد هاشم عن أهداف PROW في توفير مجموعة شاملة وعالمية المستوى من حلول وخدمات الأمن السيبراني من خلال توسعها إلى البحرين وأوزبكستان وسعيها لدخول السوق السعودي، مؤكداً ان الشركة تعمل على تطوير أنظمتها بشكل مستمر بوجود طاقم عمل متمرس في مقرها الرئيسي في دولة الإمارات العربية المتحدة الرائدة في عالم التحول الرقمي، وتضع خطة عمل على المدى القريب، المتوسط والبعيد للمحافظة على مكانتها والإرتقاء للأعلى والأفضل دائماً.
*شركة براو منتشرة في 4 دول ، دبي، لبنان، البحرين وأوزبكستان
-ماذا عن مكتب الشركة في لبنان بعد سلسلة أزمات مرت بها البلاد آخرها هبوط سعر صرف الليرة اللبنانية امام الدولار الأميركي؟
على الرغم من الوضع الإقتصادي المأساوي الذي يعانيه لبنان، نتمسك بالحفاظ على مكاتبنا في بيروت التي ندير من خلالها أعمال الشركة في المنطقة المجاورة. كما ويسعدنا أن نفتح فرص عمل للشباب والمتخرجين المتمسكين بالبقاء في أرض الوطن.
نواصل العمل على تطوير قدراتنا وخدماتنا معتمدين على الكوادر المميزة. فالنجاح يتطلب طاقم عمل متمرس يقود الأعمال الى مسارها الصحيح لترسيخ وجودنا في السوق وتحقيق المزيد من الإنتشار والتوسع.
* قبل الازمة كانت القطاعات الاقتصادية في لبنان تخطو خطوات هامة نحو اعتماد التكنولوجيا في اعمالها…
- كيف كنّا وأين أصبحنا في هذا المجال؟
واكب القطاع المصرفي والقطاع التجاري مسيرة التحول نحو الإقتصاد الرقمي والتطور في مجال التكنولوجيا قبل ان تتفاقم الأزمة الأخيرة أما اليوم فالجميع يتريّث ويراقب ويتقدم بخطوات خجولة وبطيئة.
معظم المؤسسات تستخدم الأنظمة التي حصلت عليها عام 2019 من دون أي تحديث يذكر.
القطاع في تجدد وتطور مستمرين والدول والحكومات والشركات تستخدم الكلاود لنقل بياناتها وتطبيقاتها، بينما لبنان يتراجع نتيجة الأحداث الجيوسياسية مما يتسبب بفجوة كبيرة بينه وبين تطور العالم في هذا المجال ولا رؤية واضحة لدينا حول إمكانياته في مواجهة عمليات الإختراق ومكافحة البرامج الضارة كما وينعدم وجود حملات توعية حول أهمية إعتماد الأمن السيبراني.
أما قطاع الإتصالات فيفتقر للتمويل والإستثمار ويكتفي في إدارة الأزمات.
كان لبنان من الدول الرائدة في مجال الإتصالات لكنه اليوم يتراجع الى المراتب الأخيرة.
* كيف تقيّمون الدور الذي تقوم به جمعية المعلوماتية المهنية في لبنان الـ PCA في هذه المرحلة؟
تأثر قطاعنا بالرياح التي عصفت بلبنان والأضرار كانت جسيمة مما صعّب المهام على الجمعية المعلوماتية المهنية برئاسة السيد كميل مكرزل وجميع أعضائها، غير انها تناضل لإبقاء لبنان على الخارطة التكنولوجية من خلال المشاركة بالمؤتمرات العالمية ومتابعة النشاطات والأحداث التي تعود بالفائدة على القطاع حفاظاً على ما تبقى من صورة لبنان العصرية.
* دفعت أزمة انتشار فيروس كورونا عددًا كبيرًا من الشركات إلى السماح لموظفيها بالعمل من المنازل ثم إستمرت على هذا النمط، الأمر الذي انعكس إيجاباً على هذا القطاع.
- كيف انعكس هذا التحول على قطاعكم؟
- كم بلغت برأيكم نسبة التحول الى التجارة الإلكترونية واعتماد التطبيقات؟
من الطبيعي القول ان قطاع الإتصالات نال حصة كبيرة من الطلب في زمن الكوفيد لانه لم يعد يقتصر على التواصل التقليدي والبحث عن المعلومات بل بات يشكل العمود الفقري لإستخدام البيانات والتطبيقات الرقمية من قبل الأفراد والشركات والحكومات وقد استجابت الدول بشكل سريع ضمن إمكانياتها وعملت على تحسين الشبكات وتعزيز الخدمات وهنا ظهرت الفجوات بين الدول المتقدمة والدول النامية.
في مقابل ذلك إختلطت على الموظف أوقات عمله بأوقات راحته وسط فوضى فُرضت عليه بسبب العمل من المنزل.
أجد من البديهي ان نخلق توازناً صحياً للموظفين والفصل بين البيت والعمل وإعتماد التسهيلات والأساليب المتطورة والتحول الرقمي لإنجاز الأعمال في مقر الشركة وخلال دوام العمل فقط.
يتجه العالم أجمع نحو مسارات البيئة الرقمية والحوسبة السحابية وكسر نظام الحياة التقليدية، ومن هنا ضرورة تكثيف حملات التوعية حول أهمية الأمن السيبراني كونه ركيزة الأعمال والأنشطة.
*كيف تقيّمون أداء أعمالكم في دبي، والبحرين وأوزبكستان؟
قطعت دولة الإمارات المتحدة العربية شوطاً كبيراً في مجال التحول الرقمي وبالتالي مركزنا الرئيسي في دبي في تطور مستمر ولم يكن التقدم فيه وليد اللحظة بل بدأ عبر تنفيذ خطوات ثابتة ومدروسة لتحقيق النجاحات والإنجازات.
نضع آمالاً كبيرة على مكاتبنا في البحرين لأنها دولة رائدة في مجالنا في حين أنّ أوزبكستان متعطشة للتقدم.
*أين أنتم من المنافسة العربية بعد ان زاد الطلب على هذا القطاع؟
المنافسة واقع موجود في كل المجالات والقطاعات، لكنها تشتد في مجالنا بشكل خاص في الخليج العربي تحديداً في الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وقطر والبحرين، وهي دول تصب إهتمامها على التحول الرقمي.
براو تتميز في تلبية إحتياجات السوق بشكل سريع، وتركيب الأنظمة والتدريب بالتعاون مع ألمع الأسماء في مجالنا، وتطوير برامج إدارة المعلومات والتركيز على عرض مشاكل وحلول الأمن السيبراني.
نهدف الى تعزيز الجاهزية والمرونة والمواءمة الرقمية والمحافظة على كفاءة فريق عملنا.
*ما هي مشاريع الشركة؟
نتوسع تدريجياً ونركز على دخول الأسواق السعودية بخطوات مدروسة والتعامل مع شركات رائدة في مجال الأمن السيبراني وذلك من خلال إستراتيجية وضِعت للشركة، جزء منها على المدى القريب خلال عامٍ تقريباً ومشاريع أخرى قيد التحضير على ان تنفذ خلال 3 سنوات وغيرها على المدى البعيد، خلال 5 او 7 سنوات.
براو تسعى لتوفير مجموعة شاملة وعالمية المستوى من حلول وخدمات الأمن السيبراني في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها وفروعنا في البحرين وأوزبكستان تخدم هذا الهدف.
Comments are closed.