بدأ العد التنازلي لانتخابات غرفة تجارة وصناعة عمان للفترة المقبلة بعد أن أعلنت اللجنة المنظمة لهذه الانتخابات عن المواعيد المحدد لهذا الحدث المهم والذي سيكون أصحاب الأعمال وشركات ومؤسسات القطاع الخاص في ترقب للاسماء المترشحة الأخيرة لهذا الاستحقاق الهام في تاريخ غرفة التجارة وماذا ستسفر عنه هذه الانتخابات الجديدة خاصة وان الجميع يدرك المسؤولية والاهمية التي تحظى بها الغرفة لمجتمع رجال الأعمال والشركات وأيضاً للحكومة، فغرفة التجارة واجهة استثمارية وشريك استراتيجي للحكومة في العديد من الملفات والقضايا الاقتصادية وفي اللجان المشتركة وفي إعداد القوانين المختصة بقطاع العمل والعمال وتنمية وتطوير القطاع الخاص وتفعيل دور الغرفة كشريك حقيقي لجهود الحكومة في العديد من القضايا الاستراتيجية ولقد كتبت مقال في هذا الخصوص في شهر أيلول/سبتمبر الماضي يتحدث حول أهمية هذه الانتخابات ودور غرفة التجارة وتطلعات الجميع للمستقبل وكيفية الاستعداد للمرحلة المقبلة والتي تبدأ بالاختيار الأمثل للمرشحين ولرئيس غرفة التجارة القادم الذي يجب أن يتمتع بمواصفات خاصة وضرورية لكي يستطيع من قيادة مجلس الإدارة لتحقيق النتائج الايجابية وتحقيق تطلعات القطاع الخاص ورواد الأعمال وبأن تسترجع الغرفة مكانتها كشريك فعال لتعزيز جهود في العديد من القضايا الاستراتيجية مثل المشاركة في انجاح خطط التنويع الاقتصادي وايجاد حلول لموضوع الباحثين عن عمل وتطوير الجوانب الاقتصادية في المحافظات، حيث يفترض أن تكون غرفة التجارة صوت لرجال الأعمال ولرواد ورائدات الأعمال وللمؤسسات والشركات وممثل للسلطنة في المحافل الاقتصادية الاقليمية والدولية ومن هنا تكمن أهمية غرفة تجارة وصناعة عمان بل أكثر من ذلك بكثير .
لقد تحدثنا خلال الفترة الفائتة عن امور ومواضيع عديدة تتعلق بغرفة التجارة وذلك لأهميتها من وجهة نظرنا، حيث اننا نتابع دور الغرف التجارية في المنطقة الخليجية وعلى مستوى الدول العربية ونجد انها تلعب ادواراً كبيرة ومهمة في تنمية وتطوير المؤسسات والشركات وحلقة وصل مهمة وضرورية مع المؤسسات الحكومية في كثير من القضايا الرئيسية ولذلك نريد ان تكون غرفة تجارة وصناعة عمان على هذا المستوى من الاهمية وان يكون لها هذا الدور وأكبر خاصة ان رؤية عمان ٢٠٤٠ تعتمد وبشكل كبير على دور القطاع الخاص في تحقيق العديد من الاهداف الرئيسية لمتطلبات الرؤية ومن هنا ينبع ايضاً اهمية وجود اعضاء وشخصيات في مجلس ادارة الغرفة قادرة على تحمل المسؤولية وتواكب المرحلة المقبلة ولديها الخبرة في قطاع الاعمال ولديها القدرة والامكانيات الشخصية والعملية والعلمية لبذل الجهد والعطاء لتقوية دور غرفة التجارة وتمثيل السلطنة خير تمثيل خلال المرحلة المقبلة، ولتحقيق ذلك فإن الانتخابات القادمة والتي من خلال متابعتي اعتقد انها ستشهد تنافساً كبيراً بين المترشحين ليس فقط في محافظة مسقط وانما في مختلف المحافظات لاختيار الافضل وذلك بعد المعايير والشروط الجديدة التي تم تحديدها واتمنى شخصياً ان نشهد مترشحين قويين وذوي مستوى عال في قطاع الاعمال فالمطلوب اختيار شخصيات على مستوى قادرة على مواصلة تحقيق النجاحات والانجازات وتعيد لغرفة التجارة بريقها وقوتها كمؤسسة لها صوتها ومكانتها على كافة المستويات فمن خلال هذه الترشيحات سيتم ترشيح رئيس الغرفة القادم والنواب واعضاء المكتب التنفيذي وبالتالي من الضروري اختيار الشخصيات المناسبة القادرة على تحمل المسؤولية فرئيس الغرفة يجب ان يكون له مواصفات خاصة ولقد ذكرناها في مقالات سابقة كما ذكر البعض منها الاستاذ خليل الخنجي رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان السابق في احدى مقالاته حول دور غرفة التجارة ومن وجهة نظري ان رئيس الغرفة يجب ان يكون لدية الخبرة في عالم التجارة والاعمال ولديه مؤسسات ناجحة يديرها بنفسه بمعنى يكون رجل اعمال حقيقياً وناجحاً حتى تكون لديه الصورة واضحة عن قطاع الاعمال ومايدور في هذا القطاع من تحديات ومتطلبات ورؤية مستقبلية لتفعيل هذا الدور المفقود للاسف حالياً وحتى يتمكن من قيادة الغرفة وتحمل المسؤولية في كثير من القضايا الرئيسية التي تنفذ حالياً عن طريق المؤسسات الحكومية كذلك من المواصفات ان يكون الرئيس القادم على مستوى علمي ممتاز ويجيد الحديث بأكثر من لغة فهذا النوع من المناصب العليا تتطلب هذا المستوى التعليمي خاصة في الاجتماعات والفعاليات الكبرى كما يجب ان تكون لرئيس الغرفة المنتخب رؤية وفكر للتطوير والعمل كفريق واحد وان يكون لديه برنامج انتخابي واضح وشامل ومحدد، فالدور المقبل يحتاج الى المزيد من العمل المشترك والجهد خاصة في مجال تطوير دور وعمل فروع الغرفة في المحافظات فهي تحتاج الى الاهتمام الفعلي خاصة بعد اكتمال البنية الاساسية في هذه المحافظات مع ايمان وقناعة الرئيس القادم بأهمية التفويض وعدم المركزية في اتخاذ القرار وهذا يعني ان يؤمن الرئيس القادم بأهمية اعطاء الصلاحيات لفروع الغرفة لتقوم بدورها في تطوير الجوانب الاقتصادية بمختلف المحافظات كذلك على الرئيس القادم لغرفة التجارة ان يكون قادراً على كسب ثقة رجال الاعمال والمؤسسات والشركات وايضاً قادر على كسب ثقة الحكومة كشخصية مسؤولة فاعلة وقادرة على ان تلعب دوراً كبيراً ومهماً في المرحلة المقبلة فكما قلنا رئيس الغرفة ليس شخصية عادية فهي بحكم هذا المنصب شخصية لها مكانتها وتمثل البلد وبالتالي على الجمعية العمومية وبعد ذلك على اعضاء مجلس ادارة الغرفة الذين سيفوزون في الانتخابات دور ومسؤولية كبيرة في اختيار الرئيس القادم وايضاً النواب واعضاء المكتب التنفيذي فكلها مناصب ومراكز مهمة يجب اختيارها بشكل صحيح ودقيق وبأسلوب علمي بعيداً عن المجاملات والتكتلات فهي امانة ومسؤولية ستكون ملقاة على اعضاء مجلس ادارة غرفة التجارة والصناعة بعد اختيارهم وفوزهم في الانتخابات وعليهم تحملها بكل شفافية ووضوح.
هناك بلاشك مواصفات عديدة يجب ان تكون لدى المترشح لمجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة عمان ولمنصب رئيس الغرفة بعض منها ذكرناها في هذا المقال والبعض ذكرناه في مقالات سابقة ولدرجة انها اصبحت معروفة للجميع ولكن لا مانع من التأكيد عليها، لذلك من المهم في المرحلة المقبلة ان يتحمل الجميع المسؤولية في الاختيار الصحيح والابتعاد عن المجاملات والاختيار بواقعية وفق معطيات وقدرات الذين سوف يترشحون في هذه الانتخابات مع الحرص على وضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار حتى تخرج لنا هذه الانتخابات بشخصيات مهمة وقوية قادرة على قيادة مجلس الادارة والمشاركة في تنمية وتطوير القطاع الخاص وتحقيق الشراكة الفعلية والحقيقية مع الحكومة لما فيه مصلحة الجمعية العمومية للغرفة ومصلحة الوطن بشكل عام.
Comments are closed.