شكيب ابو زيد

ستون عاماً من الخدمات الجليلة للقطاع المترافقة بالتعاون

كلما ارتقينا عالياً كلما زادت المسوؤليات وبرز التحدي. هذا هو واقع الاتحاد العام العربي للتأمين، إذ يشير السيد شكيب أبو زيد، أمين عام الاتحاد، أن الاعوام الستون الماضية امتزجت بخدماتٍ لا تحصى ولا تعدّ قام بتقديمها الاتحاد لقطاع التأمين العربي حتى بات يُعدّ حجر الاساس في هيكل التأميني العربي. كما أكد السيد على تعاونهم كاتحاد مع باقي الجمعيات والاتحادات الاقليمية وعلى العلاقة المميزة التي تبرطه بها، وعلى مثابرتهم بتنظيم الندوات والمحاضرات لزيادة الثقافة التأمينية لدى الجيل الواعد. إنجاح المؤتمر الـ۳٤ الذي سيُعقد في سلطنة عمان سيبقى الهدف الأول والرئيسي للاتحاد للعام ٢٠٢٤.

 

كيف تنظرون الى واقع قطاع التأمين خلال العام ٢٠٢٣؟

يمكن تقسيم أسواق التأمين في البلدان العربية إلى ثلاث:

– أسواق تقدمت بسرعة في السنوات الأخيرة: السعودية، الإمارات والمغرب، حيث أصبحت تشكل ٦٥٪ من مجمل أقساط التأمين في الوطن العربي. هذه الأسواق تتميز بإطار تنظيمي متقدم وبديناميكية اقتصادية ترفع من أقساط التأمين، بالإضافة إلى أن الفروع الإجبارية التي أصبحت تشكّل جزءاً مهماً من الأقساط في السعودية (٨٢-٨٣٪) والإمارات.

– الأسواق المتوسطة الحجم (ما بين ١ و٣ مليار دولار)، وتتمتع بالإطار التنظيمي الفعال، ولها إمكانيات كبيرة للنمو: البحرين، قطر، عمان، الأردن، لبنان، الجزائر، تونس ومصر. هذه الأسواق واعدة، لكنها لم تتجاوز سقف ٣ مليار دولار، إما بسبب تراجع العملة (مصر) أو بسبب عدد السكان بالمقارنة مع الدول الأكبر لناحية حجم سكانها.

– أسواق البلدان التي تعيش اضطرابات جيوسياسية تعرقل الحركة الاقتصادية، حيث يصعب على التأمين النمو.

عموماً، هناك تقدم على مستوى إجمالي الأقساط التي ستلامس في سنة ٢٠٢٣ حاجز الـ٥٠ مليار دولار. بالنظر إلى الإمكانات الاقتصادية الهائلة التي تزخر بها المنطقة العربية وعدد السكان، بإمكاننا بلوغ مستويات أعلى. ما نشاهده الآن، هو ديناميكية وفاعلية لدى بعض الشركات والمجموعات التي أصبحت تضاهي المجموعات العالمية من حيث الانتشار واستراتيجيات التوسع (GIG, Orient, Wafa).

ماذا عن علاقتكم او اتصالاتكم كاتحاد مع باقي الجمعيات والاتحادات الاقليمية؟

لدينا علاقات مميزة مع كل اتحادات التأمين التي لا تبخل علينا بالدعم والتجاوب. بالنسبة لمراقبي التأمين، نجتمع معهم في المناسبات واذا اقتضت الضرورة لذلك، ونحن نتابع كل المستجدات التي تطرأ على قوانين التأمين واللوائح التنفيذية. بالنسبة للاتحادات الاقليمية، عندنا بروتوكول تعاون مع الاتحاد الأفروآسيوي، وسنوقع بروتوكول مع منظمة التأمين الإفريقية. كما نتعاون مع جمعيات الأكتواريين (SOA) والجمعيات المحلية. بالنسبة للشركات الأعضاء، فهي العمود الفقري للإتحاد، ونحن دائماً في خدمتها للرد على أي استفسار أو للمساعدة في حل أي مشكلة. الاتحاد هو بيت التأمين العربي الذي يجمع كل أطياف الصناعة.

ما هو الدور المباشر وغير المباشر الذي يلعبه الاتحاد للاسهام في زيادة مساهمة قطاع التأمين في الناتج الوطني الاجمالي في العالم العربي؟

وجود الاتحاد في حد ذاته لبنة في البنيان التأميني العربي. قدم الاتحاد على مدى الستون سنة الماضية، خدمات جليلة لصناعة التأمين. على سبيل المثال، البطاقة البرتقالية التي أصبحت الكترونية سنة ٢٠٢٣ عبر (QR) تمكنك من عبور حدود ١٣ بلداً دون الحاجة لشراء وثيقة تأمين على المسؤولية المدنية للمركبات الزائرة، وهذا يمس الملايين من السيارات والركاب. الاتحاد هو الذي دعا لإنشاء شركة إعادة التأمين العربية في ثمانينيات القرن الماضي، وهو الذي عمل على تشجيع التعاون البيني العربي في مجال إعادة التأمين. كما أن الاتحاد يعمم الثقافة والمعلومات والأخبار التأمينية على كل العاملين في قطاع التأمين العربي، وما نجاح نشرتنا الالكترونية الأسبوعية (٢٣١ عدد لحد كتابة هذه السطور) إلا دليل آخر على نجاح الاتحاد في لعب دوره الطبيعي.

هل من دور للاتحاد في اعداد جيل جديد من الشباب  القادة في هذا المجال؟

الاتحاد ينظم ندوات ويشارك مع الجامعات والمعاهد في محاضرات، وما نشرتنا الأسبوعية ومجلتنا الفصلية إلا أدوات تساهم في تعميم الثقافة التأمينية والممارسات المهنية الحديثة. وأنا شخصياً، قدمت محاضرات في بعض معاهد التأمين (IFID, USJ) وحتى الثانويات. بدأنا التفكير وسنحاول جاهدين أن تكون للاتحاد منصة تعليمية بالتعاون مع أحد المعاهد العربية ومعهد دولي.

ما هي ابرز انجازات الاتحاد للعام ٢٠٢٣ ؟ وتطلعاتكم للعام ٢٠٢٤ ؟

مثل ما ذكرت سابقاً، البطاقة البرتقالية الالكترونية هي أهم إنجاز كان لنا شرف اتمامه وتفعيله في ٢٠٢٣، ونحن بصدد تطويره ليكون مساعداً للمكاتب الموحدة على إدارة الحوادث. قمنا بتقديم في لجنة السيارات، دراسة من أجل إنشاء صندوق أو مجمع لإدارة البطاقة البرتقالية على المستوى العربي. كما أننا تقدمنا كثيراً فيما يخص أطر الحوكمة الداخلية للاتحاد، وقمنا برقمنة عمل الاتحاد. هدفنا الأول في ٢٠٢٤، هو إنجاح المؤتمر ٣٤ والذي سيعقد في مسقط، سلطنة عُمان من ١٨ إلى ٢١ شباط/فبراير. الاستعدادات على قدم وساق والإخوة في اللجنة التنظيمية والسوق العماني متعاونين معنا بشكلٍ ممتاز. غير ذلك، مستمرين على نهجنا لمواكبة كل التطورات، رقمنة كل عمل الاتحاد والاسهام بشكلٍ أكبر في تعميم الثقافة التأمينية.

 

 

 

 

 

 

 

Comments are closed.