النجاح والثقافة متلازمتان يصعب تفريقهما، فكلما زادت الثقافة زادت معها فرص النجاح. إيماناً منه بأهمية الجيل الصاعد وضرورة تدريبه وتثقيفه، يثني السيد خالد الجشي، رئيس مجلس ادارة ومدير عام شركة المعاينون العرب الدولية، على مثابرة المجموعة في تقديم المنح الدراسية باسم السيد وليد الجشي.
ويشير الى خطط المجموعة الاستراتيجية لعقد شراكاتٍ دولية والدخول في شبكاتٍ عالمية هادفة الى توسيع أطر أعمال الشركة وانتشارها في كافة بلدان العالم.
* ما الجديد في خطة عمل المعاينون العرب ومجموعة ALA؟
أولاً نحن كمجموعة المعاينون العرب وفريق العمل والزملاء نفتخر بأساس الشركة التي نمت على يد السيد وليد الجشي والذي تفانى كل جهوده لسوق التأمين العربي من أكثر من ٥٠ عاماً، وبالفعل قد قدم لنا بداية الطريق على معايير ومستويات عالية.
الاستراتيجية والتركيز في السنتين القادمتين سيكون ترسيخ وجودنا وحصصنا في الأسواق الجديدة، بينما نعزز آلية العمل ضمن قطاع التأمين على الممتلكات والمسؤولية في السوق الأساسي الذي نعمل فيه في دول الخليج وشمال أفريقيا، مع التركيز الشديد على الأعمال الإنشائية الواسعة في المملكة العربية السعودية ومصر، سنقوم بدعم تلك الفئات من الأعمال على أعلى مستويات. علاوة على ذلك، سنقوم بإدخال عناصر تكنولوجية رئيسية لدعم ومساعدة خدماتنا على مستوى الخدمة والجودة، والتي ستدعم بشكل إضافـي جودة الخدمة التي نعمل بها حالياً، وسيتم تعزيزها في الربع الأول من عام ٢٠٢٤، ونظرًا لضرورة تلبية متطلبات السوق، قررنا تقسيم فئات الأعمال التجارية التي تتبع قسم التأمين على الممتلكات والمسؤولية وهي جزء أساسي من أعمالنا الأساسية، إلى خطوط تجارية تتنوع من حيث الأعمال البحرية وبينما نقوم بإدخال توسيع إضافـي لخطوط الأعمال المحلية في الأسواق، حيث يروّج التأمين لضرورة تحسين جودة الخدمة بطريقة أكثر تنظيمًا.
وفيما يتعلق بخطوط الأعمال غير الأساسية للسيارات أيضاً، قد قمنا بالفعل بتأسيس ALA Resolve والتي بدأت العمل في الإمارات منذ عدة سنوات وسيتم تقديم حلاً تكنولوجياً من أجل تيسير وتقليل الجدول الزمني للمطالبة والتي ستكون في مصلحة المؤمّن وشركات التأمين وسيتم تقديمه في بداية العام.
* تحدثون عن تحوّل المجموعة من مجموعة اقليمية الى مجموعة دولية. هل سيتم ذلك من خلال شراكاتٍ أم من خلال إنشاء فروعٍ جديدة للشركة؟
نحن الآن لم نعد مجرد ممارسة تعديل محلية، ومع انتشارنا الذي امتد بين ماليزيا وكمبوديا وجميع الدول العربية، ستكون استراتيجيتنا في السنوات القادمة تركيزًا على هذه الأسواق التي قد امتدينا إليها، حيث حددنا بعض الشركاء الاستراتيجيين الرئيسيين للعمل معهم في المناطق التي يتعين علينا خدمتها مثل إفريقيا والدول الآسيوية الأخرى.
* تلعب المنافسة دوراً بارزاً على المستوى الدولي والإقليمي. كمجموعة عربية كيف تتعاملون مع هذه المنافسة داخل وخارج الوطن العربي؟
التنافس دائماً يظل محورًا أساسيًا، والتنافس مع المتنافسين المحليين، سواء كانوا حديثي التأسيس أو موجودين، أو مع المتنافسين الدوليين يتطلب دائمًا انتباهًا كبيرًا. ومع ذلك، تتجلى قيمتنا في التنافس من خلال التميز مقارنةً بأقراننا. ومع هذا، نواصل التعامل مع هذا التحدي عبر إرساء أساس قوي داخل البلدان التي نعمل فيها من خلال فهمنا للمعرفة المحلية وبيئة الأعمال والتشريعات المحلية.على غرار ذلك، نلتزم بتقديم خدماتنا بمبادئنا ولمساهمينا وفقًا لأعلى المعايير الدولية. وسنظل نرتقي بجودة خدماتنا لتكون قادرة على استيعاب المنتجات وفئات الأعمال الجديدة وإدخالها إلى قطاع التأمين.
* الى جانب عملها الرئيسي، تقدّم شركة المعاينون العرب رسالة تقضي بتدريب جيلٍ جديد من الشباب العربي. هل انتم مستمرون في هذه الرسالة؟
نحن حاليًا في مرحلة إعادة تشكيل إطار العمل لأكاديمية ALA، بهدف تمكين المزيد من التطوير وفتح الفرص للمرشحين الذين يسعون للانضمام إلى صناعة التأمين، سواء في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أو حتى في المناطق الشرقية الأقصى. تتمثل غاياتنا الرئيسية في هذه الفترة الجديدة في إشراك المرشحين بجدية داخل مجتمع محترفـي التأمين، مما يمنحهم الفرصة لاكتساب تعليم مهني في هذا الميدان تحت رعاية السيد وليد الجيشي.
وسنواصل بالطبع تقديم هذه الرؤية وتقديم المنح التعليمية. نحن حاليًا في محادثات مع معاهد تعليمية في الولايات المتحدة وأستراليا، حيث نعمل على تصميم مناهج دراسية جديدة بالتعاون مع معهد إضافـي في الولايات المتحدة الذي يتوافق مع المعايير الدولية. بالإضافة إلى ذلك، سنعزز الدورات بشكل مستمر وسنقدم ما بين ١٠ و٢٠ منحة في السنة الواحدة. سيتم تنظيم وإدارة هذه الدورات تحت إشراف أكاديمية ALA بمسمى “وليد الجشي للمنح الدراسية”.
* أحدث مكاتبكم كانت في الجزائر. هل من توسّعاتٍ جديدة؟
في أي توسع نقوم به في أي إقليم جديد، يكون هناك دائمًا منحنى تعلم للتكيف والتأقلم مع الثقافة المحلية وبيئة الأعمال. هذا يشبه تجربتنا في ماليزيا، فالسوق الماليزي الذي يتميز بتنوعه فقد احتاج الى فترة طويلة من المراقبة لفهم ممارسات السوق بشكل كامل. التعامل مع سوق ناضج مثل ماليزيا استدعى منا مناقشات واسعة مع الجهات المعنية لتحديد مؤشرات العمليات التي تحظى بتأييد الصناعة المحلية.
أما بالنسبة للجزائر أو أي إقليم عربي آخر الذي قمنا بالتوسع إليه، فإن دورة التعلم تكون أقصر نسبياً، نظرًا لفهمنا الثقافـي وتوجهنا نحو الممارسات والسلوكيات والمعايير الصناعية المحلية. تعود نسبة كبيرة من المخاطر في الأسواق الدولية، وغالبًا ما تتناسب مع معايير الضمان الفعّالة أو حتى سوق لندن.
على الرغم من التحديات المتعلقة بكل توسع، إلا أن قدرتنا على التكيف على الأرض، إلى جانب التزامنا بمراقبة أفضل الممارسات، يظلان في مقدمة الأولويات.
Comments are closed.