«في قلب كل شتاء ربيع نابض، ووراء كل ليل فجر باسم»، هذا القول لجبران خليل جبران يلخّص لنا وضع قطاع التأمين من جهة ووضع شركة CCR Re من جهةٍ أخرى، إذ أشار السيد بيار سلامة، مدير عام الشركة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، أنّ السوداوية التي لفّت العالم والقطاع كانت شاسعة إثر الكوارث الطبيعية الضخمة التي أدت الى خسائر فادحة. رغم ذلك، كان وراء هذا الليل بعضاً من النور، إذ ثابرت الشركة، حسبما بيّن السيد سلامة، على خطواتها لا سيما تلك المتعلّقة بخصخصتها والتعاون مع مستثمرين جدد مبقيةً على نموها السنوي المعتاد.
* ما هي أبرز التطورات التي شهدها قطاع التأمين خلال العام ٢٠٢٣؟
كان من المحزن أن يبدأ العام ٢٠٢٣ بصفحةٍ سوداوية في قطاع التأمين واعادة التأمين، إثر اجتياح الكوارث الطبيعية الضخمة العالم، بما في ذلك الحرائق في كندا واميركا وايطاليا، والفيضانات والبرَد في اسبانيا وألمانيا وأوروبا الشرقية، اضافةً الى الأمطار الغزيرة في اليونان وفيضان ليبيا التي تفتقر للتأمين، ونتقدّم في هذا الاطار بأحرّ تعازينا الى إخواننا الليبيين. ناهيك عن زلزال تركيا المدمّر، كذلك الأمر بالنسبة للمغرب. كان عاماً كارثياً بامتياز ويصعب حالياً تقدير حجم الخسائر بشكلٍ نهائي إثر استمرار ظهور المزيد من الأضرار. كما أن عامل انقطاع الأعمال في أميركا وأوروبا يلعب دوراً مهماً في صعوبة تقدير الخسائر التي قد يتّضح حجمها في منتصف العام الجديد.
* هل استطعتم كشركة اعادة عالمية إدخال التأمينات الحديثة الى المنطقة العربية بما في ذلك الزلازل والبراكين والاحتباس الحراري والتأمين السيبراني…؟
تأمين الكوارث الطبيعية ليس حديثاً بل إنه متواجد في المنطقة العربية وقد زاد الوعي والطلب عليه بعد زلزال تركيا. أما التأمين السيبراني فكان مستثنى سابقاً من الوثائق التأمينية، لكنه بات يحظى اليوم بانتشارٍ وسوقٍ عالمي متخصص بعيداً عن شركات اعادة التأمين التقليدية. كما أنّ بعض شركات الاعادة الضخمة تبنّت هذا التأمين عبر إسناده الى قسم متخصص في الشركة لا سيما وأنّ هذا النوع من التأمينات يحتاج الى معرفةٍ وفهمٍ عميق. كنا كشركة، قد تعرّضنا منذ فترةٍ قصيرة الى هجوم سيبراني وقد استغرقت عملية الكشف والبحث عن الأسباب ستة أشهر رغم أننا كنا مؤمّنين سيبرانياً، ولكن بعد الجهود استعدنا كل بياناتنا دون أي نقصان. التأمين السيبراني له أربابه، وليس من السهل العمل به حيث أن لديه برامجه الخاصة وممراته الضيّقة التي يصعب على أيٍ كان إتقانها.
أما على صعيد تأمين الاحتباس الحراري فهو مشابه بوضعه للتأمين السيبراني وله سوقه المتخصص، ولكنه على عكس السيبراني فهو متدارك ومفهوم ولكنه دقيق جداً.
* لاحظنا دخول لاعبين جدد من معيدي التأمين الى المنطقة. ما رأيكم بذلك؟
نعم نلحظ دخول لاعبين جدد الى المنطقة، فلطالما كان السوق العربي سوقاً مفتوحاً عالمياً. نشكر في هذا الاطار كل القيّمين على هذا القطاع، الذين يتمتّعون بحضورٍ لافت في المنطقة العربية وشمال أفريقيا والذين ينظرون برؤية مستقبلية لحماية المؤمّن له والشركات معاً. يسعَد معيدو التأمين بالاهتمام الذي يوليه القيّمون على قطاع التأمين في منطقتنا مما يجذبهم اليها. لا شكّ أن المنافسة ستبرز أكثر بفعل كل تلك العوامل، ولكنها لطالما كانت موجودة وهي الآن في معدّلها الطبيعي.
* ما الدور الذي تؤديه شركات اعادة التأمين في عمليات التسعير والشروط؟
عمليات التسعير والشروط ليست بجديدة بل إنها تتمّ سنوياً. من الممنوع أن تعكف أي شركة إعادة تأمين عن عملية التسعيرات، فشركات التصنيف تقوم بتدقيق التسعيرات المتداولة في كل شركة إعادة على حدة. كذلك الأمر بالنسبة للشروط المتباينة وفق أنظمة البلد وتشريعاته وقوانينه، فهي تُعدّل إذاً حسب وضعية أنظمة الاعادة العالمية إجمالاً.
تتجه آلية التسعير والشروط في العام ٢٠٢٤ الى مزيد من الزيادة في الاسعار والتشدد في الشروط لا سيما لناحية الشركات التي تعرّضت لخسائر كبيرة.
* كيف تقيّمون وضع الشركة؟
وضع الشركة ممتاز، كانت مملوكة بنسبة ١٠٠٪ من الدولة الفرنسية حتى شهر حزيران/يونيو ٢٠٢٣، وقد دخل ابتداءً من شهر تموز/يوليو مستثمران كبيران جديدان من شركتي تعاضد فرنسية ضخمة، وباتا يمتلكان ٧٥٪ من حصص الشركة، الأولى تكتتب بالهندسة المباشرة حصراً وذات ملاءة مالية كبيرة وتدعى SMABTP، أما الثانية وتدعى MACSF وهي تتعاطى مباشرةً ضمان المستشفيات والأطباء، أما الدولة فأبقت على حصة ٢٥٪. لم يحدث أي تغييراتٍ ادارية سوى رئيس مجلس الادارة غير التنفيذي. رغم خصخصة الشركة، إلاّ أن سياستها السليمة ستبقى كما هي.
أما على الصعيد المناطقي، فالنمو يندرج تحت تطلعات كل معيد تأمين. نفخر بالنمو الذي نحققه كل عام في هذه المنطقة، حيث نعمل على تلبية عملائنا دون انقطاع وعلى مدار الساعة وكل يوم.
Comments are closed.