يتحدث السيد علاء الزهيري رئيس الاتحاد الأفروآسيوي للتأمين واعادة التأمين ورئيس الاتحاد المصري للتأمين عن الخطط التنظيمية لملتقى شرم الشيخ بنسخته الثالثة والصعوبات التي واجهتهم في ظل جائحة كورونا، مثنياً على الجهود الحثيثة التي رافقت هذا الملتقى وعلى الدعم الذي حصده من جهات عدة، ودفع به نحو النجاح لاسيما وانه الملتقى الأول عربياً بعد حلول كوفيد-۱٩.
واشار الرئيس علاء الزهيري الى ان نجاح اليوم لن يعيق النجاح غداً، فهم يضعون استراتيجية عمل بفكرٍ مستحدث يتماشى مع النمو الذي تشهده مصر عموماً وقطاع التأمين خصوصاً. كما نوّه بالدور الأساسي الذي لعبه التحول الرقمي في استكمال العمل عن بعد وفي تحويل الأزمة الى مكسب.
* خضتم معركة تكللت بالنجاح، على رغم الشكوك التي راودت عدداً كبيراً من العاملين في هذا القطاع، وانعقد الملتقى بحضور عربي وازن على الرغم من افتقاره لكبريات شركات اعادة التأمين.
– ما تقييكم؟
في البداية اود ان اشكر كل الداعمين لنا بما فيهم الصحافة والإعلام، على جهودهم الحثيثة لمواكبة وتغطية ملتقى شرم الشيخ على اتم وجه.
الموضوع لم يكن سهلاً على الاطلاق، لا سيما ان النجاح الكبير الذي حققناه في العام ٢٠۱٩ رفع من مستوى الآمال بتحقيق ملتقىً افضل في الأعوام المقبلة. احبطت جائحة كورونا ملتقى العام ٢۰٢٠ فقررنا اعادة احيائه العام الحالي. وبعد اعتذار دولة الامارات العربية المتحدة عن تنظيم الـFAIR، اصبح لدينا مؤتمران في الوقت نفسه. ازدادت المخاوف لدينا من اعدادهما سوياً في عام واحد، لا سيما وان جائحة كورونا لا زالت تحوم في الأفق وتبسط قيودها على كافة المستويات بما فيها السفر وبالتالي المشاركة. تبعاً لذلك، اقترحنا على مجلس الـ FAIR ومجلس الاتحاد المصري بأن يتم اعداد المؤتمرين معاً وفي مكان واحد، فتمّت الموافقة على الاقتراح وكانت النتيجة ملتقى شرم الشيخ بنسخته الثالثة.
قبلنا التحدي ومضينا قدماً، كانت اولى الخطوات التنسيق مع رعاة للملتقى، حيث لاقينا ترحيباً واسعاً. ثم بدأنا جسّ نبض السوق المصري الذي شجّع المبادرة، لا سيما بعد التوقف لفترة عن هذه النشاطات. وبعد ملاحظة الذبذبات الايجابية، انتقلنا الى استطلاع السوق العربي الذي كان من مناصري هذه الفكرة.
اثر ردود الأفعال الايجابية وضعنا المشروع قيد التنفيذ وبدأنا التسجيل. احتلت الشركات المصرية النسبة الأعلى من التسجيلات وكان هناك عدد هائل من الدول الراغبة في المشاركة. بدا ذلك جلياً من خلال الحجوزات المتأخرة التي ما زلنا تلقيناها خصوصاً من لبنان والأردن وانجلترا. أكثر من ثلاثون بالمئة من المشاركة كانت من خارج البلاد وهي نسبة عالية نظراً للظروف التي نمر بها.
فاجأنا حجم الحضور ونوعيته، اذ لم نتوقع مجيء وزير المالية المصري ووزيرة الهجرة التي اعلنت عن مشروع تأمين للمصريين في الخارج بالتنسيق مع وزارة الداخلية وأيضاً رئيس الهيئة ونائبه. لم نتوقع كل هذا الاقبال والحضور الكبير يوم الافتتاح فالقاعة كانت ممتلئة ومزدحمة. حصدنا نتيجة جهودنا، وملتقى شرم الشيخ اصبح علامة مميزة في مؤتمرات التأمين ليس فقط اقليمياً وانما عالمياً، لاسيما بعد إلغاء عدد من هذه المؤتمرات نتيجةً للجائحة.
استضفنا اهم قادة الأعمال والخطابة ومن بينهم الاستاذ زاهي حواس الذي لاقى خطابه استحساناً كبيراً. كل شيء كان على اكمل وجه من نواحي التنظيم واختيار المحاورين والمواضيع، المكان نوعية الطعام وأساليب الترفيه…
لاقى الملتقى رواجاً كبيراً، حيث فاق عدد المشاركين الألف، وهذا دليل واضح على تميّزه. الاقبال الشديد ساعد في حدوث ونجاح ملتقى شرم الشيخ الذي ترك بصمة في عالم المؤتمرات، وهذا يزيد من حجم مسؤولياتنا وتحدياتنا لا سيما واننا رفعنا سقف نوعية الملتقى لهذا العام، ونأمل بإعداد ما يوازيه في الأعوام المقبلة.
* رفعتم سقف التحدي على مستوى النوعية وتوقيت انعقاد الملتقى. ما هي مشاريعكم لسنة ٢۰٢٢؟
نطمح دائماً للأفضل، فنحن كفريق عمل في اللجنة التنظيمية والاتحاد نجمع الأفكار ونطورها لتقديم كل ما هو جديد، كما فعلنا هذا العام في هذا الملتقى. نحاول التجديد في المواضيع واساليب طرحها بما يتماشى مع الظروف المرافقة.
في ظل جائحة كورونا كان من البديهي تناول مسألة التحديات التي تواجه شركات التأمين واعادة التأمين ومحاولة ايجاد حلول للمشاكل، بما يناسب العملاء والشركات سوياً. كوفيد–۱٩طرح صيغة حياة غير اعتيادية واساليب عمل غير مألوفة، حيث ان شركات التأمين بدأت التفكير والتخطيط بشكل مغاير وتطوير منتجات تلائم الوضع الراهن. فكرة التعامل عن بعد التي فرضها الوباء اوحت لنا بالاستثمار في التحول الرقمي، تبعاً، فإن الاستثمارات في هذا النوع من التحولات ارتفعت بنسبة عالية جداً في سوق التأمين. لا بدّ من الاشارة انه عندما نتحدث عن الرقمنة فنحن لا نعني فقط التواصل عبر الانترنت، وانما فرصة اصدار، تسويق وبيع المنتجات التأمينية عن بعد، من دون حاجة العميل الى لقاء مباشر مع مندوب التأمين او الوسيط. العملية بكامل تفاصيلها تحدث عبر الانترنت لضمان سلامة العملاء والمندوبين. نتيجةً لكوفيد–۱٩بدأت شركات التأمين سعيها الجدي والسريع في تبني التحول الرقمي.
اما على المستوى التنظيمي للملتقى، فقد ركّزنا على الشركات المناسبة التي تساعدنا في ما يخص الاستقبال، الذي يشكّل نقطة مهمة للمشاركين وعليه يبنى الانطباع الأول، وتنبّهنا لأدق التفاصيل التي يمكن ان تضفي تميّزاً بارزاً.
على المستوى الرياضي، نظّمنا مسابقات رياضية وبحثية دعمناها بحوافز مالية وصلت قيمتها الى ٥۰۰٠ دولار اميركي، مما لاقى استحسان بعض الطلاب والباحثين من باب المنافسة. يجب التنويه الى ان الابحاث التي تلقيناها نقوم بعرضها على الشركات بهدف استحداث مفاهيم واساليب جديدة في العمل. جهود الاتحاد تحفّز روح المنافسة والتحدي وبالتالي التطوير والابتكار.
نطمح الى وضع خطط جديدة للملتقى الرابع لشرم الشيخ تضفي عليه الجودة، بحيث ينافس المؤتمرات الدولية بالمعايير العالمية.
* نجح علاء الزهيري خلال رئاسته للاتحاد المصري للتأمين، بديناميكيته واقدامه وادارته… مما دفع اعضاء الاتحاد للتجديد له بالتزكية.
– ما تعليقكم؟
بالطبع هذا الأمر يخلق تحدياً شخصياً كبيراً خاصةً وان عملي في الاتحاد تطوعي من دون مقابل مادي، هدفنا تنمية السوق المصري من خلال زيادة التعاون بين شركات التأمين ومجلس الادارة. نحن نلقى ردوداً ايجابية من العديد من الجهات، التي لا تهنئني شخصياً، انما تهنئ الاتحاد المصري بالعموم، وهذا دليل على نجاح الفريق والعمل ككل. انه لمن دواعي سرورنا ودافع لنا ان نحظى بهذا الدعم وان يسطع اسم الاتحاد المصري اكثر فأكثر.
مصر كانت من البلدان المصدرة للطاقات والخبرات التأمينية للأسواق العربية بأكملها وشكّلت ركيزة لشركات التأمين، الى حدّ ان بعضها طبّق قوانين شركات التأمين المصرية بحذافيرها. ولكن مع الأسف هذا الدور تضاءل حجمه على مرّ السنوات، لذا قررنا ايجاد طرق لاعادة تنشيط دورنا كسوق تأمين مصري وكإتحاد. اعتقد اننا نجحنا في مساعينا بالرغم من الصعوبات التي واجهتنا، والعمل الدؤوب خلال السنوات الأربعة الماضية لاقى ثماره. بعد احداث بعض التبديلات، لدينا اليوم مجلس ادراة وفريق عمل متناغمان، ويجب التنويه الى ان ادخال الفكر المتجدد اثّر ايجاباً على مستوى الاداء. اتوقّع المزيد من التألق في السنوات القادمة.
استفدنا ايضاً من العلاقة المتينة بين الاتحاد وهيئة الرقابة المالية التي ساعدتنا في تسهيل عملية الموافقة على الاصدار، البيع والتسويق عبر الانترنت وتطبيق مشاريع جديدة كمشروع تأمين السفر والذي يتوقع أن يحقق أقساطاً تقترب من المليار جنيه سنوياً ومشروع مجمعة التأمين الالزامي ضد الغير. ان الاتحاد والهيئة لديهما الرغبة ذاتها في التوسع والتطوير، لذلك ما من قوانين معطّلة ومعرقلة تُفرض علينا من باب الحد من التنمية، بل على العكس هناك تسهيلات ومرونة من قبل هيئة الرقابة التي تسعى لتنمية السوق. الجو العام يحفّز على العمل والتقدم.
* كيف اثّر الاستقرار السياسي ومعدل النمو المرتفع في مصر على قطاع التأمين؟
المشاريع الهائلة التي نُفّذت في مصر وكمية الاستثمارات الكبيرة التي ضختها الدولة في سبيل تسريع العجلة الاقتصادية، لها اثرها الايجابي دون شكّ. اذ ان مصر لم تشهد اقفالاً كلياً خلال جائحة كورونا انما سير العمل استمر وسط الأزمة مع مراعاة شروط الوقاية الصحية، مما ساهم في خلق اكثر من اربعة ملايين فرصة عمل. نحن ايضاً كشركات تأمين استفدنا من هذه النقطة، حيث ان زيادة نسبة العاملين يساهم في قدرتهم على شراء الخدمات التأمينية، مما ادى الى ارتفاع في معدل نمو اقساط التأمين في مصر بنسبة ۱٤٪ بينما كانت اعمال أسواق تأمين اخرى تشهد تدهوراً وتراجعاً غير مسبوق.
التنمية شملت كل القطاعات الاقتصادية، التأمينية والسياحية، اذ ان الفنادق والمنتجعات امتلأت بالكامل، مما يسرّع حركة النمو بفعل زيادة اليد العاملة والعملة الصعبة التي يتم تداولها في السوق لا سيما تحويلات المصريين من الخارج التي تخطت الثلاثين مليار دولار. لدينا الحظ بوجود رئيس داعم صاحب نظرة مستقبلية انمائية واعدة، حيث انه شرع بتنفيذ خطط سنة ٢۰٣٠ قبل اوانها.
* بعد النجاح الذي حققته على صعيد رئاسة الشركة والاتحاد، الى ماذا تطمح؟
انا اطمح للاحتفاظ بهويتي الحالية وكلّي رضى عما انا عليه اليوم. فخور بإنجازاتي وما حققته حتى الآن لاسيما وانه ناتج عن حب شديد لعملي ولقطاع التأمين، واريد ان يقترن اسمي دائماً بهذا القطاع والاتحاد المصري. اعمل في احدى عمالقة شركات التأمين «جي أي جي» وهذا امتياز لي خاصةً واني امثّلها في مجالس الادارة في دول عدة. اشعر بالانتماء الى عملي والاكتفاء بالهوية التي صنعتها لنفسي على مرّ السنين.
Comments are closed.