إستقبل رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور هيكتور الحجار على رأس وفد ضم رؤساء جمعيات وناشطون وعدد من المسؤولين الاجتماعيين، حيث عقد إجتماع جرى خلاله عرض المشاريع التي تطرحها غرفة طرابلس الكبرى، وتشكل قواعد أساسية تستند عليها منطلقات النهوض بالاقتصاد الوطني ويتوفر معها الأمن الاقتصادي والإستقرار الاجتماعي، بما يساهم في إنقاذ لبنان وفي مواجهة الآفات التي تفتك بالمجتمع من طرابلس الكبرى.
رحّب الرئيس دبوسي بالوزير الحجار مشيراً الى الدور الكبير الملقى على عاتقه في ظل الأزمات الكبرى التي تحيط بالوطن.
ثم تحدث الحجار فأثنى على الدور المحوري الذي تقوم به غرفة طرابلس معتبراً أن لهذه المدينة بُعدين أساسيين، الأول يتمثل بحيوية غرفتها التي تأسست قبل لبنان الكبير في العام ١٨٧٠ والتي تدل على مكانة طرابلس وحركتها الاقتصادية عبر التاريخ، والبعد الثاني يعطي دلالة على القلب الكبير لطرابلس وعلى عينها الساهرة على القضايا الاقتصادية والاجتماعية لا سيما من خلال المنظومة الاقتصادية التي تفضّل الرئيس دبوسي بعرض مرتكزاتها واهدافها، ومن شأنها أن تضع طرابلس خصوصاً ولبنان عموماً على الخارطة الدولية للإنماء بالرغم من إدراكنا المسبق لحجم الصعوبات والمشاكل التي تعاني منها القطاعات الاقتصادية كافة.
وقال الحجار: نحن لدينا صرخة للتنبيه الى الآفات، ومنها آفة الإدمان وتعاطي المخدرات التي تفتك بشبيبتنا وهي تستدعي تضافر الجهود المشتركة من القطاعين العام والخاص والجمعيات الأهلية لإطلاق أوسع حملة تساهم في رفع منسوب مناعة المجتمع اللبناني تجاه مظاهر البؤس بمختلف أشكاله، مؤكداً أننا سنكون على تواصل مع غرفة طرابلس لمتابعة التشاور والتعاون في تنفيذ الخطوة الأولى من مشروع مكافحة المخدرات والإدمان، شاكراً الرئيس دبوسي على الدور الذي يقوم به نحو النهوض الاقتصادي والتنمية الاجتماعية وإهتمامه ومتابعته لرسم الأطر العملية لمكافحة ظاهرة تعاطي المخدرات والإدمان عليها.
في الاطار نفسه، رأى الرئيس توفيق دبوسي ” أن طرابلس وقضاياها لا تغيب عن الاهتمام السعودي، المعلن منه، كما في حال الدعم المالي مؤخّراً للمستشفى الحكومي بقبة النصر بمبلغ ٣٠ مليون دولار من الصندوق الفرنسي – السعودي المشترك، أو غير المعلن، كما هي الحال في الاهتمام الجاد والطويل الأمد بمنظومة طرابلس الكبرى الاقتصادية، والتي سبق أن قدّمنا عناوينها ومكوّناتها خلال اللقاءات شبه المستمرّة مع السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، إضافة الى اللقاءات المتتالية مع سفراء من الغرب والشرق”.
وقال دبوسي: “طرابلس الكبرى وغرفتها تحت “المجهر السعودي”، وما علينا سوى أن نكون على جاهزية حين تدقّ ساعة العمل، وهذا ما تفعله بأمانة وإتقان إدارة غرفتنا، إن من خلال مسودّات المشاريع الخارجية الإستثمارية الكبرى، وإن من خلال التطبيق العملي للمشاريع الداخلية، كمختبرات الجودة المركزية، التي باتت تحصد الإعتماديات الدولية، الواحدة تلو الأخرى، من اليابان الى أميركا، دون أن ننسى سلامة الغذاء وآليّات الإستيراد والتصدير وسهولة المعاملات الإدارية”.
وخلص دبوسي الى التأكيد على أن أبواب غرفة طرابلس الكبرى ” مفتوحة للجميع. ومن يتلمس الحقائق، فليتبيّن – مما يقال ويكتب – بنفسه!”.
كما إستقبل الرئيس دبوسي سفير باكستان في لبنان سلمان أطهر ونائب السفير أمانة الله بحضور مديرة الغرفة الأستاذة ليندا سلطان ورئيس جمعية تجار لبنان الشمالي أسعد الحريري ورجل الأعمال وسيم الهوز.
رحب الرئيس دبوسي بالسفير أطهر وكافة الحاضرين متمنيا العمل المشترك على تقوية الروابط اللبنانية الباكستانية عموماً ومع طرابلس الكبرى بشكل خاص لا سيما أن للغرفة مشاريع تلعب دوراً حيوياً في عملية النهوض بالإقتصاد الوطني وتعزز الشراكات الإستثمارية الإستراتيجية على المستويات الدولية.
وأعرب دبوسي عن بالغ إعتزازه بالسفير أطهر، متوسماً بمحبته لطرابلس وغرفتها أن يلعب دوراً حيوياً في تمتين العلاقات بين بلدينا الصديقين.
من جهته السفير سلمان أطهر أعرب عن بالغ سروره أن يلتقي الرئيس دبوسي للبحث في سبل توثيق وتطوير العلاقات بين باكستان ومجتمع الأعمال اللبناني ولقد إنتهزنا مناسبة اللقاء لنتشرف بتوجيه دعوة لسيادته لزيارة باكستان في الفترة التي يتم فيها إقامة المعرض الدولي الباكستاني الخاص بالنسيج والملبوسات خلال منتصف آب/أغسطس من العام الجاري ٢٠٢٢ على أن يرافق حضوره الكريم هذه الفعالية زيارة ميدانية الى مختلف المصانع الباكستانية ليتعرف على الخصائص التي تمتاز بها الصناعات الباكستانية وليتعرف أيضاً على فرص التعاون المتوفرة في مختلف القطاعات الاقتصادية الباكستانية، كما نوجه من خلال غرفة طرابلس الدعوة لكافة المصدرين ورجال الأعمال من طرابلس والشمال للإشترك في المعرض المذكور ولقد إستجاب الرئيس دبوسي مشكوراً لدعوتنا ووعد بتلبيتها ونحن ندعو لطرابلس ولغرفتها ورئيسها دوام التوفيق والنجاح وبمزيد من الإزدهار والتقدم.
كما استقبل الرئيس توفيق دبوسي الملحق الاقتصادي لدى السفارة الالمانية في لبنان فريتش سيرهاوزن يرافقه وفد ضم إيرين دولز مسؤولة التنمية المحلية في شمال لبنان لدى الوكالة الالمانية للتعاون الدولي GIZ، كلويه حكيّم من السفارة الألمانية ودوريس درويش مستشارة لمشروع UDP-NL/GIZ وذلك بحضورمديرة الغرفة الأستاذة ليندا سلطان ،الأستاذ أنطوان السيد والمهندس ابراهيم ملاط.
وجرت مباحثات تهدف الى الاطلاع على مختلف المشاريع الاستثمارية التي تطلقها غرفة طرابلس الكبرى تتمثل محورياً بمنظومة اقتصادية متكاملة تمتد على طول الساحل البحري من مرفأ طرابلس حتى الحدود الشمالية مع سوريا في الضفة الشرقية من البحر المتوسط وتتضمن مرافق ذكية من مرفأ ذات خدمات لوجيستية متطورة ومطار يحاكي أحدث المطارات الدولية المتقدمة في العالم، تفتح الآفاق واسعة امام شراكات مع الاصدقاء الألمان.
وكان الرئيس دبوسي قد رحب بالملحق الاقتصادي الألماني معرباً عن سروره بإن تكون غرفة طرابلس قد إستقبلت في الأمس القريب السفير الألماني أندرياس كيندل وفي ذلك دلالة عن مدى عمق علاقات التواصل بين غرفة طرابلس الكبرى والسفارة الألمانية في لبنان وعن مدى تقدير اللبنانيين لالمانيا الصديقة وثقتهم بها وبمكانتها ودورها الاقتصادي المميز.
من جهته اعرب الملحق الاقتصادي فريتش سيرهاوزن عن إعجابه بالرؤية الواسعة والشاملة التي يرتكز عليها مشروع المنظومة الاقتصادية المتكاملة، مؤكداً انها ستحظى باهتمامه ومتابعته، مشدداً على ضرورة طرحها مع كبريات الشركات الالمانية التي يجب أن تبني جسور التواصل مع غرفة طرابلس والشمال لمتابعة التعاون والتشاور في مستقبل هذا المشروع الكبير.
وترافقت المباحثات مع زيارة ميدانية للملحق والوفد المرافق لمختلف المشاريع المعتمدة داخل مقر الغرفة وتندرج في اطار التنمية المستدامة وتساعد على توفير الأمن الغذائي وتطوير الصناعات الغذائية وتعزز حركة الصادرات اللبنانية وتتسع معها آفاق التعاون اللبناني الألماني في مختلف المجالات ذات الإهتمام المشترك.
كذلك إستقبل الرئيس دبوسي سفير الجزائر في لبنان عبد الكريم ركايبي وسفير لبنان في الجزائر الدكتور محمد محمود حسن، حيث تم البحث في كيفية تنمية وتطوير العلاقات اللبنانية ـ الجزائرية في مختلف جوانبها إنطلاقاً من ان غرفة طرابلس الكبرى تمتلك مشاريع إستثمارية إستراتيجية ودولية تدفع بإتجاه إقامة أوسع الشراكات على المستويات كافة.
رحب الرئيس دبوسي بالسفيرين وأكد أن لبنان والجزائر يتقاسمان ضفتي البحر الأبيض المتوسط شرقاً وغرباً، مشدداً على ضرورة العمل على إستثمار الموارد الغنية التي يمتلكها البلدين الشقيقين، وبناء القواعد المتينة التي ترسخ العلاقات المشتركة عبر المشاريع الإستثمارية التي نطلقها من طرابلس الكبرى ومن غرفتها بالذات.
وأشار دبوسي الى أهمية تبني تلك المشاريع من الجهات الرسمية اللبنانية والجزائرية خصوصاً أن لبنان يمر في ظروف بالغة الصعوبة، وأن مالية الدولة تحتاج الى التغذية وكذلك الشعب اللبناني يحتاج الى فرص عمل، في حين أن الجزائر تعمل على إستكمال خروجها من أزماتها، مؤكداً أن السفيرين ركايبي وحسن يمثلان العناصر الحيوية لتعزيز العلاقات الجزائرية ـ اللبنانية، منوها بالدور الكبير الذي يقومان به ضمن هذا الاطار.
من جهته قال السفير ركايبي: “تشرفت بلقاء السيد الرئيس دبوسي وكانت فرصة إيجابية لتبادل المعلومات حول مسار العلاقات الجزائرية ـ اللبنانية وسبل تطويرها مستقبلاً، ولقد شاهدت في مقر غرفة طرابلس مشاريع متعددة لا يوجد مثيلاً لها في أية غرفة من الغرف العربية الأخرى كما أتاح لنا اللقاء ايضاً دراسة وتقييم الوضع الثنائي الجزائري اللبناني، وكذلك الفرص التي من الممكن إستثمارها من الجانبين كما بحثنا بإمكانية تنظيم زيارات إقتصادية متبادل وتعزيز الروابط على نطاق الغرف التجاري في كلا البلدين.
أما بالنسبة للمنظومة الاقتصادية المتكاملة التي تطلقها غرفة طرابلس الكبرى، فإعتبر السفير ركايبي أنها “مشروع إستثماري طموح وضخم ويُخرج لبنان من أزماته ويعود بالمنفعة العامة على الشعب اللبناني بشكل خاص وهو بالتالي يحتاج بالفعل الى إستثمارات كبرى.
وأضاف: لقد لاحظت لدى الرئيس دبوسي إصراراً على تنفيذه ونحن نتمنى له المزيد من التوفيق والنجاح لا سيما أننا نحن في الجزائر قد أعلن السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أن العام ٢٠٢٢ هو عام الاقتصاد في الجزائر، ومن هنا تكمن أهمية التلاقي بين مشاريع الرئيس دبوسي والتطلعات الجزائرية في تطوير كافة الحوافز المتعلقة بتشجيع الإستثمارت التي تعزز الشراكة بين القطاعين العام والخاص بين بلدينا..
أما السفير الدكتور حسن فقد أعرب عن سروره بلقاء الرئيس دبوسي وإستقباله للسفير الجزائري عبد الكريم ركايبي الذي حل ضيفاً عزيزاً على غرفة طرابلس والشمال الحاضنة الفعلية لكل المبادرات التي تنهض بالإقتصاد الوطني، وكذلك الممر الحتمي لرجال الأعمال والمستثمرين العرب والأجانب، لافتاً الى أن غرفة طرابلس الكبرى تشكل قاعدة متينة لبناء اوسع علاقات التعاون اللبناني ـ الجزائري في كل المجالات والتي نحرص على تفعيلها وتطويرها.
في اطار آخر وقعت غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال ممثلةً برئيس مجلس إدارتها توفيق دبوسي على “مذكرة تفاهم” مع معهد الشرق الاوسط للسلام ممثلا بمؤسس المعهد السيد سعيد بيلاني، بحضور مستشار المعهد الدكتور خالد جراح والمنسق عبد الرحمن غالب.
وتهدف مذكرة التفاهم الى الإلتزام بالرؤية والأهداف والتوجهات والاستراتيجيات التي تعتمدها غرفة طرابلس الكبرى والشراكة في وضع إطار للتعاون من أجل تنفيذ المهام المشتركة التي تفضي الى تعزيز المبادرات التي من شأنها تحقيق التنمية المستدامة والنهوض بالاقتصاد الوطني من خلال المشاريع الإستراتيجية والخطط العامة التي تطلقها غرفة طرابلس الكبرى والإضاءة على الخطوات العملية التي يجب إتباعها للوصول الى الأهداف المحددة.
وقد أثنى الرئيس دبوسي على دور معهد الشرق الأوسط للسلام متمنياً له النجاح في تحقيق أهدافه الأساسية في تحقيق السلام العنصر الحيوي المساعد على التقدم والإستقرار والإزدهار إنسانياً وإقتصادياً وإجتماعياً.