محمد شرارة

نحو التحول الرقمي رغم التحديات

تلعب التكنولوجيا بأنواعها المختلفة دوراً أساسياً في تطور المجتمعات ويأتي التحول الرقمي احد أبرز الحلول في زمن التقنيات الذكية وتطوير التطبيقات الرقمية. رغم الأزمات المتتالية شرح السيد محمد شرارة، مدير العلاقات العامة والشؤون الحكومية في شركة هواوي، أن لبنان قادر على تجاوز هذه المرحلة لكنه يحتاج لدعم ٍكبير خاصة ًفي هذا القطاع الذي يشكل وسيلة مهمة لتخفيف أعباء الأزمة الإقتصادية والإجتماعية.

أكد السيد شرارة ان هواوي تواصل العمل على تطوير قدراتها وخدماتها معتمدة على فريق عمل متمرس يقوم بمؤتمرات الى جانب محللين من قطاع الإتصالات وتقنية المعلومات وعملاء الشركة وشركائها في مختلف القطاعات لمساعدة القطاع العام والقطاع الخاص لإستعراض حلول ذكية للشبكات السحابية في عصر رقمنة اعمال المؤسسات.

وقدمت الشركة بالتعاون مع جمعية المعلوماتية المهنية في لبنان والى جانب مجموعة من المخضرمين في القطاع التربوي ورشة عمل لدعم المجتمع الرقمي وعرض فرص العمل والوظائف المتاحة في هذا المجال حفاظاً على الأدمغة وبقاء الجيل الصاعد في بلده.

 

على رغم كل الأزمات التي يتعرض لها لبنان، تستمر هواوي في حضورها وتواجدها المميزين.

– ماهي الأسباب وأين تتواجدون في لبنان؟

تأسست شركة “هواوي” في لبنان منذ أكثر من ١٥ عاماً، نجحت بخلق هوية عالمية وتميزت في قطاع التكنولوجيا والمعلوماتية. كان ولايزال هدفها الأساسي هو إيصال التكنولوجيا الرقمية لكل فرد ومنزل ومؤسسة ودولة، وإبقاء الجميع على تواصل ذكي غير منقطع.

لبنان يحتاج لدعم كبير خاصة في هذا القطاع لأنه يشكل وسيلة مهمة تساهم في تخفيف أعباء الأزمة الإقتصادية والإجتماعية، ونؤمن بضرورة بقائنا في هذا الوطن ونضع آمالاً كبيرة على فريق عملنا في بيروت لتوعية الناس حول أهمية هذا القطاع وتطوره والإستثمار فيه ونؤكد بأن مرحلة الأزمات هي فترة عابرة للبنان قبل ان يعود ويواكب مجال تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني.

كيف تصفون واقع المعلومات والإتصالات حالياً؟

قطاع المعلومات والإتصالات يتقدم بسرعة هائلة وهواوي تواكب هذا التقدم في عصر التقنيات الذكية وتطوير التطبيقات الرقمية بما يتوافق مع متطلبات إنجاز التحول الرقمي للمؤسسات والشركات في دول المنطقة.

كشفت الشركة عن حلول جديدة خلال عدة مؤتمرات نظمتها وإستضافت فيها خبراء وصناع قرار إقليميين ودوليين لمناقشة واقع تحديات الشبكات الخاصة بالشركات والمؤسسات وآفاق تطويرها بالإضافة لإختيار أهم السبل لصياغة مستقبل أفضل لها على ضوء إنجاز اهداف التحول الرقمي.

لبنانياً وفي ظل أزماته المتتالية يزداد عمق الفجوة بينه وبين تقدم وتطور التكنولوجيا عالمياً.

فمحلياً لم نبدأ بإستخدام الجيل الخامس بعد، لكننا نأمل ان يتحسن وضع البلد في الفترة القادمة للتقدم والتطور والعمل على تحسين هذا القطاع.

ما هي الطرق والأساليب التي يمكن ان تعتمدها هواوي وغيرها من الشركات العالمية المماثلة لمساعدة لبنان على تجاوز الأوضاع الصعبة التي يمر بها؟

نواصل العمل على تطوير قدراتنا وخدماتنا في مكاتبنا في بيروت معتمدين على طاقم متمرس يقوم بورش عمل ومؤتمرات بمشاركة محللين من قطاع الإتصالات وتقنية المعلومات وعملاء شركة هواوي وشركائها في مختلف القطاعات، نساعد من خلالها القطاع العام والقطاع الخاص لإستعراض حلول ذكية للشبكات السحابية في عصر رقمنة اعمال المؤسسات.

ومن أهم المقومات التي من شأنها ارساء الأسس اللازمة لتسريع وتيرة التحول الرقمي في لبنان والانتقال بها نحو بناء اقتصاد رقمي متين، هي تطوير المهارات التقنية اللازمة لجيل الشباب وإعدادهم للدخول في سوق العمل لقيادتها مرحلة التطوير التكنولوجي في بلدانها والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وفي هذا المجال، نلتزم في هواوي بالتعاون مع شركائنا المحليين بتوفير المزيد من الفرص للشباب الموهوبين، بهدف تطوير نظام إيكولوجي لمواهب تقنية المعلومات والاتصالات في لبنان من خلال التعليم والتدريب. وتعمل مبادرات المسؤولية الاجتماعية التي تتبناها الشركة على تمكين العديد من الشباب اللبناني سنوياً من الارتقاء بمهاراتهم وخبراتهم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويشمل ذلك برنامج هواوي الرائد والأشهر في فئته عالمياً “بذور من أجل المستقبل”، بالإضافة لمسابقة هواوي السنوية لتقنية المعلومات والاتصالات، وأكاديميات هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات، التي تم تأسيسها بالشراكة مع العديد من الجامعات والجهات المعنية. وقد بلغ إجمالي من حصل على تدريب من هواوي أكثر من ١٥٠،٠٠٠ موهبة تقنية في الشرق الأوسط، وتواصل الشركة التزامها بتحقيق المزيد من التعاون مع مختلف الشركاء في مجال تنمية وتدريب المواهب وتحفيز فكر الابتكار.

من الجدير بالذكر ان العديد من الفرق اللبنانية التي شاركت في هذه المسابقات الاقليمية والعالمية قد أثبتت تميزها وحازت على مراكز متقدمة، ما يدل على قدرة الشباب اللبناني على الوصول الى مراكز متقدمة اذا ما اتيحت له الفرص المناسبة.

كما وقدمنا بالتعاون مع جمعية المعلوماتية المهنية في لبنان برئاسة السيد كميل مكرزل، والى جانب مجموعة من المخضرمين في القطاع التربوي والجامعات، ورشة عمل لدعم المجتمع الرقمي وعرض فرص العمل والوظائف المتاحة في هذا المجال حفاظاً على الأدمغة وتشجيع بقاء الجيل الصاعد في بلده.

يتجه العالم أجمع نحو مسارات البيئة الرقمية والحوسبة السحابية وكسر النظام التقليدي، من هنا ضرورة ان يتكيف لبنان مع هذا التوجه لأنه يسهل مسار الأعمال بتكاليف أقل ويشكل ركيزة لإستكمال الأنشطة في مختلف المجالات.

ماذا عن علاقتكم مع جمعية المعلوماتية المهنية؟

هواوي والـ PCA شركاء منذ أكثر من ٣ سنوات والعلاقة في تطور مستمر من حيث التعاون ومن خلال تبادل الخبرات وتنظيم المؤتمرات المشتركة التي تعود بالنفع على البلد.

قدمنا معاً، أول مؤتمر في لبنان عن بعد وحضوري في آن وذلك خلال فترة إنتشار جائحة كورونا إيماناً منا بفعالية هذا النمط من الإجتماعات. هدفنا واحد وهو تعزيز الجاهزية والمواءمة الرقمية والحفاظ على الريادة التي كان قد وصل إليها لبنان قبل ان يغرق في سلسلة أزمات.

نفتخر في هذه العلاقة الوطيدة ونعمل على المحافظة عليها دائماً.

هل تحصلون على دعم من الدولة اللبنانية؟

نعمل مع شركائنا في لبنان في القطاع الرسمي والخاص لصيانة وتطوير جميع الأنظمة المتوفرة وتركيب أجهزة إتصالات ذكية وتقديم حلول سواء لوزارة الإتصالات او للشركات الخاصة، ألفا وتاتش.

نتعاون أيضاً مع وزارة الصحة وقد شهد هذا التعاون تقدماً ملحوظاً خلال فترة إنتشار كورونا مع الوزير السابق د. حمد حسن لإهتمامه بمشروع البطاقة الصحية الذكية الذي يدعم إستراتيجية وزارة الصحة العامة في تحويل النظام الصحي الى نظام رقمي.

كيف يمكن لهواوي الوصول لأهدافها المرجوة بمواكبة التحول الرقمي في لبنان وشبكة الإنترنت غير متوفرة للجميع في ظل المطالب والإضرابات؟

صحيح، لذا نطالب عبر منبركم كل المعنيين بالتحلي بالمزيد من الوعي والمسؤولية حول أهمية توفير شبكة الإنترنت للمواطنين لانها حق وواجب خاصة انها أصبحت من الأمور الأساسية والبديهية لمواصلة الأعمال.

يستمر عدد كبير من الشركات اللبنانية في العمل والإنتاج والإبداع على رغم كل الظروف.

– كيف تصفون واقع هذه الشركات؟

تأثر قطاع التكنولوجيا كسائر القطاعات بالأزمات المتتالية لكن جائحة كورونا ساهمت في تأقلم الأفراد والشركات والحكومات مع التطبيقات الرقمية وتعزيز الخدمات عن بعد.

نحن على ثقة انه إذا قدمنا للمهندس او المبتكر اللبناني المعلومات والأساليب والطرق لمواكبة تطور هذا القطاع في لبنان والتوجه نحو التحول الرقمي سيعتاد سريعاً على الأمر وسيحقق خلال فترة زمنية قصيرة النجاحات والإنجازات.