مجموعة CMA CGM تفوز بعقد ادارة وتشغيل محطة الحاويات في مرفأ بيروت

أدى خبر فوز شركة CMA CGM الفرنسية في تلزيم إدارة وتشغيل محطة الحاويات في مرفأ بيروت، إلى ارتياح عام في الأوساط السياسية والاقتصادية عامة وقطاع النقل البحري خاصة، لما تتمتع به الشركة من خبرة دولية كبيرة وسمعة طيبة.

كان من المفترض ان تجرى مناقصة «أكثر تنافسية» بين الشركات، لكنها لم تتم لأسباب تتعلق بالشروط التي يجب أن تتم على اساسها المناقصة. فحصل فضّ عروض، وتمّ توقيع عقد قانوني، لم تشبه اية شائبة ولم يتعرض لأي انتقاد، بين الجهات اللبنانية والشركة المشهود لها بأدائها الجيد في عملها، علماً أن مدراء الشركة كانوا ضمن الجولة التي قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على المرفأ خلال زيارته لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت.

وكان وزير الأشغال العامة والنقل علي حميه قد أعلن في مؤتمر صحافـي الإتفاق على توقيع عقد إدارة وتشغيل وصيانة محطة الحاويات في مرفأ بيروت وفقاً لدفتر الشروط.

وشرح حميه مجريات الأحداث منذ بداية إطلاق المناقصة التي أشاد بشفافيتها، فقال: «بتاريخ ١١/١١/٢٠٢١ ومن على أرض مرفأ بيروت، أطلقنا الإعلان عن المناقصة العالمية العمومية لإدارة وتشغيل وصيانة محطة الحاويات في المرفأ، ذلك وفقاً لدفتر شروط راعى أقصى درجات الشفافية، معلنين من حينه، أننا نرحّب بأي شركة تتقدم لهذه المناقصة تكون مستوفية للشروط المذكورة، وذلك وفقاً للقاعدة التالية: خدمة أفضل وبتكلفة أقلّ».

وتابع: «بتاريخ ١٥ شباط/فبراير ٢٠٢١، رفعت اللجنة الموقتة لإدارة واستثمار مرفأ بيروت محضر اجتماعها المنعقد بتاريخ الثلاثاء الواقع في ١٥/٢/٢٠٢٢، والذي ناقشت فيه تقرير لجنة فضّ العروض المتعلق بالمناقصة، وفقاً للمعايير الفنية والمالية الواردة في دفتر الشروط، حيث تبيّن لها أنّ شركة «CMA CGM» قد استوفت كافة الشروط المطلوبة من الناحية التقنية، في حين أنّ عرض شركة «GULFtainr» شابه بعض النواقص الجوهرية في الجانب التقني، وكما أنّ السعر الذي قدّمته الشركة الأولى هو أقلّ من السعر الذي قدّمته الثانية: ٢٨٥،٠٣٤ LL +١١،٢٧ $|TEU».

وعرض حميه بعض الوقائع وفقاً للآتي:

– إيرادات المشغل الحالي، بلغت في العام ٢٠٢٠ بحدود ٤٩،٣١ دولاراً على كلّ «TEU» (حاوية مع خدماتها).

– خدمات السفن، التي كانت بطلب من الوكالات البحرية والتجار، كالعتالة من وإلى وعلى السفن وفي الباحات، ورسم تبريد للمستوعبات المبردة، ورسم الخزن الإضافـي ضمن الباحات، فالمشغل يتقاضى عليها حصة مالية إضافية على السعر المتفق عليه، مقدارها ٣٩،٦ في المئة من الرسم».

وتابع: «بعد قرار لجنة إدارة واستثمار مرفأ بيروت بالتفاوض مع شركة «CMA CGM»، استدعينا ممثلَي الشركة اللذين كانا حاضرين هنا، وبعد التداول والتفاوض معهما، تمّ تخفيض الأسعار وتحسين شروط العرض المقدم من الشركة، يسرني أن أعلن للبنانيين أنّه قد تمّ الاتفاق على توقيع عقد إدارة وتشغيل وصيانة محطة الحاويات في مرفأ بيروت، وذلك وفقاً لدفتر الشروط، بحيث تمّ تخفيض السعر المقدّم من الشركة بالدولار الأميركي من ١١،٢٧ دولاراً | TEU إلى ١١ دولاراً | TEU والإبقاء على الجزء المحدد بالليرة اللبنانية كما هو، والبالغ ٢٨٥ ألف ليرة لبنانية | TEU».

وقال إنّ «كافة خدمات السفن، التي أشرنا إليها سابقاً، بأنّ المشغّل الحالي يتقاضى نسبة مقدارها ٣٩،٦٠ في المئة من الرسم، فإنّه وفقاً للاتفاق الجديد مع شركة «CMA CGM»، فإنّ كامل الرسوم، ستعود إيراداتها إلى المرفأ حصراً، وتالياً إلى الخزينة العامة، مع بقاء كافة الخدمات المشار إليها».

وأشار إلى أن المسألة المتعلقة بجدول الاستثمار المدرج في خطة العمل Business Plan والذي يتضمن طبيعة الاستثمار وقيمة الإنفاق البالغة ٣٢ مليون دولار والمفترض تنفيذه على مراحل طيلة مدّة العقد، فإنّ هذا الجدول أصبح وفقاً للاتفاق ركناً أساسياً في العقد، ذلك على أن يتمّ إنفاق مبلغ ١٩ مليون و٤٦٥ ألف دولار من كامل المبلغ المشار إليه، خلال السنتين الأولتين من العقد».

وأعلن حميه أنّه «نتيجة هذا الاتفاق المشار إليه، فإنّه وفقاً للسعر الجديد، سيتمّ رفد الخزينة العامة بعشرات الملايين من الدولارات الإضافية».

من جهة اخرى، صدر عن المكتب الاعلامي للمدير العام لمرفأ بيروت، عمر عيتاني، بيان على خلفية المفاوضات التي جرت لإدارة وتشغيل وصيانة محطة الحاويات في مرفأ بيروت، أشار الى انه «عندما اطلقت مناقصة محطة الحاويات كان الهدف واضحاً، ألا وهو «الإصلاح»، وعملا بما يقتضيه هدفنا، فقد ارتكزت المناقصة منذ اليوم الاول على دفتر شروط يراعي الشفافية التامة بموافقة إدارة المناقصات، وبالتعاون واشراف وزير الاشغال العامة والنقل».

اضاف:» ان إدارة المرفأ لم تألو جهداً برئاسة مديرها العام عمر عيتاني في تعجيل عملية انهاء دفتر الشروط، واجراء المناقصة العالمية لمحطة الحاويات بالسعر الانسب الذي يعود بالتوفير على خزينة الدولة، وكل ذلك بمثابة الإعلان أن هناك إرادة وتصميماً لتفعيل عمل المرفأ لما فيه المصلحة العامة».

بدورها، أصدرت مجموعة CMA CGM بياناً عن الفوز بإدارة وتشغيل محطة الحاويات في مرفأ بيروت. وعرضت الشركة الاستثمارات التي ستقوم بها والبالغة ٣٣ مليون دولار منها ١٩ مليوناً في العامين الأولين تخصص لتحديث المحطة بالمعدات الحديثة، وتحقيق التحوّل الرقمي. جاء في البيان: «رست المناقصة لإدارة وتشغيل وصيانة محطّة الحاويات في مرفأ بيروت على شركة CMA Terminals لمدّة ١٠ سنة تبدأ في آذار/مارس ٢٠٢٢. شركة CMA Terminals هي شركة تابعة ١٠٠٪ لمجموعة CMA CGM الرائدة عالمياً في مجال النقل البحري والخدمات اللوجستيّة.

إنّ مجموعة CMA CGM راسخة في لبنان وهي تحقّق اليوم نحو ٥٥٪ من حجم أعمال محطّة الحاويات، لا سيّما من خلال المحافظة على رحلاتها الأسبوعيّة التسعة وعمليّات المسافنة التي تقوم بها.

خطّة استثمار بنّاءة لتجديد المحطّة وتحديثها

سيتم استثمار ٣٣ مليون دولار أميركي في محطّة حاويات مرفأ بيروت، منها ١٩مليون دولار أميركي خلال العامين الأولين. وسيسمح هذا الاستثمار بتحقيق ما يلي:

١. التحديث الكامل للمعدّات: إعادة التأهيل، والاستبدال، وشراء معدات جديدة للمرفأ.

٢. بناء عنبر تقني جديد لصيانة قطع الغيار وتخزينها.

٣. تحقيق التحوّل الرقمي للمحطّة من خلال تطبيق الأنظمة الأكثر تطوّراً في مجال الإدارة والتحسين والربط البيني للعمليّات وللمشغّلين المختلفين في المرفأ.

٤. تحقيق الأداء المراعي للسلامة البيئية لا سيّما من خلال شراء معدّات أقل تلويثاً.

ستعتمد مجموعة CMA CGM على خبرتها وخبرة فرق المشغّل السابق للمحطّة في سبيل تنفيذ مشروعها الهادف إلى تنفيذ خطّة تطوير المحطّة بنجاح.

مجموعة CMA CGM شريك ملتزم بنهوض لبنان

إنّ مجموعة CMA CGM التي انطلقت من لبنان منذ ٤٣ عاماً شديدة التعلّق بمرفأ بيروت الذي يشكّل النبض الاقتصادي الفعلي للعاصمة وللبلد.

فقد أكّدت المجموعة بعد استحواذها الكامل عام ٢٠٢١ على أسهم الشركة المشغّلة لمحطة حاويات في مرفأ طرابلس، المرفأ التجاري الثاني في البلاد، على رغبتها في تعزيز وجودها في مرفأي لبنان، والمشاركة بنشاط في دعم البلد وتنميته اقتصادياً من خلال استثماراتها البحريّة والموانئيّة من جهة وفي مجال الخدمات اللوجستيّة من جهةٍ أخرى عبر شركة الخدمات اللوجستيّة التابعة لها CEVA Logistics.

كما أنّ مجموعة CMA CGM مصمّمة على تأدية دور رئيسي في إعادة الإعمار الاقتصادي للبنان، بعد الأزمات المتعدّدة التي عصفت به في السنوات الأخيرة. لذا نفّذت مشاريع واستثمارات عدّة وأطلقت مجموعة مبادرات بهدف دعم مختلف القطاعات الاقتصاديّة في البلاد، واستحداث فرص العمل، ودعم اللبنانيّين وخاصةً الشباب من خلال:

إنشاء المكتب الإقليمي لمجموعة CMA CGM في المشرق في بيروت

افتتاح مركز رقمي وإنشاء مركز خدمات مشتركة

دعم للزراعة اللبنانيّة وتصديرها

القيام باستثمارات صناعيّة وغيرها.

في هذا السياق، تمّ خلق نحو ٨٠٠ وظيفة في غضون عامين وأصبحت المجموعة تضمّ نحو ١٠٠٠ موظّف في لبنان، كما سيتمّ خلق ٤٠٠ فرصة عمل أخرى في السنة المقبلة.

مجموعة CMA CGM تعزّز مكانتها العالمية في مجال المرافئ

تندرج إدارة وتشغيل وصيانة محطّة الحاويات في مرفأ بيروت ضمن إستراتيجيّة التطوير الخاصة بمجموعة CMA CGM في المحطّات، بحيث تعزّز خدماتها الشاملة وتتحكّم بسلسلة التوريد المقدّمة لعملائها من خلال تقديم لهم خدمة رقميّة متكاملة صديقة للبيئة وذات نوعيّة عالية. ولا شكّ في أنّ هذه المسألة مهمة جداً على السياق العالمي الذي يكثر فيه الضغط على سلسلة الخدمات اللوجستية.

إنّ المجموعة متواجدة اليوم في ٥٢ محطة موزّعة على ٣٣ بلداً من خلال شركتيها التابعتين CMA Terminals وTerminal Link (مشروع مشترك).

تستمر مجموعة CMA CGM في التوسع عالميا كمجموعة عائليّة تفتخر بتعلّقها بجذورها اللبنانيّة.

في هذا السياق، صرّح رودولف سعادة، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة CMA CGM: «وفاءً بالتزاماتنا تجاه لبنان، سنطلق سريعاً خطّة أستثمار طموحة لتحويل محطّة الحاويات في مرفأ بيروت إلى محطّة فعّالة تمتثل لأفضل المعايير الدولية. ستكون هذه المحطّة في خدمة اللبنانيين كما وأنها ستساهم في إعادة تطوير التبادلات الإقتصاديّة بين لبنان وبقيّة العالم».

اليمن يهنئ المجموعة بفوزها

أعلن رئيس نقابة الوكلاء البحريين في لبنان مروان اليمن، في بيان، أنه «مع الإعلان الرسمي عن فوز شركة CMA CGM الفرنسية بعقد تشغيل محطة الحاويات في مرفأ بيروت، تنطلق مرحلة جديدة من العمل والتطوير لما فيه المصلحة الإقتصادية اللبنانية».

وهنأ في بيان، الشركة الفرنسية CMA CGM، مبدياً فخره «بريادة ونجاحات أصحابها اللبنانيين».

وأشار اليمن إلى أن «تحديات العمل في المرفأ كبيرة والنقابة ضمن العائلة المرفئية المتنوعة تتعاون مع إدارة المرفأ ومحطة الحاويات وإدارة الجمارك وكافة الأجهزة الأمنية والجهات الرسمية المعنية لتطوير قدرة وإنتاجية مرفأ بيروت، ليتمكن من إستعادة دوره المحوري في المنطقة وتعويض الإنخفاض المضطرد الذي أصابه بحجم الأعمال وعدد السفن العاملة فيه».

ولفت الى أن «مرفأ بيروت يؤمن خدمة حوالي ٧٠ ٧٥ في المئة من حجم التجارة الخارجية مع لبنان، مسجلا أعلى نسبة مناولة حاويات في العام ٢٠١٨ بواقع مليون وثلاثماية حاوية نمطية، مقابل ستماية ألف حاوية نمطية في العام ٢٠٢١ بفعل الأزمات المتعددة في لبنان».

وكشف اليمن عن أن «تراجع حجم الأعمال في مرفأ بيروت لم يستثن القطاعات المرفئية المختلفة، ليصبح مجموع البضاعة العامة ٤،٦٥ ملايين طن في العام ٢٠٢١ مقابل ٨،٦ ملايين طن في ٢٠١٧ و٨ ملايين في ٢٠١٨، وتراجع كبير بنحو ٦٥ في المئة بالوردات المرفئية».

الهيئات الاقتصادية تكرم سعادة

عقدت الهيئات الإقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير لقاء مع رئيس شركة CMA CGM رودولف سعادة يرافقه عدد من مديري الشركة، بمشاركة رئيس المجلس الإقتصادي والإجتماعي شارل عربيد وأعضاء الهيئات، خصص لتكريم سعادة تقديراً لاهتمامه بالإستثمار في لبنان، ومناقشة سبل تفعيل محطة الحاويات وإعادة إعمار مرفأ بيروت وتنشيط النقل البحري على مستوى المرافىء اللبنانية.

بداية، قال شقير: «يسر الهيئات الاقتصادية ان ترحب بكم اليوم بمناسبة فوز CMA CGM بمناقصة ادارة «محطة الحاويات» في مرفأ بيروت. ويسعدنا أن تقوم شركة عالمية بأهمية CMA CGM ودولة صديقة وعزيزة، فرنسا، بتنفيذ هذا المشروع».

أضاف: «لنا ملء الثقة بأن لبنان سوف يستفيد من محطة حديثة تطلق التقدم التكنولوجي الذي يحتاجه البلد اليوم أكثر من أي وقت سبق».

ولفت الى أن «أهمية هذا المشروع تكمن ايضاً بمساهمته بشكل كبير في استعادة الثقة بالاستثمار في لبنان»، وقال: «اليوم وفي ظل الأزمة الإقتصادية ومعاناة اللبنانيين، نبحث عن أخبار توحي بالأمل مثل فوزكم بالمناقصة. وفي هذه المناسبة، نحيي فوز المنتخب اللبناني، الاسبوع الماضي، في كأس العرب لكرة السلة».

وتمنى شقير أن «تشارك CMA CGM أيضاً في إعادة إعمار مرفأ بيروت، الذي يشكل واجهة البلد وعنوان اقتصاده»، مؤكداً ان «لبنان يحتاج إلى ترميم هذا الشريان الأساسي الذي يروي الاقتصاد اللبناني برمته».

وقال: «الهيئات الإقتصادية ستكون بقربكم وتدعم جهودكم في إعادة الإعمار والتحديث، وندعو الشركات العاليمة في مختلف المجالات لكي تحذو حذو CMA CGM بالاستثمار في لبنان، ونحن سنكون دائماً إلى جانبهم لتسهيل اعمالهم وتأمين استثماراتهم».

أضاف: «لقد جهدنا قبل الأزمة لتعزيز منطق الشراكة بين القطاعين العام والخاص وإصدار القوانين الراعية لها. واليوم ازدادت أهميتها نتيجة الأزمة الإقتصادية فيما الدولة باتت مقتنعة تماماً بضرورة الشراكة مع القطاع الخاص، كما ان شراكتنا منفتحة تماما على الاندماج مع شركات اجنبية في مختلف مجالات الصناعة وإعادة الإعمار».

وتمنى لسعادة «النجاح في تنفيذ هذا المشروع وكافة المشاريع التي ستقدمون عليها في لبنان».

بدوره، شكر سعادة شقير والهيئات الإقتصادية على هذا اللقاء، مبدياً رغبته بالإستثمار في لبنان في مشاريع مختلفة.

وبالنسبة لعقد إدارة وتشغيل وصيانة محطة الحاويات في مرفأ بيروت، قال: «في هذا المشروع خصصنا ٣٣ مليون دولار لتمكين لبنان من منافسة أهم الرافىء العالمية. ونحن موجودون أيضاً في طرابلس واللاذقية ومصر».

وأكد أن «CMA CGM ستضع كل خبراتها المتراكمة والعالمية في مجال النقل البحري لتفعيل عمل محطة الحاويات»، مشيراً الى أن «العالم عندما يتكلم عن لبنان سيتكلم عن الإعمار فيه».