عقد مؤتمر دولي إفتراضي نظمته فرنسا والأمم المتحدة عشية الذكرى الأولى لإنفجار مرفأ بيروت بهدف جمع مساعدات عاجلة للبنان المثقل بالأزمات. وقد نجح المؤتمر الذي شهد مشاركة رؤساء فرنسا والولايات المتحدة ومصر للذكر لا للحصر والأمين العام للأمم المتحدة بالإضافة إلى حضور مؤسسات دولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمفوضية الأوروبية بجمع مساعدات بقيمة ٣٧٠ مليون د.أ. مقارنة مع قيمة الاحتياجات التي كانت قد حددت بـ٣٥٠ مليون دولار. وقد أعلن الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون تقديم بلاده لـ١٠٠ مليون يورو إلى لبنان بالإضافة إلى ٥٠٠،٠٠٠ جرعة لقاح كورونا، كما وكشف الرئيس الأميركي جو بايدن عن تقديم الولايات المتحدة لـ١٠٠ مليون د.أ. للبنان. وقد علقت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا بأن الإقتصاد اللبناني قد إنكمش بحوالي الثلث منذ العام ٢٠١٧ كما وبأنّه من المتوقع أن ينكمش أيضاً خلال الأعوام ٢٠٢١ و٢٠٢٢ فيما أضافت بأن معدلات البطالة قد إرتفعت بشكل كبير. كما وكشفت كريستالينا بأن لبنان سيستفيد من حقوق سحب خاصة بقيمة ٨٦٠ مليون د.أ. مشددةً على ضرورة صرف حقوق السحب هذه بشكل مسؤول وحكيم، ذاكرةً بأن هذه المخصصات لن تعالج مشاكل لبنان على المدى الطويل. في هذا الإطار كشفت جورجييفا عن خطة عمل للبنان على الأمد الطويل تتضمن معالجة آفة ضعف الحوكمة وإعتماد إستراتيجية للمالية العامة تتضمن إعادة هيكلة الدين العام وإعتماد إصلاحات تستعيد مصداقية الدولة وإعادة هيكلة القطاع المالي وإلتزام نظام موثوق للنقد وسعر الصرف يتمحور حول توحيد سعر الصرف. بدوره، كشف رئيس مجموعة البنك الدولي دافيد مالباس بأن لبنان كان من أوائل الدول التي إستفادت من دعم البنك الدولي في مجال اللقاحات كما وأضاف بأنّ البنك الدولي قد قدّم موارد مالية كبيرة للمشروع الطارئ لدعم شبكة الأمان الاجتماعي في لبنان الذي يهدف إلى مساعدة الفقراء. وقد حذر مالباس بأن إمدادات الغذاء والمياه باتت معرّضة للخطر، في حين أضاف بأن البنك الدولي سيساعد المؤسسات الصغيرة التي تضررت من الإنفجار بالإضافة إلى التعاون مع الشركاء الآخرين من أجل إعادة إعمار مرفأ بيروت. من جهته، أعلن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جزيف بوريل بأن إنفجار مرفأ بيروت قد خفف من ولوج اللبنانيين إلى العديد من الخدمات الأساسية وأنه نتيجةً لذلك فقد خصص الإتحاد الأوروبي في حينها مبلغ ١٧٠ مليون يورو كمساعدات طارئة لمعالجة هذه التداعيات. بالإضافة إلى ذلك، كشف بوريل بأن الإتحاد الأوروبي قد قدم مساعدات إلى لبنان بقيمة ٨٣ مليون يورو في العام ٢٠٢٠ وبأنه سيتم تخصيص ٥،٥ مليون يورو إضافية لدعم القطاع الصحي في لبنان. وقد أعلن بوريل بأن الإتحاد الأوروبي أعاد توجيه مشاريع بقيمة ٢٦٥ مليون يورو لدعم المتضررين من إنفجار المرفأ ومن وباء كورونا. أخيراً شدد كل المشاركون في اللقاء على أهمية تشكيل حكومة جديدة تنفذ إصلاحات بهدف وضع البلاد على السكة الصحيحة للتعافـي.