يشكّل مؤتمر العقبة اليوم الحدث الأهم لشركات التأمين وصنّاعه لا سيما وانّه ينعقد بعد انقطاعٍ فرضته جائحة كورونا. من هنا يرى السيد بيار سلامة، المدير الاقليمي لشركة CCR Re في الشرق الأوسط وشمال افريقيا في هذا المؤتمر سبيلاً لإعادة احياء ما غاب من تواصل فعلي وعملي، حثّ الشركة للمشاركة في هذا المؤتمر.
ما انتجه وباء كوفيد-١٩ لم يكن سهلاً على اقتصاديات العالم الاّ انّ السيد بيار سلامة يقيّم ايجابياً ما بذله قطاع التأمين العربي من جهود ومساعي محترفة للتصدّي لتلك الجائحة، الاّ انّ المشاكل السياسية والاقتصادية ستولّد تحدياً مستقبلياً في وجه شركات التأمين لجهة استعادة النمو المرتفع.
* مع انحسار جائحة كوفيد-١٩عادت الروح الى المؤتمرات واللقاءات التأمينية، ومنها مؤتمر العقبة الدولي. ما تعليقكم؟
نشكر الله على انحسار هذا الوباء العالمي وهذا ارتياح كبير من الناحية الانسانية والاجتماعية اذ عاد الانسان حراً في تحرّكاته وأعماله كما كان في السابق. جائحة كورونا كان لها وقعها على كافة دول العالم لا سيما تلك التي تتخبّط في مشاكل اضافية كالسياسة والاقتصاد، بما جعل العقبات تتضاعف في وجه قطاعاتها بما في ذلك قطاع التأمين وشركاته.
أهميّة مؤتمر العقبة تكمن في أنّه من أكثر المؤتمرات نجاحاً ومن دون مبالغة من حيث التنظيم المتقن والترتيب. مؤتمر بهذا الحجم يتطلّب جهوداً مكثّفة لإنجاحه، وانا على يقين ان النجاح سيكون حليفه كما العادة.
* هل تعتقدون ان قطاع التأمين العربي قد نجح في مواجهة التحديات الناجمة عن جائحة كوفيد-١٩ بكل أبعادها؟ وما تأثيرات ذلك على واقعه ومستقبله؟
أجل، نجح قطاع التأمين العربي في مواجهة تلك التحديات، فالدول العربية وشمال أفريقيا بذلت كلّ ما بوسعها للحد من انتشار الوباء بحرفية عالية وهذا جهد تُشكَر وتُقَدَّر عليه. لعلّ ابرز ما قامت بهدول العالم والدول العربية هو تطوير انظمة التواصل الالكتروني وتسريع تبنيها وهذا مردّه الى التباعد الاجتماعي الذي حتّمته الأزمة الصحية التي فيما بعد اضحت اقتصادية. كورونا كان لها سلبياتها وايجابياتها، فالتواصل عن بعد كان ابرز تلك الايجابيات، بحيث حافظنا على اعمالنا وعملائنا وان عن بعد، كان هذا الحل الأنسب والاسلم مقارنةً بتوقّف الأعمال والتواصل البشري.
بالنسبة إلى واقع قطاع التأمين العربي، نحن الآن في مرحلة تخطّي أزمة الكوفيد ونأمل أن يكون المستقبل زاهراً وهذا ما نتمناه. نأمل ان لا نواجه سلالات جديدة من وباء كوفيد-١٩ وان لا نضطر للعودة الى الاغلاقات.
* ما هي برأيكم أبرز التحديات المستقبلية التي تواجه قطاع التأمين العربي في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية العامة التي تشهدها المنطقة خصوصاً والعالم عموماً؟
إنّ أي عامل اقتصادي وسياسي عالمي صعب له تأثيراته السلبيّة على كل القطاعات الاقتصادية في العالم وبما فيها قطاع التأمين. ذلك أنّ المستثمر يضطر الى القيام بحسابات دقيقة والتروي في اندفاعه حتى في حالة الازدهار والنمو. استقت الدول من المشاكل التي مرّت وتمرّ بها دروساً مهمّة اوضحت لها اهمية الجهوزية ضد المخاطر والمشاكل الطارئة وأهمية الاستثمار في بعض الميادين التي كانت مهمّشة كإدارة المخاطر والتأمين السيبراني. زاد الوعي بشكلٍ كبير الى أهمية التأمينات لا سيما مع جائحة كورونا وهذا من الآثار الايجابية للوباء.
ارى ان النمو سيحصل ولكن ليس كالسابق، فهناك العديد من الاشياء والمفاهيم والأولويات التي تبدّلت، وهناك ايضاً تحدياتٍ جديدة قد نشأت.
* ما الأسباب التي دفعتكم للمشاركة في مؤتمر العقبة الدولي الثامن للتأمين؟
ما دفعنا للمشاركة في المؤتمر هو أولاً حفاوة الأردن وشعبها في الضيافة، مما يستقطب اهم الاعمال والمستثمرين، حيث توّفر هذه البلاد الارتياح في التعاطي والعمل.
وثانياً حسن تنظيم المؤتمر بحرفيّة عالية، فمؤتمر العقبة كان ولا يزال احد اهم المؤتمرات واللقاءات العربية التي لها وقعها على صناع التأمين لا سيما في الوطن العربي، مما يدفع كبريات شركات التأمين واصغرها للمشاركة بمؤتمر فاعل ناشط كمؤتمر العقبة.