مديرة تطوير الأعمال في بن الشيخ القابضة: مستقبل عقاري واعد في قطر
في إطار فعاليات معرض سيتي سكيب قطر 2025، التقت مجلة المراقب المالي بالسيدة زينب حمود، مديرة تطوير الأعمال في شركة بن الشيخ القابضة، إحدى أبرز الشركات العقارية القطرية التي تمتلك تاريخًا يمتدّ على أكثر من أربعة عقود ونصف من العمل المتواصل في بناء المشاريع السكنية والتجارية النوعية.
تحدثت السيدة حمود عن مسيرة الشركة، ورؤيتها في ظل النهضة العمرانية التي تشهدها الدولة، وعن تعاونها الوثيق مع الجهات التنظيمية، إلى جانب رؤيتها لمستقبل السوق العقاري في قطر والمنطقة.
* ما الهدف من مشاركة بن الشيخ القابضة في سيتي سكيب قطر 2025؟ وما أبرز ما تعرضونه خلال هذا الحدث؟
إن مشاركة بن الشيخ القابضة في هذا الحدث المهم تأتي انطلاقًا من إيماننا العميق بأهمية التواصل المباشر مع السوق العقاري المحلي والإقليمي. نحن شركة قطرية أصيلة، نعمل في السوق منذ 45 عامًا، وقد شهدنا تطور القطاع العقاري في الدولة منذ بداياته.
من هنا تأتي مشاركتنا في سيتي سكيب قطر بوصفه منصة رئيسية تجمع نخبة المستثمرين والمطوّرين والجهات التنظيمية تحت سقف واحد، وتُتيح لنا فرصة عرض مشاريعنا المستقبلية، والتعريف برؤية الشركة في تطوير بيئة عمرانية متكاملة تواكب تطلعات الدولة نحو التنمية المستدامة.
كما أن هذا الحدث يتيح لنا العمل عن قرب مع الهيئة العامة لتنظيم القطاع العقاري (RERA)، التي نثمّن جهودها في وضع القوانين والمبادئ التي تنظّم السوق وتوفّر الشفافية والوضوح للمستثمرين، سواء من المواطنين أو المقيمين أو المستثمرين الأجانب. نحن نعمل جنبًا إلى جنب مع الهيئة لتطبيق هذه المبادئ وضمان وجود بيئة استثمارية مستقرة وواضحة للجميع.
* في ظل المنافسة القوية في السوق العقاري القطري، كيف تحافظون على ريادتكم وتميّزكم؟
في بن الشيخ القابضة نؤمن بأن التميّز لا يُقاس بعدد المشاريع، بل بجودتها واستدامتها. لذلك نركّز على مشاريع مختارة بعناية، من حيث الموقع والتصميم والفئة المستهدفة.
لدينا حاليًا مشروعان قيد التطوير: الأول هو مشروع سكني متكامل مخصص للعائلات، صُمّم ليوفّر بيئة مثالية للعيش تجمع بين الراحة والخصوصية. يتميز المشروع بموقعه في منطقة مكتملة الخدمات والبنية التحتية، ما يجعل حياة السكان أكثر سهولة وتنظيمًا. كما أنه يمثل فرصة استثمارية مجزية، نظرًا لموقعه الاستراتيجي وأسعاره التنافسية. الثاني مشروع متعدد الاستخدامات سيُطلق مطلع عام 2026، ويضم نحو800 وحدة سكنية وفندقية، تجمع بين الشقق السكنية والشقق الفندقية لتلبية احتياجات مختلف شرائح السوق، من المستثمرين الباحثين عن عائد طويل الأمد، إلى المهتمين بقطاع الضيافة والسياحة.
ويتميّز هذا المشروع بوجود مساحات مفتوحة مكيفة تتيح للزوار والمقيمين الاستمتاع بالأجواء الخارجية رغم حرارة الطقس، في خطوة مبتكرة تعكس حرصنا على راحة المستخدمين وجودة التجربة المعيشية.
نحن نعمل وفق رؤية طويلة الأمد تضمن التنويع في المشاريع بما يخدم السوق المحلي ويدعم تطلعات قطر في تحقيق التنمية الحضرية المتكاملة.
* ما هي أبرز ملامح التوسّع الجغرافي لبن الشيخ القابضة؟
رغم أن نشاطنا الأساسي يتركّز في قطر، إلا أن الشركة تبنّت خلال السنوات الأخيرة سياسة توسّع مدروسة نحو أسواق واعدة في المنطقة. نحن حاليًا متواجدون في سلطنة عُمان من خلال شراكة مع وزارة السياحة، لتطوير مشروع مميز يُعرف باسم The Village Oman، وهو مشروع متكامل يضم مرافق تجارية وترفيهية وممشى على البحر، يوفّر تجربة عيش وتسوق فريدة.
ونخطط في المرحلة المقبلة لتطوير مجمع سكني متكامل بجوار هذه القرية، ليُشكّل امتدادًا طبيعيًا للمشروع السياحي القائم. كما لدينا حضور في دبي، حيث نعمل على الترويج للفرص الاستثمارية في قطر وجذب المستثمرين العرب والأجانب إلى السوق المحلي.
بالإضافة إلى ذلك، نحرص على المشاركة الدورية في المعارض العقارية العالمية، للتعريف بما يقدمه السوق القطري من فرص مميزة، وهو ما يعكس التزامنا بالمساهمة في وضع قطر على خارطة الاستثمار العقاري العالمية.
* كيف تنظرون إلى القوانين الجديدة التي تنظم الاستثمار العقاري في قطر؟
الإصلاحات القانونية الأخيرة في القطاع العقاري القطري تمثّل نقلة نوعية حقيقية. فاليوم، أصبح المستثمر يتمتع برؤية واضحة وبيئة استثمارية مستقرة، وهو ما يعزّز الثقة ويشجع على ضخّ المزيد من الاستثمارات.
من أبرز المبادرات التي نراها محفّزة جدًا، منح الإقامة الدائمة مقابل تملّك عقار بقيمة تبدأ من 200 ألف دولار أمريكي، وهي خطوة ذكية من الدولة تشجّع المستثمرين الأفراد والمؤسسات على بناء علاقة طويلة الأمد مع السوق المحلي. هذه القوانين لا توفر فقط بيئة آمنة للمستثمر، بل تفتح له آفاقًا أوسع للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في قطر.
* كيف تصفون أداء السوق العقاري في قطر اليوم؟
لا شك أن السوق العقاري في قطر مرّ بمراحل مميزة خلال السنوات الأخيرة. فقد شهد طفرة استثنائية قبيل بطولة كأس العالم 2022، تلتها فترة طبيعية من الهدوء لإعادة التوازن بين العرض والطلب. واليوم نلاحظ بوضوح عودة النشاط والحيوية إلى السوق، سواء على صعيد البيع أو الإيجار أو الاستثمار طويل الأمد.
ما يميّز المرحلة الحالية هو نضج السوق والمستثمر في الوقت نفسه؛ فالقرارات الاستثمارية باتت أكثر وعيًا واستنادًا إلى دراسة دقيقة للفرص. كما نلحظ عودة العديد من المقيمين والمستثمرين الذين وجدوا في قطر بيئة مستقرة ومجزية للاستثمار والعيش معًا.
نحن متفائلون جدًا بالمستقبل، خصوصًا في ظل المشاريع الكبرى التي تشهدها الدولة والبنية التحتية المتطورة التي تدعم القطاع العقاري بشكل مباشر.

Comments are closed.