ما نحتاجه أحياناً لا يكمن في تغيير مواقعنا وإنما في النظر من زوايا مختلفة. هذا ما دعى اليه السيد هاني رعد، المدير التنفيذي لشركة سيسكو في الشرق الأوسط وأفريقيا، مشيراً الى أهمية ابتكار حلولٍ جديدة تتماشى والوضع السائد. ويعتبر أنّ جائحة كورونا كانت بمثابة درس للعالم وحافز لقطاع التكنولوجيا للسير سريعاً بالخطط وتطوير خدماتٍ متشعّبة داخل الخدمة الواحدة، بحيث تشكّل سلّة خدمات تكنولوجية شاملة.
في ظل هذا الوضع، وقفت سيسكو جنباً الى جنب شركائها والجهات الحكومية والشركات الناشئة لمساعدتها على تخطّي الأزمة التي ادت ايضاً الى انقطاع سلاسل التوريد وبالتالي الى التأخيرات في التوزيع والاستلام.
يُسلط السيد هاني رعد، العضو المنتدب لشركة سيسكو في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، الضوء على أهمية ابتكار حلول جديدة بما ينسجم مع الحالة السائدة. ويرى في أزمة كوفيد-١٩ درساً للعالم وحافزاً لقطاع التكنولوجيا لتسريع الخطى في وضع خطط مبتكرة تسمح بتطوير خدمات مركبة ضمن باقة خدمية واحدة تُشكل نموذجاً تقنياً شاملاً.
حرصت سيسكو خلال هذه الظروف على دعم شركائها والمؤسسات الحكومية والشركات الناشئة لمساعدتها على تجاوز الأزمة الصحية العالمية، التي أثرت سلباً على سلاسل التوريد وتسببت بالكثير من حالات التأخير في التوزيع والاستلام.
* شهدت صناعة المعلوماتية في العالم تطورات متسارعة…
– كيف تلخصون اهم هذه التطورات؟ وما مدى انعكاسها على قطاع الأعمال في مختلف المجالات؟
شهدنا بأنفسنا على مدى الأعوام القليلة الماضية الاحتياجات المتغيرة للشركات على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وأعتقد بأنّ نموذج العمل الهجين شهد أكبر التحولات وأسرعها وتيرة في جميع القطاعات الاقتصادية. واستطاعت الشركات التي كانت سبّاقة في اعتماد في التكنولوجيا التعاونية التكيف بشكل سريع نسبياً مع تداعيات كوفيد-١٩، التي أجبرت الشركات على الانتقال إلى نموذج العمل عن بُعد خلال مدة قصيرة، بينما وجدت بقية الشركات نفسها تسابق الزمن لمواكبة التطورات.
نحرص في سيسكو على دعم الشركات من خلال نشر الحلول التقنية الفعّالة التي تضمن استمرارية الاتصال الآمن بين موظفي الشركة. وتُركز حلولنا على تحسين الاتصال والارتقاء بمستوى التعاون وتعزيز الجانب الأمني، بما يوفر حلول الحماية للموظفين من خلال إدارة الأمن والمخاطر.
* ماذا عن التطور في المنطقة العربية. وهل جاء متناسقاً ومتجانساً مع ما شهدته البلدان المتقدمة؟
يحظى مفهوم العمل الهجين بشعبية واسعة في منطقة الشرق الأوسط وخارجها لأنه يجعل تجربة العمل تتمحور حول احتياجات الموظفين الشخصية بمنحهم فرصة اختيار العمل من المنزل أو في المكتب أو من أيّ مكان آخر.
أجرت سيسكو استبياناً على المستويين الإقليمي والدولي لتكوين صورة واضحة حول دور نموذج العمل الهجين في تحسين جودة حياة الموظفين والتوازن بين العمل والحياة الشخصية والأداء في جميع أنحاء العالم. وأشارت النتائج المسجلة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا إلى أن الموظفين يفضلون نموذج العمل الهجين، بينما أعربت غالبية المؤسسات في المنطقة عن استعدادها للانتقال نحو هذا النموذج الجديد.
ووجدت الدراسة، التي شملت أكثر من ١٠ آلاف موظف بدوام كامل من جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، أن ٨٩٪ من المشاركين يرغبون في العمل مستقبلاً بنموذج العمل الهجين أو بنموذج يقوم بشكل كامل على العمل عن بُعد. كما أوضح المشاركون في الاستبيان بأن ٨٣٪ من الشركات تدعم ممارسات العمل الهجين، بينما قال ٢١٪ منهم إن شركاتهم “مستعدة بشكل كامل” و٤٤٪ إنها “مستعدة” لنمط العمل الهجين في المستقبل.
وحققت المؤسسات نتائج إيجابية بسبب تحسن إنتاجية الموظفين، ولكن لا بد من بذل المزيد من الجهود لبناء ثقافة عمل شمولية وتضمينها تدابير العمل الهجين بالكامل من أجل تعزيز مستويات الجاهزية والارتقاء بتجربة الموظفين.
* كيف تعاطيتم كشركة مع موضوع الجائحة وما الحلول التي ابتكرتموها في العام ۲۰۲۲؟
تمثلت استجابة سيسكو خلال أزمة كوفيد–١٩ بتمكين الشبكات العالمية من التعامل مع الإقبال الكبير والمفاجئ على العمل من المنزل، فضلاً عن توفير الأدوات التعاونية التي تسهل الاتصال الافتراضي بين الجميع طوال تلك الفترة.
واعتُبرت سيسكو منذ الأيام الأولى للأزمة الصحية من أبرز مزودي البنى التحتية الحيوية للشركات. ومنحت الشركة الأولوية في الطلبات لطواقم الإسعاف والخدمات الأساسية ووفرت الاحتياجات سريعة التغيُّر لمرافق الرعاية الصحية. وفي الوقت ذاته، توفر الشركة الحلول الكفيلة بمساعدة المجتمعات والعملاء والموردين والشركاء على العمل بكفاءة في البيئات الافتراضية في جميع أنحاء العالم.
* ماذا عن مشاريعكم وتطلعاتكم للعام ٢٠٢٣؟
تهدف سيسكو إلى رسم ملامح مستقبل شامل للجميع، ونحن واثقون بأنّ اعتماد التكنولوجيا في جميع القطاعات سيمكننا من مواجهة أبرز التحديات الماثلة أمامنا اليوم. وحرصت سيسكو دائماً على الحد من بصمتها البيئية، وسيبقى هذا الهدف على رأس قائمة أولوياتها لعام ٢٠٢٣، كما ستواصل بذل المزيد من الجهود لتحقيق هدفها الأسمى في الحياد المناخي.
التزمنا في عام ٢٠٢١ بتحقيق انبعاثات كربونية صفرية، وسيلعب اعتماد التكنولوجيا الرقمية دوراً رئيسياً في الوصول إلى هذه الأهداف الطموحة. وتُعد مساعدة عملائنا على الحد من بصمتهم البيئية إحدى أهم عوامل التمكين. ونؤكد، من موقعنا كأبرز مزود عالمي لتكنولوجيا الشبكات والتعاون والأمن، على التزامنا بدعم عملائنا في جهودهم للحد من انبعاثات الكربون وتحسين كفاءة الموارد.
Comments are closed.