نضال أبو لطيف

شراكات مهنية واجتماعية فاعلة

«ترتكز الاكتشافات والتطورات العظيمة دائماً على تعاون العديد من العقول»، هكذ وصف الكسندر جراهام بيل التعاون والشراكة التي يؤمن بفعاليتها السيد نضال أبو لطيف، رئيس شركة Avaya العالمية، معتبراً أن الشراكات ممكن ان تفوق التطورات والابتكارات أهمية لما قد تقدّمه للعالم من تقدّم وقدرة على تقديم افضل الخدمات. لذلك، عقدت الشركة اتفاقية تفاهم مع شركة StarTek العالمية، لتطوير خدمة العملاء الهادفة الى إنشاء حل متكامل في كل من التكنولوجيا والخدمات.

بريق التكنولوجيا لم يضمحلّ بنظر السيد أبو لطيف في مرحلة ما بعد كورونا، انما الفرق يكمن في ان الجائحة سرّعت في تبني التحول الرقمي الذي كان مهمّشاً من البعض والذي بدا أقوى في بعض البلدان العربية. في هذا الاطار، سعت الشركة الى الوقوف جنباً الى جنب عملائها خلال تلك الفترة لمساعدتهم في التحول للعمل عن بعد بأسرع وقت وبأقل كلفة.

Avaya التي عهدت مناصرة المسوؤلية الاجتماعية قامت في عدة خطوات هذا العام مفصّلاً اياها السيد ابو لطيف ومعتبراً إياها جزءاً لا يتجزّأ من اهتمامات الشركة.

*شهدت صناعة المعلوماتية والاتصالات في العالم تطورات متسارعة…

– كيف تلخصون اهم هذه التطورات؟ وما مدى انعكاسها على قطاع الأعمال في مختلف المجالات؟

ساعدت هذه التكنولوجيا الأفراد والشركات خلال فترة الجائحة في العمل عن بعد دون الحاجة للّجوء للمكاتب، وبالتالي الوقاية من التقاط عدوى الوباء. بالاضافة الى انّها سرّعت في تبنّي التحوّل الرقمي الذي كان موضوعاً مؤجّلاً أو مهمّشاً لدى بعض الشركات التي باتت اليوم متماشية مع التطورات التكنولوجية الأخيرة.

علاوةً على ان الطفرة التكنولوجية الحاصلة ارتدّت ايجاباً على مداخيل الشركات التي زادت بفعل الطلب المرتفع على التقنيات والبرامج التي لاقت رواجاً كبيراً في فترة الجائحة.

ماذا عن التطور في المنطقة العربية. وهل جاء متناسقاً ومتجانساً مع ما شهدته البلدان المتقدمة؟

أظن أنّ بعض دول الوطن العربي ولا سيما دول الخليج أظهرت تفوّقاً على البلدان المتقدمة لجهة التطور التكنولوجي لا سيما السعودية والامارات اللتان عمدتا لتبديل أنظمة التعاطي وتطوير التطبيقات لمراقبة عملية تفشي الوباء وتوزيع اللقاح والتتبع والتعقّب وغيرها. بالطبع هناك دول اخرى التي تبنّت هذا التطور الرقمي السريع البعيد عن الديمقراطية والمرتبط بقوانين وتشريعات من جهاتٍ عليا.

مع انتهاء جائحة كوفيد-١٩ وعودة الموظفين للعمل من داخل مكاتبهم…

– هل فقدت التكنولوجيا بمعناها الواسع شيئاً من بريقها الذي عرفته خلال الجائحة؟

لا اعتقد ابداً أن هذا البريق اضمحلّ. التحوّل الرقمي ليس حديث النشأة انما جائحة كورونا سرّعت اكثر في تبنّيه وفرضت علينا التطوير في مجال التكنولوجيا. على صعيد شركتنا مثلاً، لدينا عدد كبير من مراكز وخطوط الاتصال المنتشرة حول العالم بالاضافة الى المؤسسات والشركات الضخمة التي اضطررنا الى نقل اعمالها وموظّفيها الى المنازل اثر الضغط الذي ولّدته الجائحة، وذلك بكل مرونة وتكلفة مجانية احياناً. كوفيد۱۹ أظهر الى العلن التكنولوجيا وسلّط عليها الضوء أكثر ودفع الشركات الى السير في التطورات والتقنيات المستحدثة، الى أن دخل عالم الألعاب الاكترونية والمرقمنة في مجال الأعمال ايضاً حيث برزت الـ Metaverse مثلاً.

قد يكون معرض Gitex دليلاً مهماً على استمرارية البريق الذي عرفه قطاع تكنولوجيا المعلومات في مرحلة الجائحة.

عقدتم كشركة اتفاقية تفاهم مع شركة StarTek… ما أهمية هذه الاتفاقية والى ماذا تهدف؟

StarTek هي أحد عملاء شركتنا، وإحدى أضخم الشركات المنتشرة في ۱۳ دولة من العالم مثل: سنغافورة والهند وأميركا وغيرها، ولديها أكثر من ٤٣٠٠٠ خبير CX يخدم العملاء. هي تعمل في مجال خدمة الأعمال التجارية والاستعانة بمصادر خارجية ومعالجة الأعمال لشركاتٍ متنوّعة ومتعددة في قطاعاتٍ تشمل: الخدمات المصرفية والمالية والتأمين والتكنولوجيا والاتصالات والرعاية الصحية والسفر والضيافة والتجارة الإلكترونية والسلع الاستهلاكية وتجارة التجزئة والطاقة والمرافق وغيرها.

تكمن أهمية هذه الاتفاقية في بناء شراكة هادفة لتطوير برامج شركتنا ومنصاتها بما يصب ايضاً في مصلحة عملاء شركة StarTek والذين نسعى لمعرفة حاجاتهم وتلبيتها وفق معايير تتناسب وأعمالهم.

من خلال هذا التعاون ستتمكن Startek من استكشاف إمكانية استضافة مجموعة من حلول محفظة Avaya OneCloud TM بهدف إتاحتها للشركات عبر مجموعة تشمل وكلاء مركز الاتصال والخبرة المؤسسية في تجربة العملاء. سيتم توفير هذا الحل الشامل من خلال نموذج تسعير قائم على الاشتراك، مما يمكّن المؤسسات من شراء السعة والخدمات والخبرات التي يحتاجون إليها دون تكاليف أولية كبيرة.

تهدف الاتفاقية إلى إنشاء حل متكامل في كل من التكنولوجيا والخدمات، والذي يمكن توسيعه ليشمل عملاء Startek على مستوى العالم، من خلال استخدام التكنولوجيا المبنية على منصة تجربة Avaya OneCloudTM. نحن نجتمع معاً لتلبية احتياجات السوق، أي لتسهيل استخدام الشركات لمنصة تقنية، جنباً إلى جنب الأشخاص والعمليات الرائدة في السوق. بالعمل معاً، يمكننا توسيع فوائد الموثوقية والخبرة التي يجلبها رواد الصناعة مثل Avaya وStartek إلى السوق.

سيمكن هذا التعاون الشركتين من تقديم تجارب أفضل لعملائهما من خلال خدمة شاملة وسهلة الإدارة وقائمة على الاشتراك.

ماذا عن أهم الخدمات والبرامج والحلول التي قدّمتها الشركة خلال العام ۲۰۲۲؟ وما هي مشاريعكم المستقبلية؟

نقوم بتقديم خدماتٍ متنوعة وجديدة باستمرار ودورياً، ولكن الأساس هو تلك المنصات التي نعمل على تطويرها. اعلنت Avaya مذ اربع سنوات من هنا من Gitex، خدمة مراكز الاتصال السحابية والتي تعدّ محور اعمالنا والتي بتنا نستخدمها اليوم نحن كشركة في كل تفاصيلها. هذه الخدمة تعتمد بشكلٍ كلّي على السحابة الأصلية التي يُصنع من خلالها تطبيق خاص بتلك السحابة، الأمر الذي لا يمنع استخدامها لأغراضٍ أخرى.

في منحى آخر، استمرينا في المحافظة وتوطيد علاقتنا بعملائنا ومساعدتهم على متابعة اعمالهم دون اي انقطاع.

بالاضافة الى اننا اقمنا اتفاقية مع Microsoft Azure العالية المستوى، والتي تهدف الى اتاحة الخدمة لعملائنا الذي يريدون نقل البنى التحتية ومعداتهم وبرامجهم على السحاب، بالتزامن مع استكمال تعاملهم مع شركتنا.

لطالما كان لـ Avaya دور فاعل في المسؤولية المجتمعية… ما هي آخر نشاطاتكم الاجتماعية؟

التركيز على التقدم البيئي والاجتماعي والحوكمة، والالتزام بتحديد أهداف خفض الانبعاثات على مستوى الشركة كان أحد ابرز المواضيع التي استحوذت اهتمامنا هذا العام. اردنا تسليط الضوء على الآثار الإيجابية التي أحدثتها الشركة في المساعدة على مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والاستهلاك المسؤول والمساواة والعمل اللائق والسؤول ودعم المجتمع والتنمية الاقتصادية. تساهم إنجازات الشركة في العديد من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدام، وهي مخطط عالمي لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة. قمنا ببعض مبادرات البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG)، للمساعدة في بناء تجارب أفضل للموظفين والعملاء والموردين والشركاء ومجتمعاتنا العالمية.

في العالم الاقتصادي اليوم تبدو كل تجربة مهمة، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالبيئة بحيث يصبح لكل قرار أهميته. في Avaya، نعطي الأولوية للإشراف البيئي ونسعى جاهدين لتقليل التأثير البيئي لمنتجاتنا وحلولنا وخدماتنا وأنشطتنا، فضلاً عن تسهيل إدارة عودة الأجهزة والبطاريات والتغليف ونهاية عمرها الافتراضي. من خلال التفكير في تصميم المنتجات والإشراف عليها طوال دورة حياة منتجاتنا، يمكن لتقنيتنا أن تلعب دوراً مهماً في مساعدة الشركات على تقليل انبعاثات الكربون.

في سعينا الى الحفاظ على ثباتنا في التزامنا بمواجهة تغير المناخ، خفّضت Avaya إجمالي الانبعاثات بنسبة ۱،۲٪ من ميزانية العام ۲۰۲۰ إلى ميزانية العام ۲۰۲۱، والتزمت بوضع أهداف على المدى القريب لخفض الانبعاثات على مستوى الشركة، بما يتماشى مع علم المناخ. لقد أرسلنا أهدافاً قريبة الأمد إلى مبادرة الأهداف المستندة إلى العلم (SBTi) للمراجعة، وعملية التحقق جارية.

باستخدام تقنية Avaya لتلبية الاحتياجات المجتمعية، قدمنا تجارب تعليمية استثنائية وساعدنا الشركات على النمو ودعمنا الأشخاص ذوي الإعاقة. كذلك، وتعزيزاً لالتزامها بالتنوع والمساواة والشمول والانتماء، أضفنا “الدمج” إلى المبادئ الثقافية للشركة. بالاضافة الى أننا استضافنا الشهر السابع من العطاء، وهي حملة مفعمة بالحيوية تجمع الموظفين والشركاء والموردين والعملاء من جميع أنحاء العالم. جمعت جمعية Avaya أكثر من ۱٤۰ ألف دولار اميركي لدعم Save the Children. أخيراً وليس آخراً، بهدف زيادة مشاركة الموظفين، أطلقنا ما يسمّى بال SPARK WEEK في شباط/فبراير ۲۰۲۲، والذي يتكوّن من جلسات تعليمية مصممة لمساعدة الموظفين على التعلم والتطوّر على الصعيدين المهني والشخصي.

 

 

 

Comments are closed.