مؤتمر دبي العالمي للتأمين

مستقبل قطاع التأمين وأساليب التكيّف مع التحديات

حفل الافتتاح

نظّمت «جلوبال ري إنشورنس» بالتعاون مع مركز دبي المالي العالمي مؤتمر دبي العالمي للتأمين حضورياً يومي ٩ و۱۰ آذار/مارس ۲٠۲۲ في فندق «ريتز كارلتون» أحد اهمّ المراكز المالية الأكثر تقدماً في العالم، والمركز المالي الرائد للشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا بعد غياب عامين، بحضور ٨٠٠ مشارك من ٥۱ دولة مشكِلاً الحدث الأهم الذي يستضيفه المركز بعد تفشي جائحة كورونا.

ناقش نخبة من قادة قطاع التأمين وخبراء إعادة التأمين وشركات التكنولوجيا المالية الناشئة ورواد تكنولوجيا التأمين، الفرص المتاحة التي ستسرسم مستقبل قطاع التأمين والسبل المثلى للتكيف مع التغيير، حيث يحتل الذكاء الاصطناعي والجرائم الإلكترونية وإدارة المخاطر قائمة المواضيع التأمينية لا سيما وانّ صناعة التأمين تسير في الأتمتة والرقمنة.

في هذا الاطار، ركز قادة القطاع على محفزات نمو النشاطات والاعمال التأمينية، حيث عُقدت جلساتٍ عدة تطرّقت الى مواضيع الابتكار والرقمنة والمواهب ومعايير البيئة والحوكمة والمسؤولية الاجتماعية للشركات، وإمكانات الذكاء الاصطناعي والبيانات، ودورها في تنمية وتطوير القطاع وزيادة الطلب على التحول الرقمي والمواهب .

اليوم الأول

حفل الافتتاح

افتتح السيد عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي، رسمياً المؤتمر مشيراً إلى انّ الاقبال والحضور الكثيف فيه هو دليل واضح على الرغبة في الالتقاء مجدداً حضورياً، وجهاً لوجه، واعادة احياء الأعمال المعتادة. واضاف السيد أميري انّ هذا الحدث ينسجم مع الالتزام بترسيخ المكانة المحورية لمركز دبي المالي العالمي في قطاع التأمين وإعادة التأمين بالمنطقة وتعزيز سمعة المركز كمركز مالي عالمي رائد في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا.

وأثنى أميري على سعي المركز لمواصلة التعاون مع شركات التأمين والاعادة لصياغة مستقبل التأمين المرتكز على دعم عملائه الذين ساهموا بشكلٍ كبير في نمو هذا القطاع خلال عام ٢٠٢١، حيث وصل إجمالي أقساط التأمين المكتتبة في مركز دبي المالي العالمي إلى ١،٨ مليار دولار.

تبعه المتحدث الرئيسي أولريش باسيديكا، عضو مجلس إدارة شركة General Re، متناولاً موضوع «إعادة التأمين ٢٠٣٠ – عالم جديد مليء بالمخاطر»، قائلاً أن هناك ستة ملايين حالة وفاة تسبب بها وباء كوفيد خلال العامين الماضيين، وكشف عن نقص التأمين على الحياة في جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أنه لا يزال هناك الكثير من الثغرات في الوقاية. اما في ما يتعلّق بالكوارث الطبيعية، فقال إن ألمانيا عانت من فيضانات مدمرة العام الماضي، وتضرر الكثير منها لاسيما اولئك الذين من دون تأمين. ودعا الى الاسراع في ايجاد الحلول لسدّ هذه الفجوة التأمينية، كما سلط باسديكا الضوء على المخاطر غير الملموسة باعتبارها تحدياً رئيسياً آخر، باستخدام حدث التوهج الشمسي كمثال.

بعد الكلمات الرئيسيّة، كانت محاضرة أولى تحت عنوان «المنظر من الأعلى»، القاها فريق دولي ضمّ كلايف بوزنيل الرئيس التنفيذي لشركة Tysers والدكتور كورنيل كاريكيزي العضو المنتدب للمجموعة والرئيس التنفيذي لشركة Africa Re وسلمان جعفري الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال في سلطة مركز دبي المالي العالمي وستيف بوستلو وايت المدير العام لشركة QBE Re. ناقش المحاضرون موضوع فشل صناعة التأمين في الاستجابة بسرعة كافية للعالم الرقمي سريع التطور. قال كلايف في هذا الاطار: «أعتقد أن التغيير بطيء للغاية ويمكننا فعل المزيد لتسريع ذلك». وأيّد ستيف بوستلو وايت رأي كلايفن امّا الدكتور كورنيل فقال: «إن الاندفاع إلى الرقمنة أدى إلى عدد كبير من الأعمال الزائفة في الشركات، اذ يسارع الجميع إلى استثمار الأموال في الكثير من الحلول والتطبيقات التي تكون أحياناً قصيرة الأجل». اشار سلمان جعفري الى أن التأمين لا يمثل سوى حوالي ٢٠٪ من الخدمات المالية في الإمارات العربية المتحدة وأنّ المصارف متقدمة على قطاع التأمين في مجال التكنولوجيا. واضاف أنّ هناك فرصة كبيرة لشركات التأمين في دبي للعمل مع مركز دبي المالي العالمي لحل التحديات التكنولوجية ومشاكل العملاء.

تطرّق النقاش ايضاً الى آلية التسعير، وقال بوستلو وايت في هذا الاطار: «إن الأسعار متفاوتة لكن بعض الفئات ارتفعت اسعارها بشكلٍ كبير».

ورداً على سؤال ما إذا كان وضع التأمين في السوق صعب، قال كلايف بوزنيل: «نحن لسنا في سوق صعب. إنه سوق متمايز حسب موقعه الجغرافـي ومنتجاته».

جلسة العمل الأولى

افتتح الجلسة في اليوم الأول ايان هوغس الرئيس التنفيذي لـ Consumer Intelligence متحدثاً عن تأثير التغيّرات في المملكة المتحدة على مجلس التعاون الخليجي وكيفية تحقيق الأرباح.

طاولة الحوار الأولى

تبع هذه المحاضرة طاولة حوار ترأستها ايلين ياتس الصحفية والمحررة المتخصصة بالتأمين والمخاطر، ودارت حول النهوض بالصحة الرقمية والرفاهية في مكان العمل – المشاركة من أجل مستقبل أفضل وكانت برعاية شركة CME Healthcare، وقد شارك في هذه الجلسة كل من الدكتور مازن أبو شقرا، المدير العام والمدير الإقليمي لـ Life/Health Dubai Gen Re وبراد بويسون المؤسس المشارك، (HR Learn In (HRLI وDavid Amehame المدير المبيعات الإقليمي لشركة Fitbit – الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا وإسرائيل جورج الرهبان مدير عام شركة CME في دبي والتي كانت أهم رعاة المؤتمر، وMaciej Tomaszewicz مستشار التأمين الرئيسي في شركة Deloitte ومحمود شلب نائب أول رئيس شركة الاتحاد للتأمين. ناقشت هذه الطاولة امكانية الشركات من الاستفادة من التحول في مكان العمل في مجال الصحة والرفاهية، الاّ ان الوصول الى هذه الرفاهية يتطلب خطواتٍ ثلاث: أولاً، يحتاج برنامج الرفاهية إلى التمويل المناسب، وثانياً إلى طاقم عمل متحمّس وكفوء ومسؤول عن إدارة هذا البرنامج، وأخيراً، مشاركة المدراء وقادة الشركات في تطبيق البرنامج الذي سيساهم بالاحتفاظ بأفضل الموظفين وتوظيف الكوادرعبر استخدام انترنت الأشياء وعبر اللجوء الى أساليب لحثّ الموظف على اتباع برنامج الرفاهية والصحة واعطائه مثلاً نقاطاً إضافية أو حتى مكافآت إذا أكمل الأهداف الصحية. بدلاً من قلق شركات التأمين بشأن كيفية إدارة المطالبات، من الأفضل أن تمنع حدوثها.

جلسات العمل

طاولة الحوار الثانية

تلت طاولة الحوار الأولى طاولة حوارٍ اخرى كان عنوانها «النقابة في صندوق ومركز دبي المالي العالمي» وترأّستها جراسيتا آوا دي جراسيا المدير الأول للتأمين وإعادة التأمين في مركز دبي المالي العالمي، وقد ضمت كل من آندي وودوارد الرئيس الإقليمي لشركة لويدز في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وجونسون جون مدير شركة Callidus Consulting ولويز أودونيل نائب الرئيس التنفيذي – العمليات الدولية والمخاطر والاستراتيجيات والقانون والامتثال لشركة عمان للتأمين.

اثنى المشاركون في هذه الجلسة على دور «نقابة لويدز في صندوق» (SIAB) كأداة ملحّة للمنطقة، غير أنّه لا ينبغي اعتبارها طريقة سهلة للدخول إلى السوق، اذ انّه للحصول على الموافقة والوصول إلى تراخيص Lloyd’s، والتصنيف «+A»، والنظام البيئي للسوق وعضوية «نادي الأعضاء الممتازين»، يجب أن يكون المرشحون المحتملون لـ SIAB على استعداد لتقديم شيء جديد ومميّز للسوق. وكانت قد حصلت شركة عمان للتأمين على الموافقة لإطلاق «نقابة ٢٨٨٠» العام الماضي على منصة لويدز مركز دبي المالي العالمي. وفي هذا الاطار اوضح آندي وودوارد ان الانضمام للنقابة يجب ان يتعدّى حدود «أنا أيضًا»، وقال: «إنها ليست للجميع وليست وسيلة للقيام بشيء ليس لديك خبرة فيه فعمان للتأمين لديها وضعية عمل قوية. إنهم يقومون بأضعاف ما كانوا يقومون به منذ ٢٠ عاماً». وقالت ولويز أودونيل أنّ طريق الحصول على الموافقة كانت صعبة وشاقة، وتحدّت كل جانب من جوانب خطة عمل الشركة. واضافت: «(SIAB) هي لعبة بطيئة للغاية وثابتة ولا توجد أهداف سخيفة». وتم توضيح أنّ (SIAB) يوفرلشركات التأمين والإعادة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فرصة إلى التحليق وفرصة ايضاً للمرشحين الإقليميين الهادفين إلى تقديم طرق جديدة ومبتكرة لممارسة الأعمال التجارية.

طاولة الحوار الثالثة

طاولة الحوار الثالثة طرحت موضوع «أخطار تطور المخاطر السيبرانية باستمرار»، أدارها ساكسون ايست مدير المحتوى في مجلة «Insurance Times»، وتشارك الجلسة كل من حامد مبروك، المدير الاداري لشركة Willis Towers Watson وجاريت كولثوف الرئيس التنفيذي في Speartip وزينب الخطيب نائب رئيس شركة لوكتون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأليكس جمعة وكيل التأمين السيبراني في مجموعة طوكيو مارين كيلن. أوضح أعضاء الحلقة أن برامج الفدية والتسوية في الأعمال عبر البريد الإلكتروني تتقدّم على العناوين الأساسية، اذ انها تستمر في تشكيل مشهد المخاطر السيبرانية وزيادة تكلفة المطالبات. ونتيجةً لذلك، ازدادت صلابة السوق بقوّة مع قيام شركات النقل وإعادة التأمين الإلكترونية بسحب السعة وزيادة نشر التحليلات بهدف فهم التهديد واحتماليته بشكلٍ أفضل وكيفية تأثيره على الميزانية العمومية. وقال أليكس جمعة أنّ عملية الاكتتاب الصارمة تعني أن المؤمّن عليهم الذين يتمتعون بالتغطية الالكترونية هم من بين أولئك الأقل عرضة للهجوم.

وفي هذا السياق قالت زينب الخطيب إن عملية الشراء هي طريقة جيدة للتنسيق مع العملاء لتحديد الأماكن التي قد تكون نقاط ضعف تحتاج إلى التعزيز، «هناك الكثير لنتعلمه من شركات التأمين السيبرانية لأنها على دراية بكل المطالبات». وأوضح جاريت كولثوف، أن وجود أمن إلكتروني متين غير كافٍ بل يجب ان يكون مصحوباً بمراقبة ومواصلة للأنظمة وذلك يشمل التحقق ومراقبة الأشخاص الذين لديهم امكانية الحصول على معلومات الشركة.

وأكّد المتحدثون أن الفدية لا تُدفع إلا كملاذ أخير وبناءً على مشورة المحامين. وقال جاريت كولثوف: «الهدف هو استرداد البيانات دون الدفع وبأي ثمن».

طاولة الحوار الرابعة

حملت طاولة الحوار الرابعة عنوان «المخاطر الناشئة: من التهديد إلى الفرصة – معالجة المخاطر الناشئة في المنطقة»، وشارك في الجلسة كل من أتينك يلماز الرئيس التنفيذي الإقليمي لـ Howden Insurance Brokers في تركيا والشرق الأوسط وأفريقيا جو أسمر المدير التنفيذي – اختياري لشركة شديد ري التي كانت من اهم رعاة المؤتمر والرئيس التنفيذي لشركة Gallagher Re في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ناتالي فان دي كولويجك وويبستر تواامبو المدير العام لشركة كلابتون ري.

عرض تقديمي

تلا طاولات الحوار الأربعة عرض تقديمي برعاية شركة Simmons & Simmons تمحور حول «المخاطر الناجمة عن عاصفة الذكاء الاصطناعي» وقد شارك في العرض كل من أوليفيا دارلينجتون محامية ورئيس التأمين في شركة Simmons & Simmons ME الشرق الأوسط وأفريقيا ومينش تانا المدير المساعد في Simmons & Simmons اللذان تحدثا عن عدم ادراك شركات التأمين والاعادة المخاطر التي قد تنشأ عن استخدامها المكثّف للذكاء الاصطناعي المعقّد للغاية. وفي هذا الاطار قال مينش تانا: «أنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة جداً معقدة للغاية لدرجة أن البشر لا يستطيعون فهمها، الذكاء الاصطناعي يعمل في صندوق أسود». وشبّهت أوليفيا دارلينجتون الذكاء الاصطناعي الى السيبرانية الصامتة، حيث ان العديد من الشركات لا تزال تجهل الخطورة والخسائر التي قد تتعرّض اليها جرّاء هذا الذكاء وقد تكتشفها بعد فوات الأوان. تم تقدير هذه الخطورة ولكنها لم تُسعّر بعد. في الوقت الراهن، من المرجح أن يحاول المؤمَنون المطالبة بالتعويض عن الخسائر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي بموجب سياساتهم السيبرانية.

تلا العرض عشاء حفل الافتتاح الرسمي لشركة Africa Re – مركز دبي المالي العالمي، حيث القى السيد Ken Aghoghovbia رئيس مجلس إدارة Africa Re DIFC كلمة في هذا الخصوص قال فيها:

«أود أن أبدأ بتوجيه الشكر إلى سلطات دبي المركز المالي الدول، وخاصة السيد عارف أميري الرئيس التنفيذي لسلطة المركز والسيد كريستوفر كالابيا – الرئيس التنفيذي لشركة سلطة دبي للخدمات المالية (DFSA) للدعم الهائل الذي قدّموه لـ Africa Re – DIFC خلال المراحل المختلفة لتأسيسها في هذا المركز المالي المرموق محور الشرق الأوسط.

ووضّح هدف الشركة من التوسع نحو مركز دبي المالي العالمي مضيفاً: «لقد واكبنا ما مر به قطاع التأمين في السنوات الاخيرة ،حيث تقلصت السعة وتم تقييد أنشطة إعادة التأمين/إعادة التكافل في السوق من خلال تطبيق شروط قاسية للغاية على معظم العقود التأمينية، لذلك ارادت Africa Re سد الفجوة في السعة وتوفير الدعم الأوسع الذي لا يمكن توفيره إلا من خلال التواجد المحلي للعمل على مقربة من عملائنا. نظرًا لكون مركز دبي المالي العالمي بلا جدال أكثر مراكز الأعمال التجارية الدولية إستراتيجية في المنطقة، لم يكن من الصعب تحديد مكان المكتب».

وأشار الى انّ عمل Africa Re DIFC سيشمل بشكل عام الأعمال التقليدية وأعمال إعادة التكافل. وقال مؤكّداً: «انّ فرع الشركة سيقدّم افضل خدمات اعادة التكافل المجهزة بشكل كافٍ لخدمة سوق الشرق الأوسط لا سيما وان الشركة تضم أكبر شركة إعادة تكافل في إفريقيا. تتعهد Africa Re DIFC بخدمة العملاء في المنطقة بكل الخبرات والتجارب التي اكتسبتها مجموعة Africa Re Group على مدار ٤٥ عاماً من وجودها. سيستمتع العملاء بالكفاءة المهنية التي تم إثباتها، ليس فقط في إفريقيا ولكن أيضاً في مختلف الأسواق في العالم والتي وضعت Africa Re ضمن أفضل ٥٠ شركة تأمين عالمية. كذلك سيستفيد العملاء في الشرق الأوسط، من قدرات Africa Re DIFC المالية الصلبة وأمنها الذي يُكسبها تصنيفات ائتمانية مالية دولية ممتازة: كتصنيف «ممتاز» من AM Best و«A- Strong» من S&P Global Ratings.

سيدير المكتب السيد محمد سعد زغلول، المسؤول التنفيذي الأول. انضم السيد زغلول إلى شركة إعادة التأمين الأفريقية في تشرين الأول/أكتوبر ٢٠١٨ كمساعد مدير الاكتتاب والتسويق في المكتب الإقليمي في القاهرة حيث كان مسؤولاً بشكل كبير عن إدارة محفظة الشرق الأوسط والمكتب في مركز دبي المالي العالمي. السيد زغلول هو زميل منذ ايام معهد التأمين القانوني (FCII) في لندن ولديه أكثر من ٢٠ عاماً من الخبرة في كل من مجالي التأمين التكافلي والتقليدي».

وقال ايضاً: «بالإضافة الى خدمة اعادة التأمين، تقدم Africa Re عادةً الدعم الفني في جميع الأسواق التي تعمل فيها. بالنسبة لسوق الشرق الأوسط، كان يتم ذلك من خلال المكتب الإقليمي في القاهرة ولكن سيتم الآن تعزيزه من خلال Africa Re DIFC. الشركة مستعدّة دائماً لدعم أسواقها التي تعاني من كوارث طبيعية أو أوبئة كبيرة».

اليوم الثاني

طاولة الحوار الأولى

طرحت طاولة الحوار الأولى في اليوم الثاني من المؤتمر سؤالاً: «من سيكون الفائز في عالم Insurtechs الجديد؟»، وجواباً على هذا السؤال تناقش كل من السيد أفتاب حسن رئيس مجلس إدارة Risk Exchange (مركز دبي المالي العالمي) وأنطوان بدادوني رئيس منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والمتخصص في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وأميركا اللاتينية لشركة Aspen Re ومحمد راضي نائب رئيس مجلس الإدارة ومدير العمليات لمجموعة Braxtone Group و يوسف أمين نائب الرئيس التنفيذي للعمليات – مطالبات خطوط العملاء والخدمات الهندسية في شركة أبوظبي الوطنية للتأمين (ADNIC). تحدّث المشاركون عن النمو الكبير الذي شهده قطاع التكنولوجيا التأمينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العامين الماضيين والذي تعزّز جزئياً بوباء كوفيد-١٩ وما انتجه من زيادة في الاتجاهات الرقمية. يعتقد السيد افتاب حسن انّه في حين أن التأمين يتخلّف القطاع المصرفـي، الاّ انّ ظهور تقنية blockchain والذكاء الاصطناعي كان بمثابة تغيير لقواعد اللعبة، مما انتج كفاءات في العمل وأتاح سهولة توزيع السياسات الذكية وزيادة رضا العملاء. ناهزت الاستثمارات في عالم التأمين التكنولوجي عالمياً عتبة العشرة مليار دولار، بارتفاع ٢ مليار دولار فقط عن الخمس سنوات الأخيرة، وتشير التوقعات إلى أن هذا المبلغ سيتجاوز ١٠٠ مليار دولار بحلول العام ٢٠٣٠، مما يدلّ الى إمكانات نمو هائلة. امّا السيد محمد راضي فنوّه الى الدور الذي لعبه التنظيم مشيراً إلى أنّ الحملة منسقة في البحرين لضمان امكانية العملاء من إخراج بوالصهم وتجديدها افتراضياً عبر الإنترنت، دون الحاجة إلى الاجتماعات المباشرة. واكّد انه «لولا الوباء لم يكن ذلك ليحدث بهذه السهولة، اذ أدركت جميع الأطراف أن هذا التحوّل ضروري لمصلحة الجميع». واشار انطوان بدادوني أن جزءاً كبيراً من الاستثمار في مجال التأمين التكنولوجي يتركز في ٥٪ فقط من الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا، مما يعني أنه سيتعين على شركات التأمين زيادة الاستثمار في أنظمتها البيئية من أجل جذب التمويل المناسب. اثنى يوسف أمين على الرغبة في التحول الرقمي واشار انه مع استثمار أصحاب رؤوس الأموال في شركات التأمين والتوصل إلى حلول ذكية في هذه الصناعة، ستكون هذه الشركات قادرة على الاستفادة من هذا التحول والاستمرار إن اتبعت المنهجية الصحيحة. واضاف: «يتعيّن على الشركات الإقليمية والمحلية إعادة تحديد اتجاهها، والاستثمار في الرقمية والاستفادة من النظام البيئي المتنامي».

طاولة الحوار الثانية تألفت من براندان هولمز كبير مسؤولي الائتمان في Moody’s Investors Service، ووليد صيداني العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة Kay International AMEA وياسر البحارنة والمدير التنفيذي والرئيس التنفيذي لمجموعة Trust Re وآندي وودوارد. ناقشت الجلسة موضوع «المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة: الارتقاء إلى مستوى التحدي وإمكانات الشرق الأوسط». في التفاصيل تحدّث المشاركون عن المخاوف من عدم التزام شركات التأمين والوسطاء المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة بهدف كسب المزيد من المال من خلال الاستثمار أو الاكتتاب أو السمسرة في مجالات لا تفي تلك المعايير والتي قد تُنتج عواقب «كارثية». والقلق الأكبر انّه يُنظر الى هذه المعايير على أنها معايير شكليّة مع عدم وجود تدقيق. قال آندي وودوارد: «معظم اللاعبين الكبار في مجال الطاقة في المنطقة يقومون باستثمارات ضخمة في الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين، وهناك العديد من اللاعبين الإقليميين حريصين جداً على العمل مع شركات التأمين الكبرى والوسطاء وشركات مثل لويدز، لتقييم ما يفعلونه». تم التطرّق ايضاً الى ضرورة تحديد مفاهيم المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، حيث انه لا يوجد تعريف عالمي له، كان هناك نقاش حيوي حول هذا الموضوع، لكن لم ينتج عنه تعريف صارم. خلُص أحد الأعضاء الى ما يلي: «يتمثل الهدف النهائي من المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، بشكل فعال، في زيادة تكلفة رأس المال للشركات للتأكد من أننا لا ننخرط أو نؤمِّن أو نستثمر في الصناعات الخاطئة أو السلوك السيئ».

امّا عن مستقبل المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة فرأى المتناقشون أنّ المستقبل سيشهد مزيداً من التقارب حول المعايير النهائية. مع ذلك هناك بعض مجالات التي كان لها بالفعل تعريف واضح لتلك المعايير كفريق العمل المعني بالكشف المالي المتعلق بالمناخ (TCFD). قال متحدث في هذا المجال: «إحدى عمليات الكشف الرئيسية في الوقت الحالي هي الكثافة الكربونية، لا سيما في المحفظة الاستثمارية والتي ستتواجد أيضاً في محفظة الاكتتاب. هناك أدوات علمية أكثر مصداقية يتم تطويرها لتكون قادرة على قياس تلك الكثافة، بما يؤدي إلى المزيد من الشفافية».

طاولة الحوار الثالثة

جلسة الحوار الثالثة والأخيرة «التكافل – الجدل الكبير»، وشارك في الجلسة كل من محمد سعد زغلول المسؤول التنفيذي الأول في Africa Re وشكيب أبو زيد أمين عام الاتحاد العربي للتأمين وجمال صقر المدير الإقليمي لمكتب Africa Re القاهرة، وغوتام داتا الرئيس التنفيذي لشركة الوطنية للتكافل وتامر ساهر المدير الإقليمي لمجموعة إعادة التأمين الأميركية ويوسف جامع العضو المنتدب لشركة African Retakaful. تناولت الجلسة التي رعتها Africa Re DIFC المشكلات المتأصلة في نموذج التكافل التي تستمر في إعاقة تطور السوق في دول مجلس التعاون الخليجي والتي تسبب فشل التأمين التكافلي في النضوج على الرغم من وجوده لمدة ٤٠ عامًا أو أكثر. اتفق معظم المتحدثين في النهاية على انّ تصميم النموذج هو المسؤول الأول عن هذا الفشل لأنه يمثل تحدياً للجهات التنظيمية. كما أنّ النمو البطيء للسوق الأساسية هو أيضاً هو أحد الأسباب وراء اضعاف قدرة إعادة التكافل في السوق في السنوات الأخيرة، واعتقد المتحدثون أن ظهور «نوافذ إعادة التكافل» مفيد ان تلازم مع وجود شركات تابعة متخصصة. وعلٌّق غوتام داتا قائلاً: «التكافل يجب أن يكون حول تقاسم المخاطر بدلاً من تحويل المخاطر، النموذج يحتاج إلى التغيير. نحن نتعلم ولكن ما مدى سرعة تحويل هذا التعلم إلى عمل؟ «.

الدروس المستقاة من تلك الجلسة كانت:

– اعتماد نماذج التجارب الأخيرة الناجحة في تركيا والمغرب وتطبيقها في دول مجلس التعاون الخليجي

– رسم تشبيه بين نجاح نماذج التأمين المتبادل في الأسواق الأخرى وامكانية التكافل من التميّز وتقديم خيارات أوسع للعملاء

– بمجرد أن يدرك مقدمو الخدمة قيمة للتكافل، ستُدرك عندها السوق طاقاته. في نهاية المطاف، لا يتعلق هذا النوع من التأمين بالامتثال لأحكام الشريعة أو تحقيق أرباح للمساهمين بل بمنح السوق حرية الاختيار

– يُعد التأمين المتناهي الصغر فرصة واضحة للتقدّم، عبر مبادئ التكافل التي تقود نفسها بشكل مثالي الى زيادة الاشتمال المالي. انما النجاح سيعتمد على القدرة على الرقمنة

– تُعد مشاركة المخاطر إحدى طرق تحقيق هذا الهدف والتغلب على عبء متطلبات رأس المال ، بالاضافة الى تحقيق قوة شرائية أفضل من أسواق إعادة التأمين

مع اختتام الجلسة الثالثة في اليوم الثاني اختتم مؤتمر دبي العالمي للتأمين.

Comments are closed.