كيرستين ماركس

أعمال موسّعة ولقاءات حيّة

لا شك أنّ الخبرة هي المفتاح الأول للنجاح، حيث تلتقي السياسات الصائبة والخطط المدروسة لتُثمر تألقاً ونمواً. فخبرة السيدة كيرستين ماركس تنقّلت في مختلف مراتب التأمين لتقف عند اهمّ مراكزه وتستقرّ كالرئيس التنفيذي لشركة Broktech لوساطة التأمين واعادة التأمين.

استطاعت الشركة ان تحجز مكاناً لها بين شركات الوساطة الهامة وان توسّع اطار اعمالها، ومكاتبها في قبرص هي ابرز اواخر انجازاتها، اذ تشير السيدة ماركس أنّ العمليات هناك سيكون لها جوّها المميّز بالاضافة الى استكمال العمليات في لبنان المترافقة بتقديم افضل الخدمات للعملاء والشركاء. وترى ان وضع قطاع التأمين اليوم جيّد لا سيما وان جائحة كورونا حثّت على توجهات واساليب مرقمنة جديدة تعِد بمستقبلٍ افضل. واعتبرت ان مؤتمر دبي العالمي للتأمين هو اعادة احياء للتواصل المباشر واللقاءات مع صناع التأمين والذي له نكهته الخاصة دوماً.

* هذا المؤتمر هو أول الغيث بعد عامين من انقطاعه… كيف تقيّموه؟

انّه من الممتاز ان نرى مجدداً عملاءنا وشركاءنا شخصياً والأروع هي تلك الذبذبات الايجابية التي يبعثها هذا المؤتمر في نفوسنا، فقد افتقدنا واشتقنا للتواصل واللقاءات المباشرة التي غيّبها وباء كوفيد-۱۹. لا شك انّ الاتصالات الافتراضية كان لها دورها الفاعل في الإبقاء على العلاقات الاّ أنّها لا يمكن ان تحلّ مكان التواصل المباشر فرؤية الأشخاص وجهاً لوجه له وقعه الخاص لا سيما بعد غيابٍ طويل. هذا المؤتمر اذاً يزخر بفاعلية كبيرة لما يضمّ من لقاءاتٍ ونقاط تلاقٍ خاصّةً وأنّه أقيم في اهمّ المراكز الناشطة في دبي ممّا أعطاه زخماً أقوى. اريد ان اثني ايضاً على التنظيم المتقن.

* في الحديث عن جائحة كورونا… هل التحول الرقمي السريع أثمر ايجابية ام سليبة؟

في هذا الاطار، تقتضي الاشارة الى انّ جائحة كورونا كان لها ايجابية في مكانٍ ما، اذ انّها دفعت الى السير بخطًى اسرع نحو تبنيّ الرقمنة وأساليب التكنولوجيا الأكثر تطوّراً وذلك بهدف سدّ النقص والفجوة في الأعمال الناتجة عن هذه الجائحة التي حتّمت المضي في التنفيذ الفعلي لإدارة المخاطر الشاملة وعدم ابقائها مجرّد نظرية.هذه الجائحة كانت بمثابة درس مهمّ لرواد الأعمال الذين ايقنوا اهميّة التصدّي للمخاطر المفاجئة، ارتدّت بالتالي ايجاباً على قطاع التأمين وولّدت فرصاً مميّزة.

ارى انّ المنصات الرقمية غيّرت السلوك الاستهلاكي التأميني وبات اكثر سلاسة، مما سيؤدي الى نمو في ما يتعلّق بالحلول للتأمينات الفردية. كنا قد عقدنا اتفاقاً مع شركة Ixpan Ltd تهدف الى تحويل جزءٍ من اعمالنا نحو المنصات الرقمية وقد زوّدتنا في الحلول الأكثر شفافية وتقنية لطاقاتنا في اعادة التأمين وادارة محفظتنا.

* ماذا عن تواجدكم في قبرص؟

بدأنا العمل في قبرص بشكلٍ كامل، حيث لدينا كياناً مستقلاً يتبع القوانين الأوروبية وقد شرعنا بعملياتنا فعلياً في ربيع العام ۲۰۲۱. هذا المكتب هو جزء من خططنا في إدارة المخاطر والتوسعات الاستراتيجية لا سيما وانّ قبرص تنتمي الى الاتحاد الأوروبي وتتيح لنا العمل ضمن محيطٍ آمن داعم لأهدافنا المستقبلية. نسعى دائماً لتبنّي اهم البرامج والتقنيات التي من شأنها ان تلبّي حاجات العملاء وتجيب على المساعي الرئيسية للشركة. كذلك نطمح دائماً للابتعاد عن الخدمات التقليدية في وساطة التأمين والبحث عن أفضل الحلول المتكاملة والمتخصصة لشركائنا. قد يكون التوسّع في قبرص احدى الخطوات الرامية الى زيادة نجاحنا وتألقنا.

* هل من جديد في ما خصّ فرع الشركة في بيروت؟

فرعنا في بيروت لا يزال قائماً بكل ما فيه من تجهيزات وعمليات وطاقم عمل، ولا نزال نوفّر افضل الخدمات لعملائنا وشركائنا كما فعلنا دائماً مكاتبنا في لبنان اذاً ستبقى اساساً لنمونا وأعمالنا. لطالما قدمنا كوكالة اكتتاب وتغطية إعادة التأمين الدولية من واجبنا توفير الاستدامة في تقديم المنتجات والأعمال من خلال تقليص المخاطر الخارجية التي قد تتعرض لها الشركة. استثمرت الشركة ايضاً في تطوير العمليات والممارسات التجارية والاكتتاب والتسعير. كنا قد حسّنا ايضاً كل ما يتعلّق بالاتصال والرصد وإعداد التقارير وفقًا للخطوط الفنية والموارد البشرية في الشركة ونحن على اتمّ الجهوزية لاستكمال هذ التحسينات وفق افضل الأدوات الآلية.

* كيف تقيّمون وضع قطاع التأمين اليوم؟ وما هي برأيكم المصاعب التي تواجهه؟

كما سبق وذكرت، جائحة كورونا بدّلت الكثير من المفاهيم وحوّلت مسار الأعمال فانقشعت الرؤية امام العديد من رواد الأعمال وشركات التأمين واعادة التأمين التي ادركت أهمّية تطبيق الخطط المتعلّقة في ادارة المخاطر بهدف وقاية نفسها من الخسارة وعملائها من تداعيات تلك المخاطر. ولاحظنا ايضاً وعياً اكبر تجاه التحول الرقمي الذي فرض نفسه كالأسلوب الأنسب لاستكمال الأعمال والحياة ولو افتراضياً، فكان علينا ان نختار بين الأفضل والأسوأ وهو ايقاف اعمالنا وتواصلنا. الاّ ان التواصل الافتراضي كان افضل الحلول ولا يزال متّبعاً حتى اليوم وقد يصبح جزءاً من حياتنا اليومية حتى بعد انتهاء الجائحة. قطاع التأمين استفاد من ذلك الوعي ومن ذاك الوباء، اذ ادرك الناس قيمة التأمين وأهمّيته كغطاءٍ واقٍ على الحياة الصحية والعملية. تدخّلت بعض حكومات الدول لتقف الى جانب شعبها في هذه المحنة ومساندتهم لتخطيها بأقلّ اضرار ممكنة. من المصاعب التي واجهت القطاع ايضاً هو وقع الجائحة على المؤمّنين ان كان فردياً او كشركات والذي كان متفاوتاً، حيث كان من المفترض على شركات التأمين ان تتعامل مع كل حالة على حدة من دون التعرّض لتغيير قوانينها وسياستها.

Comments are closed.