يتحدث رئيس مجلس ادارة والرئيس التنفيذي لمجموعة ITG Holding السيد كلود بحصلي عن انعكاسات الأزمة المالية والاقتصادية على قطاع المعلوماتية في لبنان، منوهًا بالتوجه الكبير للشركات نحو الخارج بهدف الصمود والاستمرار والتقدم.
السيد كلود بحصلي الذي يتمتع بمسيرة مهنية طويلة وخبرة عالية، يصرّ على البقاء في الوطن رغم سوء الازمة وتفاقمها، داعياً باقي الشركات في القطاع للاستمرار والتقدم على رغم الواقع الحالي، لأن البلد بحاجة الى القطاعات الحيوية مثله لضخ العملات الصعبة الى الداخل وتحريك الاقتصاد.
* يمر لبنان بأسوأ أزمة اقتصادية عرفها في تاريخه الحديث…
– كيف انعكست هذه الازمة على القطاعات الاقتصادية عموماً وقطاع المعلوماتية خصوصاً؟
يمرّ لبنان بأسوأ أزمة اقتصادية ومالية ونقدية واجتماعية في تاريخه الحديث، جعلته يواجه مشاكل وصعوبات وتعقيدات عدة في مختلف القطاعات والميادين العامة والخاصة، وهي أدّت الى انهيار معظم القطاعات العاملة فيه، وإن بنسبٍ مختلفة، تبعاً لعوامل وظروف متعددة.
قطاع المعلوماتية واحدٌ من القطاعات الذي أصيب بأضرار كبيرة بفعل تداعيات الازمة، إلا أنه لايزال يمتلك الكثير من مقوّمات القوّة وقدرات الاستمرار وتخطي الصعوبات، بفعل امكانات الشركات المتنامية على التصدير من جهة، وتوسّعها في الأسواق العربية والعالمية من جهة أخرى، من دون أن ننسى المهارات العالية التي يتمتع بها العاملون في هذا القطاع والتي تجعلهم في مرتبة متقدمة على المستويين الاقليمي والدولي.
نحن كمجموعة ITG Holding، تراجعت أعمالنا بشكل كبير مع القطاع العام في لبنان، الذي بات عاجزاً عن تسديد المتوجبات عليه بالعملة الصعبة. اما بالنسبة للقطاع الخاص فالأعمال تراجعت أيضاً بنسبة كبيرة، وقد باتت تنحصر بالأساسيات منها، بفعل الاوضاع الصعبة التي تتخبط بها الشركات.
٢- قبل الازمة كانت القطاعات الاقتصادية في لبنان تخطو خطوات هامة نحو اعتماد التكنولوجيا في اعمالها…
– كيف كنّا وأين أصبحنا في هذا المجال؟
قطاع التكنولوجيا والمعلومات في لبنان كان ولايزال مواكباً لكل ما هو جديد وحديث في التطور التكنولوجي العالمي، فهو الشريان الاساسي الذي يضخ الحيوية والابداع في جسم الاقتصاد الرقمي.
تجدر الاشارة، الى انه على رغم تفاقم الازمة فإن حدّة المنافسة ارتفعت بين الشركات في القطاع بسبب تدهور قيمة العملة الوطنية، مما أدى الى تنشيط القطاع الخدماتي والبرمجيات وارتفاع الطلب على الخدمات.
* دفعت أزمة انتشار فيروس كورونا عدداً كبيراً من الشركات إلى السماح لموظفيها بالعمل من المنازل، الأمر الذي انعكس إيجاباً على الشركات التي تعمل في مجال البرمجة.
– كيف انعكس هذا التحول على قطاعكم؟
– كم بلغت برأيكم نسبة التحول الى التجارة الإلكترونية واعتماد التطبيقات؟
كنّا نعتمد العمل عن بعد قبل جائحة كورونا لأن طبيعة عملنا تسمح لقسم كبير من موظفينا بالعمل من المنزل، كما ان لها نتيجة ايجابية من ناحية زيادة انتاجية غالبية الموظفين.
اما بالنسبة للتجارة الالكترونية فهي ازدهرت بشكل ملحوظ سواء على الصعيد الفردي أو المؤسساتي، كما زادت نسبة اعتماد التطبيقات، خصوصاً تطبيقات التسوّق التي تؤمّن خدمة التوصيل وذلك بسبب تفاقم أزمة البنزين اليوم.
* تُعَدّ صناعة البرمجيات واحدة من أهم مجالات العمل في الوقت الحالي..
– هل من مساعٍ لتطوير قطاع البرمجة نحو مستويات أعلى مما هي عليه في الوقت الراهن؟
التقدم التكنولوجي لم ولن يتوقف ابداً عن التطور والتجدد، لكننا اليوم نواجه صعوبات كبيرة من ناحية التيار الكهربائي والانترنت والتحاويل المالية في المصارف.. كلّها تؤثّر سلباً على زيادة انتاجيتنا.
كما أن الشركات العاملة باتت حذرة في التعاطي مع الشركات اللبنانية بفعل الوقائع الصعبة التي تتخبط داخلها.
بالإضافة، ان الطلب العالمي لهذا النوع من المهارات أدى إلى مغادرة الكثير من المبرمجين من لبنان وهذا جعل الوضع أصعب بالنسبة لنا ولشركات أخرى تتعاطى البرمجيات.
* هل يمكن لشركات المعلوماتية اللبنانية الاستفادة من الواقع الحالي لجهة زيادة انتشارها وتوسعها في الأسواق الخارجية؟
– أي من الأسواق الناشئة التي تسعون إلى دخولها في المستقبل بهدف النمو والتوسّع؟
بالطبع يمكنها الاستفادة من هذا الواقع الجديد، علماً ان شركات لبنانية كثيرة قد توسّعت نحو الأسواق الإقليمية والعالمية لإكمال مشاريع شركات عالمية خوفاً من توقفهم للعمل معهم.
نحن نتواجد في الشرق الاوسط وافريقيا، وسنستمر في التوسع في هاتين المنطقتين، كما اننا نتطلع للتوسع نحو اوروبا. وكنا بدأنا خطوات عملية في هذا المجال، حيث افتتحنا مكتباً في فرنسا للتوسع من خلاله في السوق الاوروبي في مجال البرمجيات والخدمات.
* كيف تقيّمون الدور الذي تقوم به جمعية الـ PCA في هذه المرحلة؟
تعمل جمعية المعلوماتية المهنية في لبنان (PCA) بشكل واضح لمواكبة الثورة التكنولوجية التي نشهدها اليوم، ودعم الشركات اللبنانية للمشاركة في المعارض العالمية والاقليمية.
نحن في شركة ITG Holding لدينا مندوب للمجموعة في الجمعية، كما أنني كنت، في البداية، عضواً مؤسساً.
* كيف تصفون الواقع الحالي لشركتكم؟
في بداية الأزمة أواخر عام ٢٠١٩ لاحظنا ان الازمة ستتفاقم، لذا بدأنا في الاستثمار أكثر في الخارج وأرسلنا أشخاصاً من الشركة الى الخارج لإكمال وتنفيذ المشاريع والتفتيش عن فرصٍ جديدة بهدف دعم تواجدنا واستمرارنا في لبنان.
الحمد لله على تواجدنا كمجموعة داخل لبنان وخارجه خصوصاً منذ بداية ثورة ١٧ تشرين وخلال جائحة كورونا وهذا الواقع الاقتصادي والمالي المتردي الذي وصلنا اليه اليوم، لكن في الوقت عينه لابد لي من الاشارة الى أن جائحة كورونا أثّرت أيضاً على أعمالنا في الخارج وعلى كافة القطاعات في مختلف دول العالم، لذا كان من المفترض أن تكون أعمالنا في تلك الفترة افضل مما كانت عليه.
نحن كقطاع خاص سنستمر لأننا نؤمن بلبنان وسنبقى نعمل كما عملنا في السابق، لنهوض البلاد من هذا الإنهيار. هذا واجبنا.
Comments are closed.