عبدالله الأحمد

البناء لمستقبل مستدام بحاضرٍ تكنولوجي متطوّر

لعلّ أفضل طريقةٍ لبناء مستقبلٍ زاهر، هي الاستثمار في حاضرٍ مفيد. بناءً عليه، يشير السيد عبدالله الأحمد، الرئيس التنفيذي لشركة الكويتية القطرية للتأمين، أن مجموعة قطر للتأمين شرعت في تمهيد الطريق للإستجابة للتطورات المناخية والتكنولوجية وللاستدامة عبر التحوّل نحو صناعة تأمينٍ رقمية وتنظيم المنتدى السنوي لتكنولوجيا التأمين، وعبر أول توقيع في الشرق الأوسط على «مبادئ التأمين المستدام». كما أعلن السيد الأحمد على النمو الجيد الذي حققته الشركة خلال العام المنصرم وعلى طموحهم في احتلال الصدارة في وقتٍ قريب.

كيف تنظرون الى واقع قطاع التأمين خلال العام ٢٠٢٣ عالمياً، اقليمياً ومحلياً؟

يتشكل سوق التأمين من خلال قوى متعددة تشمل التقدم التكنولوجي والمنافسة وزيادة التدقيق التنظيمي وتغير سلوكيات العملاء وتنوع التعرض للمخاطر بما في ذلك التغيرات المناخية والأخطار السيبرانية، بالإضافة الى العوامل الخارجية مثل المشهد الجيوسياسي والتقلبات الاقتصادية. ومن غير المرجح أن تهدأ وتيرة التغيير في أي وقتٍ قريب. ولكن بالرغم من التحديات التي مرت على العالم على مدى السنوات القليلة الماضية لا سيما تأثير وباء “كوفيد-١٩” ومختلف التوترات الجيوسياسية، أظهرت معظم شركات التأمين مقدرة على التكيف والإبتكار للتغلب على هذه العقبات. كما أنه سوف تستمر نماذج شركات التأمين في التطور والإبتكار لتلبية احتياجات العملاء المتطورة والإستجابة لمخاوف الاقتصاد الكلي والربحية.

تلوح في الأفق العديد من التطورات الخارجية والداخلية، بما في ذلك قنوات التوزيع والخدمات الجديدة والحاجة إلى السرعة وتوافر الحلول المتعلقة بالتأمين في الوقت والمكان المناسبين.

*هل تعتقدون أن التأمينات غير التقليدية (الإحتباس الحراري، الكوارث الطبيعية، التأمينات السيبرانية…) قد باتت جزءاً من التأمينات العامة في المنطقة العربية؟ وما هي قدرة شركات التأمين المحلية على توفيرها؟

لدى صناعة التأمين فرصة لتطوير استجابة تتفاعل مع التحولات المدفوعة بتغير المناخ والتحرك المتسارع في الشرق الأوسط نحو التحول الرقمي، عبر قطاعات متعددة والتي من المرجح أن تخلق طلباً أكبر على منتجات تأمينية جديدة والتي بدورها سوف تدفع عجلة نمو السوق. ففي هذا الصدد شرعت مجموعة قطر للتأمين في تمهيد الطريق ببناء البنية التحتية التي ستمكنها من الإستجابة لتلك التطورات، فعلى سبيل المثال من خلال انشاء شركة العنود للتكنولوجيا التابعة بالكامل لمجموعة قطر للتأمين والتي تقوم على تحويل صناعة التأمين رقمياً لتلبية احتياجات العملاء، وتمكين التطور واستخدام نهج البيانات والتحليلات ونشر أفضل الممارسات لتصبح صناعة التأمين قادرة في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية. ومن الجدير بالذكر هنا أنه بالإضافة إلى تقديم منتجات جديدة، تحاول صناعة التأمين معالجة تأثير مخاطر المناخ على المستوى الهيكلي، وفي هذا الصدد أصبحت قطر للتأمين أول شركة تأمين في الشرق الأوسط توقع على “مبادئ التأمين المستدام” (UNEP-FI PSI) الخاصة ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وبذلك أصبحت جزءاً من شبكة عالمية من شركات التأمين الملتزمة باعتماد مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في سلسلة التوريد والعمليات الخاصة بها.

وكوننا جزء من مجموعة قطر للتأمين نتميز بقدرتنا على تلبية طلبات عملائنا في المنطقة وفي الكويت فيما يخص التأمينات العامة والأخطار الخاصة مثل الأمن السيبراني وغيرها.

ما هي الأسباب التي تقف خلف افشال محاولات الدمج بين شركات التأمين في العالم العربي؟

شهد قطاع التأمين في الشرق الأوسط وأفريقيا في عام ٢٠٢٢، ما يناهز ٢٠ عملية دمج واستحواذ. في عام ٢٠٢٣ واصلت عمليات الدمج والاستحواذ زخمها، بما في ذلك استحواذ مجموعة قطر للتأمين اليوم على شركة الرؤية للتأمين من خلال الشركة العمانية القطرية للتأمين. كما أننا نتوقع أن نرى المزيد من عمليات الإندماج، حيث قد تقوم الهيئات التنظيمية بإصدار لوائح جديده ترفع سقف رأس المال المطلوب، مما سيعزز نمو قطاع التأمين على المدى الطويل في المنطقة وفي الكويت تحديداً.

الذكاء الإصطناعي لتحسين خدمة العملاء وزيادة الكفاءة والإنتاجية … بات أحد سمات العمل في قطاع التأمين. كيف تنظرون الى هذا الدور؟

تتزايد توقعات العملاء حول مستوى الخدمات، بما يشمل الرغبة في دمج التكنولوجيا الرقمية في المنتجات التقليدية. لذا عملت مجموعة قطر للتأمين على تغيير نماذج عملها وزيادة الإعتماد على التقنيات التحولية، مثل الحوسبة السحابية وتطبيقات الذكاء الإصطناعي. ومن أولويات مجموعة قطر للتأمين هي مواصلة تحسين عروضها الرقمية وترسيخ مكانتها كشركة رائدة في رقمنة التأمينات الشخصية لتمكين العملاء من إدارة احتياجاتهم التأمينية. وقد سجل انتشار الخدمات عبر الإنترنت اعتماد العملاء على القنوات الرقمية بنسب غير مسبوقة. ولم تكتفِ مجموعة قطر للتأمين بتطوير منتجاتها فحسب، بل شرعت في تعزيز الإبتكار التكنولوجي في المنطقة، حيث نظمت مجموعة قطر للتأمين النسخة الثانية من المنتدى السنوي لتكنولوجيا التأمين، تحت شعار “النهوض بتكنولوجيا التأمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”. وقد استقطبت النسخة الثانية من المؤتمر ما يزيد عن ٩٠ متحدثاً و٥٠٠ مشاركاً من نخبة ممثلين شركات التكنولوجيا والبنوك، وكذلك من المستثمرين والمبتكرين وصناع القرار في مجال التكنولوجيا والتأمين من جميع أنحاء العالم. وبينما تناول المؤتمر في نسخته الأولى تحديات صناعة التأمين والتكنولوجيا ما بعد جائحة كورونا، فتم اختيار موضوع المنتدى الرئيسي هذا العام ليواكب التحديات الآنية لتكنولوجيا التأمين. وعليه فإننا نفخر بأننا نقدم لعملائنا أبرز خلاصات هذه المنتجات التأمينية التقنية، ونعدهم بالمزيد من التطوير بالمدى المنظور.

ماذا عن انجازات شركتكم لعام ٢٠٢٣ ؟ وتطلعاتكم لعام ٢٠٢٤؟

تقدمت الكويتية القطرية بخطى ثابته خلال العام ٢٠٢٣، حيث انعكست التأثيرات إيجابياً على محصلة الأداء، فحققنا نمواً مضاعفاً للربحية. كما أن الشركة سجلت نمواً ملحوظاً عن السنة السابقة بالإضافة الى نمو العنصر البشري، والاستثمار بعناصر ذو خبرة تأمينية إجمالاً ومعرفة بالسوق الكويتي تحديداً. خططنا للكويت كبيرة ونطمح لأن نكون من طلائع الشركات في وقتٍ قريب جداً، وأن نثبّت مركزنا الريادي في السوق الكويتي.

 

 

 

 

 

 

 

Comments are closed.