في عالمٍ متدفّقٍ سريع، يصعب على من يطمح التقدّم الثبات مكانه فيبتليه التراجع عوض النمو. الامارات… بلد السرعة والديناميكية والتكنولوجيا، تشكّل بالنسبة للسيد سيرج فلوطي، مدير شركة Arabia Insurance – الامارات، مقراً للتوسّع والتطوّر وسط قوانين ومشرّع داعمٍ للمشاريع ولمصالح العملاء وقطاع التأمين معاً.
أما على صعيد الشركة، فأشار السيد فلوطي، أن العام المنصرم كان عام التغيير لا سيما داخلياً حيث عملت الشركة على تبديل هيكليتها وأهمّها لامركزية العمليات، وحيث قامت بتعزيز تواجدها داخل الامارات بما في ذلك أبو ظبي الواعدة. وأّكّد على طموح الشركة في القيام ببعض الاستحواذات التي تزيدها قوّةً وانتشاراً.
* ما تقييمكم لواقع قطاع التأمين في الامارات خلال العام ٢٠٢٣؟
يشهد قطاع التأمين في الامارات ديناميكية متواصلة ونمواً على كافة فصول السنة. ما يميّز الامارات عن غيرها هي التكنولوجيا المتطورة، وقد بدأنا نلحظ تكاثر المؤتمرات المتعلقة بتكنولوجيا التأمين المنعقدة في البلد. من هذا المنطلق، نجد أن سوق التأمين يتّجه نحو التحول الرقمي.
يؤدي المشرّع دوراً محورياً بعد ان انتقل الاشراف على قطاع التأمين الى المصرف المركزي محدثاً تغييراتٍ جذرية وتوحيدٍ للسوق حول معاييرٍ معيّنة فبات للتأمين مفهومٍ جديد. كذلك خضع التأمين الطبي بعد جائحة كورونا للكثير من التغييرات من قبل المنظمين بما يصب في مصلحة العميل. كما أنّ دور شركات الـ TPA يتّجه في العام الجديد نحو الانحسار، حيث أنّ شركات التأمين هي من ستقوم بالدفع مباشرةً لمزوّدي الخدمات بما فيها المستشفيات والعيادات وغيرها. وبالتالي فقد اتّسع دور شركات التأمين المباشر فيما أن شركات الـ TPA ستبقي تركيزها على ادارة المطالبات. لا شك ان لهذا التدبير وقعه الإيجابي على العملاء لا سيما وأن دولة الامارات تعمل دائماً على تلبية مصالحهم ضمن شركات تأمين متينة وشفافة. أتوقّع المزيد من التغيير في الأنظمة والقوانين من قبل المركزي في العام ٢٠٢٤ خاصةً وأن الامارات سبّاقة دوماً في تشريع القوانين الجديدة والحديثة.
* ما هو دور المشرّع في الحد من المنافسة الشديدة بين شركات التأمين لا سيما لناحية تأمين السيارات والتأمينات الصحية؟
لا شك أنّ المشرّع متيقّظ لوضع سوق التأمين ويقوم دوماً بمبادراتٍ سبّاقة مقارنةً بباقي دول المنطقة وبخطوات نحو شركات التأمين. تخلل هذا العام تغييراتٍ في أسعار تأمينات المركبات التي عادت للارتفاع ولمعدلاتها الطبيعية مما يرتقي بالسوق مجدداً. غير أنّ النتائج قد لا تظهر فوراً وقد تحتاج لبعض الوقت للتبلور.
* كيف يستغلّ قطاع التأمين التكنولوجيا لصالح تطوير خدمة العملاء من جهة وإدخال أنواع جديدة من التأمينات من جهة أخرى؟
سوق الامارات سريع جداً وذلك نظراً للديناميكية التي يتمتع بها والتي تخدم العملاء الذين يبحثون عن سرعة التنفيذ والمعاملة. هذه التكنولوجيا باتت جزءاً من حياتنا اليومية وقطاع التأمين ملزم بتتبع هذا التحول لمواكبة العصر والجيل الجديد، وعليه فإن شركات تكنولوجيا التأمين سيكون لها الأفضلية عن شركات التأمين التقليدية. وقد بات التأمين السيبراني الفردي أكثر رواجاً اليوم لكثرة الانتهاكات الحاصلة.
* ما كانت أبرز نشاطات الشركة للعام ٢٠٢٣؟ وما هي تطلعاتكم للعام الجديد؟
عام ٢٠٢٣ كان عام التغيير بالنسبة لنا كشركة، حيث عملنا على تبديل أمورٍ داخلية كثيرة وكان أهمها لامركزية العمليات، حيث عملنا على تغيير هيكلية الشركة هنا في الامارات. وضعت هذه التغييرات الشركة في مكانٍ مختلف مبني على بنى تحتية مغايرة ملقيةً علينا مسؤولياتٍ أكبر ولكن مانحةً إيانا حريةً ومرونةً أوسع في التحرك داخل السوق الاماراتي السريع وتغطية جميع فروعنا في أبو ظبي والعين والشارقة ودبي. اضافةً الى أننا اعتمدنا منهج تنقية أعمالنا من الحسابات غير المجدية لا سيما في التأمين الصحي. كما قمنا بالتركيز كثيراً على سوق أبو ظبي، حيث نرى قابلية للنمو، وكثّفنا حضورنا عبر طاقم عمل مستقرٍ هناك مما انعكس على أرقامنا ايجابياً. سنعزز في السنوات القادمة وجودنا أكثر فأكثر في أبو ظبي في كافة الامكانيات بما فيها المطالبات والاكتتاب والخدمة، هادفين بذلك الى خدمة أكبر عدد من العملاء وتكبير محفظتنا التأمينية.
حققنا نمواً جيداً مقارنةً بالسنوات السابقة في التأمينات العامة والمركبات ونطمح في العام ٢٠٢٤ الى تحقيق النمو المربح. كما نطمح لتعزيز علاقاتنا مع وسطاء التأمين، حيث نعمد الى عقد اتفاقياتٍ مع بعضهم. كذلك نعمل بجدية على مسألة استحواذ شركاتٍ داخل الامارات لتوسيع أعمالنا وتعزيز تواجدنا مع المحافظة على تراخيصنا المركّبة عبر شركاتٍ بتركيبةٍ مشابهة. أترقّب أن يحدث اندماجاتٍ عدة في المستقبل في سوق التأمين الاماراتي المشبّع بشركات التأمين. كما اننا نتطلّع الى أن نصبح شركة مزوّدة للحلول وليس فقط للتأمين.
Comments are closed.