راضي الكامل وطارق حسين

ثقة متزايدة ولاعب اقليمي متميّز - تحالفات داعمة للنجاح ومسيرة عمل مثمرة

تتّحد احياناً العوامل من مختلف الأقطاب لتُهيّئ لنجاحٍ مثقلٍ بجهودٍ متواصلة. هذا هو حال شركة Mena Re لإعادة التأمين التي استغلًت كافة طاقاتها والظروف المحيطة سعياً وراء النمو وتعزيزاً لوجودها.

عن التغيّرات التي طرأت في سوق التأمين، تحدّث السيد راضي الكامل، نائب الرئيس التنفيذي للشركة عن اهمية استقرار المنطقة الذي يحتّم محدودية رفع الأسعار التي تبقى نسبية بين شركة واخرى. واثنى على دور المنافسة في السوق الاماراتي الذي يحوي عدداً كبيراً من شركات التأمين. اما عن Expo 2020 فللشركة حصة مهمة من التأمينات المتعلقة بها.

وعن مسيرة الشركة، أكد السيد طارق حسين رئيس تأمين الحوادث والمسؤوليات، انها شهدت نمواً هاماً على صعيد كادر العمل والايرادات والتوجهات التأمينية رغم حداثة عمرها.

وفي السؤال عن سبب خروج كبريات شركات اعادة التأمين من السوق، اعلن السيد طارق حسين عن رفع هذه الشركات لسقف توقعاتها التي خابت بفعل نقص قدرات السوق التأميني.

وفي النظر الى ٢۰٢٢ يتوقع كل من السيدين حسين والكامل نمواً متزايداً وانجازاتٍ اوسع واهم من المشاريع الاقليمية.

في الفترة الاخيرة، اثناء جائحة كوفيد، سمعنا المعيدين يرددون عن الخسائر الفادحة التي تكبدوها وعن وجوب رفع الاسعار بهدف التعويض، ولكن عند التجديد لم تلحظ العقود عموماً ارتفاعاً كبيراً في الاسعار الا في بعض المجالات، اذ لم يكن هناك تشدّد واضح ولا ارتفاع كبير… ما تفسيركم؟

طارق حسين: ترتفع الاسعار في منطقتنا قليلاً ثمّ تعود للاستقرار وذلك نتيجةً للارباح المستدامة او الخسائر الطفيفة على عكس مناطق أخرى. اذ ان نسبة الارباح المحققة من قبل الشركة على مرّ سنوات عدة تمحو فكرة رفع الاسعار بشكل غير منطقي. ولكن هذه الزيادة في الاسعار تنشأ من البلدان الاوروبية والشركات العالمية بشكل اساسيٍ وتفرض بالتالي الزيادة على الشركات المحلية التي تُضطر الى رفع اسعارها.

حصل بالطبع تغييرات في الاسعار، لا سيما من قبل كبريات شركات الاعادة التي تؤدي الى رفع الاسعار من قبل الشركات المحلية والتي تحاول زيادة الاسعار على المستوى نفسه، الا انها لا تستطيع في كل الاحيان المضي في هذا النموذج خاصّة وان النتائج الاجمالية تسجّل ارباحاً جيدّة، بما لا يخوّلها تحميل عملائها اعباءً اضافية. من هنا، مبدأ رفع الاسعار يصبح نسبياً بين شركة وأخرى وفقاً للارباح او الخسائر التي تحققها كل الشركة. يجب التنويه ان ارتفاع الاسعار لم يشمل سوى مجالات عمل محدّدة.

ما الدور الذي تلعبه المنافسة من حيث التأثير على الاسعار والخدمات؟

راضي الكامل: المنافسة هي دافع للتقّدم والمثابرة، وهي شديدة جداً خصوصاً في الامارات، حيث يوجد أكثر من ٥۰ شركة تأمين، مما يشكل سبباً رئيسياً لعدم ارتفاع الاسعار، Orient وAdnic والعين الاهلية مثلاً يستطيعون المحافظة على محفظتهم وعملائهم ويفوزون على الشركات الاصغر بفضل اتفاقيات إعادة التأمين ذات الحجم الاكبر والاسعار الادنى مقارنةً بالشركات الصغرى، فكلّ شيء يعتمد على هذه الاتفاقيات. وبالنتيجة، المنافسة تشكّل عاملاً رئيسياً في ثبات الاسعار وعدم زيادتها بشكل جنوني طالما انه ما من خسائرٍ على مستوى البوالص المكتتبة. والامر يختلف من بوليصة الى أخرى.

الـ Expo 2020 يشكّل اليوم حدثاً عالمياً هاماً لاسيما وانه متزامن مع تراجع تأثيرات الجائحة… كيف انعكس المعرض على قطاع التأمين عموماً وعلى عملكم خصوصاً؟

راضي الكامل: استفدنا من المعرض قبل افتتاحه، نعمل في طبيعة الحال في التعويضات ونؤمّن على كل ما يتعلق بالمعرض من مكان وديكور وغيرها. لذلك، كنا مسؤولين عن التأمينات المخصّصة لنواح متعددة من Expo 2020 والأجنحة والمباني ككل، لذلك استفدنا منذ البداية ولا زالت الاستفادة مستمرة حتى اليوم، مما يعطي بعداً مهماً ويفتح آفاقاً جديدة لدبي تحديداً والامارات عموماً.

طارق حسين: لابد من الاشارة الى ان هناك احداثاً كثيرة مهمة وقيّمة

كـ Expo 2020 ومباريات كأس العالم في قطر لعام ٢٠٢٢ ورؤية السعودية ٢۰٣۰. كما ان ارتفاع سعر النفط يشكّل داعماً اساسياً للاقتصاد خاصةً في الخليج التي تسجّل نمواً بارزاً مما ينعكس ايجابياً على كل القطاعات. فعلى صعيد قطاع التأمين، ان اقساط التأمين ترتفع وتتنافس مع اوروبا وأميركا اللاتينية، مما اكتسب قطاع التأمين في المنطقة العربية ومنطقة الخليج قيمة استثنائية واصبح محط انظار عالمية.

لكن هذه التغيّرات ادّت ايضاً الى خروج عدد من شركات الاعادة… فما تعليقكم؟

راضي الكامل: لا شكّ انه سيكون اعادة نظر بشكل جذري في هذا الموضوع خاصةً في دبي، حيث ان كبريات شركات الاعادة العالمية موجودة فيها، وكنا بدأنا نشهد مطلع هذا العام، عدد من شركات الاعادة التي انسحبت سابقاً، مع الاشارة الى ان اسعار السوق العربي منخفضة بالنسبة الى اسعار الاسواق الاوروبية، مما يبطئ حركة دخولهم الى الخليج.

في الحديث عن المنطقة والخسائر. كيف كان تأثير اعصار سلطنة عمان على اعمالكم؟

طارق حسين: ما حدث في سلطنة عمان لم يؤثر مباشرة علينا لأننا انهينا اكتتاب الهندسة منذ فترة. لكننا نتضامن بالطبع مع اخواننا في المنطقة، مع العلم ان هذا الاعصار سيؤثر على السوق التأميني العماني بشكل كبير وقد يطال كل ميادين العمل. نرى ايضاً تأثيراً ثانوياً لهذه الاعاصير في دولة الامارات ولاسعار التأمين، كونها قرب دولة الامارات لسلطنة عمان جيوغرافياً.

كيف تنظرون الى ٢۰٢٢، وهل تتوقّعون ازدهاراً مماثلاً لـ٢۰٢۱؟

راضي الكامل: نرى ان التطور سيزداد اكثر في العام ٢٠٢٢ من حيث نمو النتائج والانجازات وزيادة كادر العمل في MenaRe. وتيرة النمو سترتفع والاسعار كذلك والانتاجية. بلغنا اهدافنا، مما يزيد الطلب على عملنا وخدماتنا وسنسعى الى تحقيق ازدهارٍ اهم في الاعوام المقبلة في ظل الحفاظ على الحسابات الحالية وزيادة الحسابات الجديدة. نحتفظ كل عام بتجديدات اكبر واكبر، مما يزيد من حجم محفظة اعمالنا، وبالتالي تقدمنا. اقتصرنا في البداية على العمل مع وسيط اقليمي، اما حالياً فنحن نتعامل مع كبار الوسطاء مثل Aon وMarsh وغيرها. اسم الشركة اصبح اكثر انتشاراً واهمية، ممّا يحفّز اضخم الشركات للتعامل معنا، وزادت الثقة في MenaRe كشركة مستمرة ولاعب اقليمي متميز في قطاع اعادة التأمين.

كيف تلخصون مسيرة Mena Re في DIFC؟

طارق حسين: تأسست الشركة في مركز دبي المالي في نهاية العام ٢۰۱٥ وبدأنا ككيان إعادة تأمين على الممتلكات والهندسة التقليدية ارتكزت على مبدأ استخدام التصنيف “-A” التابع لـ”لدوحة للتأمين”، مما شكّل حافزاً لنا للشروع في مجال اعادة التأمين. لكن بعد العمل لسنتين في التأمينات الهندسية وتأمينات الممتلكات لم نلمس النتائج التي اردناها، وتوجّهنا الى تأمينات المسؤولية المدنية والتأمينات المالية واستقطبنا السيد راضي الكامل من “Arig” للاستفادة من خبرته العميقة واطلاق فرع تأمين الحوادث والمسؤوليات. بدأنا بتحقيق النجاحات في العام ٢۰۱٩، فقد اكتتبنا ما يوازي ٤٥ مليون دولار أميركي من اقساط تأمين حوادث والمسؤوليات في فترة الثلاث سنوات والتي نأمل زيادتها مستقبلاً. الكثير من النجاح يعود الى تصلّب سوق اعادة التأمين وجائحة كورونا ونترقّب نجاحاً اكبر للشركة في مرحلة ما بعد كوفيد التي ستشهد ارتفاعاً اكثر في اقساط التأمين والاعادة لا سيما في تأمينات المسؤولية المدنية والتأمينات المالية.

ما هو سر هذا النمو في الأرقام… هل هو فقط نتيجةً لتغيير مجالات العمل؟ وهل رافقت هذا النمو ارباحاً؟

طارق حسين: هذا النجاح جاء حصيلة مجموعة عوامل تكاتفت معاً لتُنتج نمواً متواصلاً. فطاقم العمل والكوادر في الشركة وجهود السيد راضي وانا أثمرت نتائج مبهرة. الى جانب ذلك، اعتمدنا على روابطنا في حقول العمل وقوة شركائنا الذين اعربوا عن دعمهم المتواصل لشركتنا.

*ما دور مجموعة الدوحة للتأمين في هذا النجاح؟

طارق حسين: النجاح الذي حققته Mena Re مدعوم من “الدوحة للتأمين” وهي من شركات التأمين القليلة في المنطقة التي تمتع بتصنيف ائتماني “A“، نحن ايضاً لدينا التقييم ذاته وهذا ما ساعدنا في الانتقال من تأمين الممتلكات الى تأمين المسؤولية المدنية. كان هناك العديد من الشركات العالمية التي دخلت المنطقة آملة في تحقيق الأرباح ولكن آمالاها خابت فعادت وخرجت.

نرى ان الكثير من شركات الاعادة العالمية قد خرجت من المنطقة. لماذا خرجت هذه الشركات من دائرة الضوء في حين ان Mena Re تزدهر؟

طارق حسين: هذه الشركات لديها قدرات كبيرة، لذلك توقّعت تحقيق ايرادات موازية لقدراتها وانعكاساً لرأسمالها، ولكن الواقع لم يطابق التوقعات اذ ان ارباحها لم تكن عالية بما يكفي. قد لا يكون لديها خسائر ولكن ايراداتها لا تغطّي تكاليفها الضخمة ونسبة الأرباح المتوقعة. نتيجةً لذلك، ارتأت هذه الشركات الى اقفال فروعها في دبي، مما انعكس ايجاباً على الشركات المحلية والاقليمية ولعب دوراً اساسياً في نجاحنا الذي اقترن ايضاً بخروج معيدي التأمين العالميين مثل Allianz وTalbot وغيرها، وبالتالي بنقص القدرة التأمينية في سوق التأمين. الأمر الذي خوّل شركات الاعادة الاقليمية مثل

Saudi Re ،Kuwait Re وMena Re بالنمو بشكلٍ صحّيٍ وسريع.

من المعروف انّ شركات الاعادة الاقليمية لا تمتلك الخبرات الفنية والقدرة على التقيّد بالالتزامات في حالة المطالبات والأزمات الكبيرة بحيث لا يمكن مقارنتها بشركات كبرى مثل Score وMunich Re وغيرها… كيف يؤثّر هذا الموضوع عليكم رغم الارتداد الايجابي من حيث الأرقام؟

طارق حسين: لا بدّ من لفت الانتباه الى ان Munich Re وSwiss Re متواجدة في السوق منذ اعوام عديدة وتضم طاقماً كبيراً في كافة اقسامها تقريباً، فالمقارنة اذاً لا تجوز. لا نزعم اننا القادة في كل مجالات التأمين، انما نحاول التوسّع والنمو تدريجياً وتبنّي الأعمال الصغيرة والمتوسطة الحجم والتركيز عليها.

فيما يخص المطالبات والشكاوى، فعلى عكس الشركات الضخمة التي تملك فريقاً من المهندسين، نحن نعتمد على شركات متخصصة من الخارج تحدد ما اذا كان هناك مطالبات او شكاوى.

لحسن الحظ، في خط العمل الذي نسلكه لا يوجد الكثير من الخسائر مقارنةً بتأمين الممتلكات والتأمينات الهندسية. وان اردنا تقييم النتائج فهي لا تزال ممتازة، آملين ان تستمر على هذا المنوال وتزداد اكثر فأكثر. اضف الى ذلك، انه لدينا خبرات فنية مهمة كالاستاذ راضي الذي يتمتع بخبرة تقارب العشر سنوات في مجال تأمين الحوادث والمسؤوليات واعادة التأمين وخبرتي ايضاً التي تفوق الثمانية اعوام، بالإضافة الى دعم الشركة الأمّ (مجموعة الدوحة للتأمين) التي تمتلك اكثر من ٢۰ سنة خبرة في مجال التأمين. نحن اذاً مجهزين داخلياً للتعامل مع المطالبات وخبرة الاستاذ راضي المأخوذة من Arig تعطي دافعاً ايجابياً للنمو والتطور.

هل تعتقدون ان شركات الاعادة العربية قادرة على توفير الثقة ومظلّة الامان والمنتجات الجديدة على غرار الشركات العالمية، التي تتمتّع بقدرات فنية وامكانات وكادرات ومراكز ابحاث ودراسات…؟

طارق حسين: المنتجات الجديدة تحتاج طاقة كبيرة كي لا تصطدم بالخسارة وطاقم عمل متميّز ومتدرب قادر على التكيّف مع مستجدات العمل والخدمات الجديدة. في هذا الخضمّ، عندما دخل التأمين السيبراني الى السوق اتى بخسائر فادحة وكان من المتوجّب على شركات الاعادة الكبرى تجربة هذا النوع من التأمينات وتقييم الخسائر لتحديد التسعيرات في المستقبل.

كشركة اعادة تأمين اقليمية، لا يسعنا تجريب منتجات مُستحدثة في منطقتنا، بفعل وجوب اختبارها من كبار المعيدين ذوي القدرة على تحمّل الخسائر الغير متوقّعة من تأمينات غير مألوفة في السوق وفي العالم.

 

 

 

 

Comments are closed.