يتحدث السيد باسم عاصي، عضو مجلس الإدارة والمدير العام لشركة SNA عن واقع قطاع التأمين خلال العام الماضي، فيراه محاطاً بالكثير من التحديات، ثم يشير إلى التأمينات الغير التقليدية التي اصبحت جزءاً من التأمينات العامة في المنطقة العربية.
ويقول السيد باسم عاصي أنه يتطلع بالكثير من التفاؤل للعام الجاري في ظل الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها البلد والمنتجات الجديدة والحديثة التي تستعد الشركة لإطلاقها.
* كيف تنظرون إلى واقع قطاع التأمين خلال العام ٢٠٢٣ عالمياً، إقليمياً ومحلياً؟
شكل قطاع التأمين المحلي ظاهرة إيجابية وإستثنائية، إذ تمكن من تخطي الأزمة سريعاً والعودة إلى سكة العمل والإنتاج والحماية وسط كل التحديات التي احاطت به، وهو كان بذلك علاقةً فارقة في الاقتصاد المحلي.
التحديات تحيط بهذا القطاع على رغم النجاحات التي حققها، لا سيما في مجال التأمينات الصحية التي حققت قفزة نوعية بفعل غياب التغطيات التي كان يؤمّنها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ووزارة الصحة والهيئات الرسمية الضامنة، تتمحور التحديات حول أهمية الإستقرار السياسي، عبر انتخاب رئيس للجمهورية وإنتظام العمل المؤسساتي، كذلك عبر الوصول الى حد أدنى من الإستقرار الاقتصادي العام… ومن دون ذلك لن يتمكن قطاع التأمين من تحقيق النمو المرجو.
على الصعيد العالمي تأثر هذا القطاع بالأزامات التي مر بها العالم، لا سيما الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع معدلات التضخم وأخيراً الحرب على غزة.
* هل تعتقدون ان التأمينات غير التقليدية ( الاحتباس الحراري، الكوارث الطبيعية، التأمينات السيبرانية…) قد باتت جزءاً من التأمينات العامة في المنطقة العربية؟ وما هي قدرة شركات التأمين المحلية على توفيرها؟
الكوارث الطبيعية والاحتباس الحراري والتأمينات السيبرانية والتأمينات على الطاقة المتجددة اصبحت جزءاً لا يتجزأ من التأمينات بالعموم ان كان في العالم بشكل عام أم في المنطقة بشكل خاص، لأن المنطقة عرضة لهذه الكوارث الطبيعية وللتغير المناخي. ولا يجب ان ننسى اتكالنا اكثر واكثر على التكنولوجيا وذلك يعرّض منصاتنا الالكترونية الى هجومات عبر الانترنت ولذلك يكثر الطلب عليها.
في لبنان استطاع قطاع التأمين أن يؤكد مرة جديدة قدرته على الإبتكار وتلبية احتياجات كل العملاء، بالإعتماد على معيدي تأمين قادرين على التفاعل الإيجابي مع الشركات المحلية.
* ما هي الاسباب التي تقف خلف افشال محاولات الدمج بين شركات التأمين في العالم العربي؟
حصل عدد من عمليات الدمج في العالم العربي وإفريقيا. أكبر عملية دمج تمت بين أليانز وسنلام في ٢٣ بلداً ومنها مصر، كما استحوذت شركة أدنك على شركة أليانز في المملكة العربية السعودية.
على رغم ذلك فإن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية العامة في المنطقة تحول دون حصول عمليات دمج واسعة.
في لبنان يلعب غياب الاستقرار السياسي وعدم وجود حوافز وأنظمة وتشريعات عملية ومساعِدة دوراً في عدم حصول عمليات دمج بين الشركات.
* الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمة العملاء وزيادة الكفاءة والانتاجية… بات احد سمات العمل في قطاع التأمين.
كيف تنظرون الى هذا الدور؟
الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات والخدمات الرقمية هم من الركائز الأهم في المستقبل ليس فقط لخدمة العملاء انما ايضاً لدرس نتائج الشركة وتحسين وتطوير تغطيات عقود التأمين ولتقديم تأمينات موجهة لشريحة معينة من العملاء بأسعار تنافسية.
* ماذا عن انجازات شركتكم للعام ٢٠٢٣؟ وتطلعاتكم للعام ٢٠٢٤؟
سنة ٢٠٢٣ كانت سنة جيدة للشركة وكما تعلمون خلال هذه السنة تمّ استحواذ الشركة من غلوبال غيت كابيتال (Global gate capital) هي شركة إستثمار دوليّة تقوم بإستثمار رأس مالها ورأس مال عملائها في فئات أصول متعدّدة على مستوى العالم، بما في ذلك التأمين والعقارات والأسهم الخاصة والائتمان والأوراق المالية المدرجة. كما تقدّم الشركة خدمات إستشارية لقاعدة مختارة من العملاء. لدى الشركة مكاتب في لندن، جنيف، نيويورك، دبي وبيروت، وقد سجلت أصولها المستثمرة نمواً يفوق ٥ مليار دولار منذ تأسيسها في العام ٢٠١٣.
عدنا الى الجذور، علماً أن أليانز ري مستمرة كإحدى شركات الإعادة الأساسية لنا.
نتطلع بكثير من التفاؤل للعام ٢٠٢٤، ذلك أن إمكانات البلد كبيرة وإقتصاده مرن جداً، والقطاع الخاص قادرٌ على النهوض بسرعة في حال توافر أوضاع سياسية ملائمة.
نعمل خلال العام الجاري لإطلاق منتجات جديدة وحديثة تأخذ في الاعتبار الوضع الاقتصادي للمواطن وحاجاته وقدراته.
Comments are closed.